Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Feb-2017

مايكل فلين مستشار ترامب وشبيهه: لماذا يستقيل؟
 
واشنطن- انتهى تعيين مايكل فلين مستشارا أمنيا للرئيس ترامب نهاية مثيرة للجدل بعد استقالته بسبب اتصالات بينه وبين روسيا قبل تولي ترامب منصب الرئاسة.وشغل فلين قبل عامين منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، لكنه أقيل من المنصب.
وكان من مستشاري ترامب المقربين جدا وأحد مؤيديه المتحمسين خلال حملة الرئاسة الانتخابية.
وبرزت أهمية فلين، وهو ليفتنانت جنرال متقاعد، قبل أيام من استقالته، حينما كان مع الرئيس ترامب في مقره في فلوريدا، وهو يستضيف رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أول قائد أجنبي يلتقي به في ذلك المقر.
وقد اشتكى فلين في الماضي من طرده من منصبه من وكالة استخبارات الدفاع في 2014 بعد عامين فقط من كلامه بصراحة - كما يقول - عن التطرف الإسلامي. ويعتقد فلين أن الولايات المتحدة تخسر حربا عالمية على التطرف الإسلامي قد تستمر أجيالا.
غير أن بعض العاملين داخل المؤسسة العسكرية يقولون إن خروجه من الوكالة ربما يكون له صلة بعدم شعبية التغيير الذي أدخله على الوكالة.
ووصفه مسؤولون أميركيون سابقون عملوا معه عن قرب بأنه شخص مهذب، لكنه ليس مديرا جيدا.
وظل فلين - وهو أب لابنين - أحد أكثر منتقدي إدارة أوباما السابقة بشدة، بالرغم من أنه كان ديمقراطيا طوال حياته.
ولكنه تخلى عن الحزب الديمقراطي الذي كان يؤيده، وقرر التحالف مع ترامب، الذي رأي فيه رجلا يماثله، كما أنه من خارج الإدارة مثله.
وكان فلين مناصرا متحمسا لترامب. وعقّب على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة قائلا "لقد بدأنا ثورة. هذه أكبر انتخابات في تاريخ أمتنا، منذ مجيء جورج واشنطن عندما قرر ألا يكون ملكا."
ويشارك فلين ترامب كثيرا من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم داعش.
ووصف فلين غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، كما فعل ترامب. وهو يماثل ترامب أيضا في إثارة الجدل.
وقد اضطر إلى الاعتذار خلال فترة عمله في وكالة استخبارات الدفاع عن حديث في اجتماع فُهم منه أن المكياج يجعل المرأة "أكثر جاذبية"، وشجع الناس على لبس ما يناسب أجسادهم. ونفى بعد ذلك رضاه هو أو الوكالة عما تم في الاجتماع.
وقد أثار ظهوره في العام الماضي في حفل عشاء عقد على شرف الحكومة الروسية، حيث جلس فلين على بعد مقعدين فقط من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثير من الأسئلة، وأقلق اتجاهه الحميم نحو موسكو بعض خبراء الأمن القومي.
فقد كتب تغريدة في فبراير/شباط 2016 يقول فيها إن "الخوف من المسلمين أمر منطقي"، وقال لصحيفة نيويورك بوست في يوليو/تموز إن "العالم الإسلامي يمثل فشلا ذريعا"، وهو يحاول الترويج لخطته لمكافحة التشدد.
وفي أغسطس/آب ألقى خطابا في دالاس أمام مجموعة مناوئة للمسلمين وصف فيه الإسلام بأنه "إيدولوجية سياسية، تتستر وراء الدين".
وعبر البعض عن القلق من التأثير الكبير الذي قد يحدثه فلين في الرئيس ترامب الذي يفتقد إلى الخبرة الدولية.
وبالرغم من جميع منتقديه، كان هناك من وقف وراءه، باعتباره رجلا حاز على سمعة كبيرة كداهية استخبارات محترف خلال عمله في الجيش الأمريكي على مدى 30 عاما.
فلين: ضللت نائب الرئيس بغير قصد
وفي رسالة الاستقالة أقر فلين الذي ترأس الاستخبارات العسكرية سابقا بأنه "ضلل بغير قصد" نائب الرئيس (المنتخب آنذاك) مايك بنس وأشخاصا آخرين باطلاعهم على "معلومات منقوصة" بشأن اتصالاته الهاتفية مع السفير الروسي.
