Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2017

جنوب أفريقيا اليوم - روغل ألفر

 

هآرتس
 
الغد- يحتاج بنيامين نتنياهو إلى صحيفة "اسرائيل اليوم" من اجل الدفاع عن حكمه والحفاظ على دولة الابرتهايد التي يقيمها. "اسرائيل اليوم" تساعده في غسل دماغ ملايين الاسرائيليين المقتنعين بأن عليهم تأييده وتأييد سياسته الاستيطانية والعنصرية. إنهم يتعلمون يوميا من "اسرائيل اليوم" بأنه اذا سقط نتنياهو واذا قامت دولة فلسطينية فهي ستقوم باسقاط الصواريخ على رؤوسهم وتقتلهم. "اسرائيل اليوم" تعلمهم أن يكونوا يهودا قوميين متطرفين وعنصريين ضد العرب.
 نتنياهو لم يقم باختراع الابرتهايد. ولم يخترع ايضا استخدام الصحيفة من اجل صناعة الرأي العام. ولم يخترع ايضا التورط في فضيحة المال والسلطة والصحيفة التي قد تؤدي الى اسقاطه. إن كل ذلك تم من قبله.
 في منتصف السبعينيات قرر رئيس حكومة جنوب افريقيا بي.جي فورستر أن الدفاع عن دولة الفصل العنصري يتطلب القضاء على "راند ديلي نايل"، وهي صحيفة باللغة الإنجليزية التي قادت الصراع ضد الابرتهايد. وهنا دخل الى الصورة لويس لويت، وهو الـ شلدون ادلسون في تلك القصة. وكان لويت رب مال محلي، محافظا وعنصريا. وقد وافق فورستر على منح لويت أموال الجمهور سرا من اجل شراء "راند" واسكاتها الى الأبد.
 "راند" في حينه كانت تمر في ازمة مالية. ومقاومة الابرتهايد لم تكن تحظى بالشعبية قبل اربعين سنة، لكن "راند" لم تُبع لـ لويت. وبكلمات اسرائيلية حالية، هي اللحظة التي يئس فيها نتنياهو من محاولة السيطرة على "يديعوت احرونوت" وقرر اقامة صحيفة خاصة به. وهذا بالضبط ما قررته فورستر عندما وجد نفسه على نفس المفترق وأمام نفس المفارقات.
 عندها أمر فورستر باقامة صحيفة، وتمت اقامتها. كان اسمها "المواطن" وصدرت باللغة الانجليزية لأنها كانت تهدف الى غسل دماغ البيض الذين يتحدثون الانجليزية ومن يقرأون الانجليزية في أرجاء العالم. كان الناشر هو أحد معارف لويت، وقد حصل على الاموال من الحكومة سرا. لكن ليسوا جميعا أثرياء مثل ادلسون ويستطيعون تحمل خسارة 730 مليون شيكل خلال سبع سنوات.
صحيفة "المواطن" خسرت. وعندما تم الكشف أنها مولت من اموال الجمهور، تم فرض الاستقالة على لويت. إن الافارقة العنصريين لم يتمكنوا تحمل رئيس حكومة أقام صحيفة بشكل سري، هدفها التهليل له ولسياسة حكومته، وزعمت أنها صحيفة شرعية. وبالنسبة للعنصريين في اسرائيل، هذا لا يزعجهم. والآن ايضا عندما تظهر محادثات نتنياهو – موزيس مدى تدخله الكبير في اسرائيل اليوم، هم لا يطالبون برأسه.
مثلما هي الحال بالنسبة لنتنياهو، فإن لفورستر ايضا كان مهم التأثير على الرأي العام في واشنطن. وقد منح سرا الاموال العامة لجون مكاغوف، وهو من أثرياء وسائل الاعلام، يميني ومحافظ وتوجد له مصالح واعمال في جنوب افريقيا. وهو شلدون صغير آخر. وقد حاول مكاغوف شراء الصحيفة المحافظة "واشنطن ستار" من اجل فورستر. وتسلى فورستر بالمقالات التي هللت لجنوب افريقيا على اعتبار أنه معقل مناهض للشيوعية. وهذا مثل التهليل لاسرائيل على اعتبار أنها معقل مناهض لداعش، من أجل إقناع الرأي العام في الولايات المتحدة بتأييد المستوطنات.
إن نتنياهو يسير في أعقاب فورستر، واسرائيل تسير في أعقاب جنوب افريقيا. لقد ورث بيتر ويلس بوتا، الذي هو عنصري آخر. وهذا يُبين أنه بعد نتنياهو لن يأتي من يقضي على الابرتهايد. فنتنياهو سيذهب والابرتهايد سيبقى.