Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2022

الدكتور هلال يتلمّس النور في الفضاء المعرفيّ والنقديّ

 

 

بوسطجي –  هالة نهرا –

مثقّفٌ لبنانيٌّ وعربيٌّ هادئ، نهمٌ في إل�'تِقافِهِ قرابين الثقافةِ والمعرفةِ في أفضيةٍ عدّة تتقاطعُ وتتوازى. يسعى على الدوام إلى استثمار رصيده الثقافيّ والمعرفيّ التراكميّ في عِلم نفس الجماهير والأفراد بما يخدم المجتمع والوطن والإنسان والتقدّم، مرتكزاً أيضاً على خزينه العِلميّ الطبيّ على اعتباره طبيباً ماهراً متميّزاً ومتخصّصاً في أمراض الدماغ والجهاز العصبي. لطالما تسلّح بمواقفه النقدية الجريئة المدروسة تجاه الواقع اللبنانيّ في امتداده ومآزقه ومفارقاته وإشكاليّاته على أكثر من صعيدٍ، ارتباطاً بالوعي الفرديّ والجمعيّ والمسؤولية الوجودية وأسئلتها النوعية المؤثرة، وترافُقاً مع رحلة استكشاف واستقصاء مجاهل الدماغ البشريّ. يسكبهُ الوعيُ بريقَ تنويرٍ في سطورِ التفكُّر والاستنباط، فيحضّه، رغم اكتناز خبراته ومعارفه بصورةٍ جليّة، على التجدّد وتطوير أدواته المعرفية كلّ يومٍ بتواضعِ الحكماء أمام المطلَق والغامض والمجهول والملتبس والضبابيّ. يؤمنُ بثلاثيةِ: العِل�'م والعمل والأخلاق، ويعتبر أنّ “الجهاز” الذي يخدم مصالح الكائن الحيّ هو “جهاز تنظيم الحياة” المتمثل بالوعي، فيما يتوجّه للذين يملكون دماغاً بلا وعي في “سياسة لعبة الغمّيضة”. النور في نظر الدكتور رمزي هلال هو للإنارة والاستنارة ولا يمكن احتكاره بأيةِ صورةٍ. في مفهومه فإنّ الوجودَ بلا وعيٍ هو وجودٌ أعمى لأنّ الوعيَ والوجود واحدٌ، وإنّ مصير الإنسان هو شيءٌ لا يستوجب انتظاره، بل هو ما ينبغي إنجازه. رمزي هلال محاوِرٌ ومحاوَرٌ فطنٌ يستند إلى ثقافة السؤال وإلى منهجياته الفكرية والفلسفية والعلمية وخلاصاتها في تَقطُّرها وتَحوُّلها الكيفيّ.

في قراءتي لكتاباته أضيءُ ههنا على عددٍ من أقواله وتأمّلاته المعرفية وشذراته في ومضاتٍ متناثرة:

* لاسترجاع الدولة فإنّ لبنان بحاجةٍ إلى وزارةِ كوارث وطنيةٍ يُديرها مصدر السلطات/ الشعب المثقّف.

* الإنسان لا يكون إنساناً إلاّ بقدر تحرّره من البرمجة التلقائية ويفقد بعضاً من إنسانيّته بقدر ذوبانه التلقائيّ في ثقافة الجماعة. المجتمعات التي يغيب فيها الاختلاف والتعدّد والتنوّع واحترام الآخَر المختلف يشيع فيها بالضرورة الجهل والاستبداد والتطرّف والجمود، وهي لا تحتقر شيئاً بقدر احتقارها لكلّ عقلٍ يدعو إلى التطوّر والإبداع والتجديد والابتكار. إنها محكومةٌ بما يُسمَّى بـ”ثقافة القطيع”.

* لكلٍّ منّا نسخته المختلفة عن الحقيقة. لو كنّا نعبد الجاذبية لما اختلفنا على الاتّجاه الذي تشدّ إليه. آمل أن يوحّدنا العِل�'م يوماً ما.