وأعلن البيت الأبيض مساء الاثنين قبول استقالة فلين بعد أقل من شهر على تنصيب ترامب رسميا في البيت الابيض وشكلت ضربة كبرى وسابقة في الإدارات الأميركية.
كما أعلن البيت الابيض ان ترامب عين الجنرال المتقاعد جوزف كيلوغ المحارب القديم الذي نال اوسمة في حرب فيتنام وكان مديرا لمكتب فلين لتولي منصب مستشار الأمن القومي بالوكالة.
وذكرت وسائل اعلام الاثنين أن عددا من كبار مستشاري الرئيس تلقوا تحذيرات بشأن اتصالات فلين مع الروس في وقت سابق هذا العام.
وتطرح تساؤلات حاليا حول من كان يعلم بشأن تلك الاتصالات ولماذا لم يتحرك ترامب في وقت سابق لاستبدال فلين. كما غذت هذه الاستقالة الدعوات إلى تحقيق مستقل حول تأثير روسيا على انتخابات 2016 الرئاسية.
أثار اختيار فلين مستشارا للامن القومي الجدل حيث قال عديدون في اجهزة الاستخبارات الاميركية انه غير مناسب لهذا المنصب الحساس، واشاروا الى انه اقيل عندما كان مديرا لاستخبارات الدفاع بعد عامين بسبب ادارته السيئة.
في وقت سابق الاثنين أكد الناطق باسم البيت الابيض شون سبايسر أن ترامب لم يكن على علم "على الاطلاق" ببحث فلين العقوبات مع السفير الروسي سيرغي كيسيلياك.
وقالت الصحافة الاميركية الاثنين ان وزارة العدل الاميركية حذرت البيت الابيض من تعرضه لتضليل فلين بشأن المضمون الفعلي لمحادثاته مع كيسلياك، وأن قد يصبح بالتالي عرضة لمحاولات ابتزاز روسية.
ونقلت الرسالة في آخر أيام رئاسة باراك أوباما وزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس التي أقالها ترامب بعدما أمرت محامي وزارة العدل بالامتناع عن الدفاع عن مرسومه لحظر السفر الذي علق القضاء تطبيقه.
وأفادت شبكة "سي ان ان" أن مديري جهازي الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون برينان حينذاك وافقا على ضرورة إنذار البيت الأبيض بتلك المخاوف.
في الساعات السابقة للاستقالة، أفاد عدد من مساعدي ترامب أن فلين يحظى بدعم الرئيس الكامل، علما أن الضابط المتقاعد كان حتى الساعة لاعبا أساسيا في الدائرة المقربة منه.
كان فلين أحد أوائل مؤيدي ترشح ترامب إلى الرئاسة رغم قلة فرصه، وحث على تشديد السياسات إزاء إيران وتليينها تجاه روسيا خلافا لادارة أوباما التي فرضت عقوبات على موسكو بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعمها الانفصاليين في شرق أوكرانيا إضافة إلى ما وصفته الاستخبارات الأميركية بمحاولات لترجيح كفة ترامب في انتخابات 2016 الرئاسية.
كما اختلفت واشنطن وموسكو بشأن معلومات عن جرائم حرب في سوريا حيث تخوض روسيا حملة عسكرية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودعمها لغارات أصابت مستشفيات وأهداف مدنية أخرى. رغم كل ذلك دافع فلينت عن التقارب مع روسيا.
ضم عدد من الجمهوريين أصواتهم إلى الديموقراطيين في طلب استقالة فلين في مسألة أصبحت مصدر إحراج كبير للحزب الذي يتولى السلطة.
وقال السناتور الجمهوري عن ولاية كولورادو مايك كوفمان في بيان بشأن فلين "من واجبه توخي الشفافية والصدق في تحركاته. أي تقصير في ذلك غير مقبول"، مضيفا ان المستشار المستقيل "تعمد في الواقع تضليل الرئيس، وعليه الاستقالة فورا".
أتت استقالة فلين قبل أيام على المحادثات الرسمية الأولى بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي لقاءات يلعب فيها مستشار الرئيس للأمن القومي عادة دورا محوريا.
ويعتبر فلين "التطرف الاسلامي" اكبر تهديد للاستقرار العالمي وقال ان على واشنطن وموسكو التعاون في هذه القضية.
وتحقق وزارة العدل الاميركية والكونغرس في علاقات محتملة بين مستشاري حملة ترامب وموسكو، وتوصلت الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ادار شخصيا عملية للتدخل في الانتخابات الرئاسية.
