Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Apr-2019

لندعم المنظمات المناهضة للاستيطان والتطبيع* محمد سويدان

 الغد-بالتزامن مع إعلان فوز اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة المجرم بنيامين نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية الذي أعلن عن عزمه ضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، أعلنت المنصة الأميركية “إير بي إن بي” لاستئجار المنازل أنها ستتراجع عن إزالة الوحدات المعروضة للإيجار في مستوطنات الضفة من قوائمها رغبة منها في تسوية الدعاوى القضائية التي رفعت ضدها جراء القرار.

وكانت المنصة، أعلنت سابقا عن خطتها القاضية بشطب منازل المستوطنين اليهود في الضفة الغربية من قوائمها للوحدات المخصصة للإيجار نظرا إلى أنها “موضع نزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وبعد هذا الإعلان، بدأت حملة إسرائيلية مكثفة لاجبار المنصة عن التراجع، ترافقت بدعاوى قضائية ضد المنصة التي لم تصمد، وتراجعت.
إن هذا التراجع، يشير بشكل أو بأخر عن ضعف التأثير الفلسطيني والعربي في تشجيع المؤسسات والشركات الكبرى في كافة انحاء العالم على مقاطعة المستوطنات والاحتلال.
فنتيجة لغياب هذا الدور المؤثر، تعرضت هذه المنصة، وغيرها لحملة إسرائيلية مكثفة شاركت فيها حكومة الاحتلال، ومستوطنون ومتطرفون للتصدي لهذا القرار، ولاجبار هذه المنصة وغيرها على التراجع عن رفضها التعامل مع المستوطنات.
وهذا التراجع، يجب أن يدفع الجميع العرب والفلسطينيين الرسميين والشعوب ونشطاء مقاومة التطبيع في كل العالم، للتعامل بشكل أكثر جدية مع الجهات العالمية التي ترفض التعامل مع المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة ومنتجاتها، وكذلك مع تلك التي تقاطع الاحتلال ومؤسساته المختلفة جراء العدوان الفاشي المستمر على الشعب الفلسطيني.
إن الاحتلال ومستوطنيه وسياسييه ومسؤوليه يتعاملون بمنتهى الجدية والقوة والغضب تجاه من يقاطع كيانهم المحتل، ومستوطناتهم التي زرعوها بالغصب والقوة والعدوان في الأراضي الفلسطينية، ويسعون بكل ما أوتيوا من قوة وامكانيات لاجبار والزام من يقاطعهم، على التراجع.. وفي حال رفض فانهم لايتوانون على اتخاذ كل الإجراءات وجميعها غير شريفة لممارسة الضغط عليها. إن الاحتلال بكل مكوناته يعتبر رفض التطبيع معه أمرا خطيرا، وخصوصا إذا جاء من مجتمعات ومؤسسات وهيئات في أميركا والدول الغربية التي من المفترض أن تدعمه وتدعم عدوانه.. فنشوء حركة مقاومة للتطبيع معه، أو تقاطع مستوطناته، سيؤثر على مواقف هذه الدول منه، وسيؤدي في المستقبل إلى سياسات رسمية غربية رافضة للاحتلال وعدوانه، ومناصر للقضية الفلسطينية.
أعتقد أن الدرس الذي يجب أن نستخلصه من تراجع منصة “إير بي إن بي” أن نعزز حركة مقاومة التطبيع في بلادنا العربية، وأن نوسعها في كل منطقة من مناطقنا العربية، بالإضافة إلى ضرورة دعم وتشجيع ومساندة كل الحركات العالمية الرافضة للتطبيع والمستوطنات.
إن دعم المنظمات العالمية والدول المناهضة للتطبيع، يتطلب من المؤسسات الرسمية العربية ممارسة دورها في دعم هذه المنظمات ومساندتها والدفاع عنها، والوقوف معها حتى تدعمها في وجه الحملات الإسرائيلية ضدها.
في ظل ما يحدث في فلسطين المحتلة، وتصاعد الاتجاهات اليمينية المتطرفة في كيان الاحتلال، يتطلب منا جميعا تفعيل وتشجيع وتوسيع حركة مقاومة التطبيع في البلاد العربية كافة، ومساندة الحركة العالمية المناهضة للتطبيع.