* أكثرية الناس والأحزاب تعاني من ثقل الموروثات ومن خواء الرؤى في النظام السياسيّ، ومن غياب الفكر الترميميّ المتعلّق بالحياة والإنسان. على اللبناني أن يصفّقَ لنفسه، للإنسان وحقوقه ومصيره. كفانا ما نشهده من صناعاتٍ خفيفةٍ ترهقنا بالأخبار والآراء غير المجدية لإلهاء العقول، لا هدنة مع الآفات والنواقص.

* الحياة: إنها تراجيديا الصراع بين الحبّ والواجب، صراعٌ بين الولاء للأنا والولاء للحياة، خليطٌ بين المأساة والملهاة. إنّ أيامَ الجوعِ إلى خبز الوعي ما زالت في البدايات.

* في ظل انهيار سلّم القيَم في لبنان: سؤالٌ يستحقّ التعمّق والتفكّر والتفكير: إذا كان إكرام الميت دفنه فما هو إكرام الحيّ؟

* أسئلة إلى المسؤولين قبل أن تصبحوا أحاديثَ تتناقض يوماً بعد يوم: ما معنى أن تكون مسؤولاً؟ ما هدف الحياة؟ ما هي المسؤولية الوجودية؟ ما هي نوازع الموت في المجتمع والنظام وكيف نعالجها ونتفاداها؟ ما هي أزمة العلاقة بين الأجيال؟ ما هي الخصائص النفسية وحاجات كل الفئات العمرية في المجتمع؟ هل تُقسم بأنّ ضميرك أهمّ من الحزب والمال والطائفة والعائلة وبأنك خادمٌ للحقيقةِ والشعب؟ هل تعلم ما هي تأثيرات ومخاطر الاستعباد الاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ، وأنّ لكلّ جيلٍ إلهه وأسئلته وأجوبته وكُتّابه وقادته؟ لقد شبعنا من الكلام الكبير والأعمال الصغيرة ومن ضجيجِ الفارغ الذي يريد إيهامنا بأنه ملآن. إنّ الرغبة في التسلّط على الآخرين هي نتيجة الدونية والفهم الخاطئ لمعنى الحياة والمسؤولية.

* المنطق بداية الحكمة وليس نهايتها.

* من أهمّ نوازع الموت في الحضارة هو استبعاد العلماء والحكماء والفلاسفة والمفكّرين والمثقّفين عن إدارة الدولة والحياة.

* إنّ العِلم العظيم هو البساطة المتألّقة.

* هل نحن البشر نُشكّل فعلاً نوعاً من الأرستقراطية البيولوجية؟ هل نحن فعلاً أرقى حالاتِ التطوّر؟ هل نتطوّر صعوداً أم نزولاً؟ إنّ الإشكالية الكُبرى لدى الإنسان هي إشكالية السلطة/المعرفة. أين نحن من سُلّم التطوّر البيولوجي والإنساني كبشر؟ إنّ القناعة الطفولية بالموروث تؤدّي إلى الوقوف على رصيف الحياة، هي كنزٌ يفنى وسببٌ من أسباب التخلّف.

https://scontent.famm10-1.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/325050405_977176456588025_778417840909931345_n.jpg?_nc_cat=106&ccb=1-7&_nc_sid=ae9488&_nc_eui2=AeEal8ZMMYrzJlFOBjx6bLXSjpDGbHDJCQKOkMZscMkJAkh5ekNO5UxT-tG8PgzQ7u-uObuTsdkHIjI_xwsMfvm-&_nc_ohc=o7OO_Kst7aQAX_ieXS_&_nc_ht=scontent.famm10-1.fna&oh=03_AdRwdPhk2KKFB1liF2t7vzdXSIE4EkAi0fqtvPnT_toaHg&oe=63E75204

الإعلامية هالة نهرا

https://i0.wp.com/postaji.com/wp-content/uploads/2023/01/ramz-225x300.jpg?resize=426%2C568&ssl=1

تحرير المقال