وامس الثلاثاء، قال مسؤولان اميركيان، إن ضابطا كبيرا في البحرية الأميركية خدم تحت قيادة وزير الدفاع جيمس ماتيس هو المرشح الأبرز لخلافة مايكل فلين بعد أن استقال من منصب مستشار الأمن القومي تحت ضغط بسبب محادثاته مع دبلوماسي روسي.
وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما بينما يسعى البيت الأبيض لاحتواء الأزمة بعد الرحيل المفاجئ لواحد من أبرز مستشاري الرئيس إن روبرت هاروارد وهو نائب أميرال وكان نائب رئيس القيادة المركزية الأميركية تحت إمرة ماتيس سيحل على الأرجح محل فلين.
وقال مسؤول مطلع إن رحلة البحث عن بديل لفلين بدأت مساء الاثنين واستمرت من خلال محادثات هاتفية واجتماعات في الساعات الأولى من صباح امس في مسعى لتمكين ترامب من اتخاذ قرار وتجاوز هذه المسألة في أسرع وقت ممكن.
ومن الأسماء المطروحة أيضا الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس وهو مدير سابق للمخابرات المركزية الأميركية تلوثت سمعته بسبب فضيحة تتعلق بإساءة التعامل مع معلومات تندرج تحت بند السرية مع كاتبة سيرته الذاتية التي كان على علاقة غرامية معها.
نائبان أميركيان يطالبان بتفاصيل عن أمن هاتف ترامب الذكي
وفي سياق ذي صلة، طالب نائبان اميركيان بتفاصيل تتعلق بأمن الهاتف الذكي الذي يستخدمه الرئيس دونالد ترامب، الذي قد يعرض أسرار الأمن القومي للخطر في حال ثبتت صحة تقارير صحفية تفيد بأنه لا يزال يستخدم هاتفه القديم.
وتساءل السناتور الديمقراطي توم كاربر في تغريدة على موقع تويتر "هل حصل ترامب على هاتف ذكي مشفر لاستخدامه الشخصي في 20 كانون الثاني/يناير أو قبل ذلك؟ إن كان تم ذلك، فهل يستخدمه؟"
وأضاف كاربر الذي سلم مع السناتورة الديمقراطية كلير ماك كاسكل رسالة إلى الإدارة الأميركية الاثنين طالبا فيها بمعلومات بشأن هاتف الرئيس "على ترامب أن يكون مطلعا بشكل جيد الآن على البروتوكول المناسب والضروري لحماية أسرارنا الوطنية."
وأرسلت الرسالة التي يعود تاريخها إلى 9 شباط/فبراير إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن الداخلي جون كيلي ورئيس وكالة الأمن القومي مايكل روجرز.
وعبر النائبان عن قلقهما إزاء تقارير تفيد يأن ترامب لا يزال يستخدم جهاز "الأندرويد" الذي يملكه منذ عدة سنوات في تغريداته التي ينشرها على الدوام عبر موقع تويتر.
وأفادت الرسالة "في حين أنه من الضروري أن يمتلك الرئيس القدرة على التواصل إلكترونيا، إلا أن الأهم هو أن يقوم بذلك بطريقة آمنة لضمان الحفاظ على السجلات الرئاسية".
وحذرت من أن "المخاطر المتعلقة بالأمن القومي عبر الوصول إلى (المعلومات الموجودة) على هاتف مسؤول رفيع في الحكومة كرئيس الولايات المتحدة، كبيرة".
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي أنه فيما حصل ترامب على جهاز جديد وآمن بعد تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، إلا أنه لا يزال يعتمد على جهازه القديم رغم احتجاجات المقربين منه.
وكتب الباحث الأمني المستقل غراهام كلولي الثلاثاء أن هاتف ترامب "قد يكون أغلى جهاز على الانترنت بالنسبة للقراصنة وأول هدف لوكالات الاستخبارات حول العالم".
وحذر نيكولاس ويفر من معهد علوم الحاسوب العالمي في كاليفورنيا الشهر الماضي من أن "استمرار ترامب في استخدام جهاز أندرويد قديم وغير آمن لدرجة خطيرة يجب أن يشكل حالة هلع حقيقية". وأشار ويفر إلى أن القراصنة قد يتمكنون من الوصول إلى موقع الهاتف وميكروفونه وكاميراته.-(وكالات)