Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Apr-2018

المراهِنون على «الوَهم»... رئاسة ترمب إذ تلفُظ أنفاسها الأخيرة - محمد خروب

الراي -  ماذا لو استفاق المراهنون على رعونة ومزاجية وانعدام الوازع الأخلاقي و القانوني لدى الرئيس الأميركي, الذي ما يزال رغم مرور خمسة عشر شهراً على دخوله البيت الأبيض ، لا يُصدّق أنه وصل إلى منصب رئيس «الدولة» التي تُوصَف بأنها الأقوى في العالم، وأنها تتمتع بـ»استثّنائِية» لا تتوفر لأيّ دولة أو شعب أو حضارة سبَقتها أو تُعاصرها؟. نتساءل: ما رأي هؤلاء الذين وضعوا كل «بيضهم» في سلّة ترمب. لو علموا ذات لحظة إقالة أوتنحّي – يراها كثيرون قريبة – الرئيس الذي بذَل لهم وعوداً ومنحَهم طمأنينة, دفعتهم لاتّخاذ قرارات وخطوات وإجراءات وصفقات ومواقِف، محمولة على «قناعة» أنه «باق» في منصبه, بل انه «أكّد» لهم, انه في صدد الإستعداد للمنافسة على ولاية «ثانية», وِفق قناعته بأنه سيفوز فيها, حتى لو واجهه الديمقراطي الذي شغل منصب نائب سلَفِه جو بايدن (تقول استطلاعات الرأي بأن نائب باراك أوباما, لن يُواجه اي منافسة جديّة داخل حزبه للحصول على بطاقة الترشّح، فيما لا يُعير كثيرون اهمية للمنافس الجمهوري الذي اسمه دونالد ترمب أو على شاكلته).

الدوائر الأميركية الإعلامية والحزبية والسياسية, تتابع مجريات التراشق الكلامي المحموم بين الرئيس
الاميركي ومدير جهاز الـFBI الذي «عزَلَه» ترمب... جيمس كومي، وخصوصاً تلك الأوصاف اللاذعة والمُهينة التي يوردها كومي في مقابلاته المتلّفزة للترويج لكتابه الموسوم «ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة»، وآخرها خلّعَه عليه صفة الرئيس «غير الأخلاقي» الذي لا يستحِق المنصب الذي هو فيه الآن, وهو زعيم مافيا منه الى رئيس.. فيما ردّ ترمب الذي استبد به الجنون والغضب والذي بات في دائرة الفضائح والإنكشاف, واصفا كومي بانه «اسوأ رئيس FBI في التاريخ»، وهذه الصفة التي ألصقها بمن قام بإقالته, لا ترقى قانونياً وسياسياً واخلاقِياً بما يورده كومي عن تصرفات ترمب وعلاقاته بمرؤوسيه والكيفية التي يُدير بها شؤون أميركا.
قد يقول البعض ان كومي يقوم بتصفية «حسابه» مع الرئيس, الذي لم يتوقّف عن الإساءة وتشويه سمعته, حتى بعد عزلِه وكيل الاتهامات له بمحاباة «الفاسدة» هيلاري كلينتون, على ما جاء في احد ردود ترمب على تصريحات كومي التلفزيونية، إلاّ انه يتوجّب علينا التدقيق في ما قالته مجلة «نيويوركر», الاميركية الرصينة وذات السمعة الحسنة في ما خص التحقيقات الاستقصائية المثيرة والدقيقة في منهجيتها, وبخاصة تلك التي قام بها «سيمور هيرش» حول قضايا وملفات عديدة بدءا بمذابح حرب فيتنام وليس انتهاء بغزو العراق وسجن ابو غريب, مرورا بكل ما قارفته الادارات الاميركية المتعاقبة من ارتكابات وجرائم بحق كثير من شعوب العالم ودولِه.
تقول مجلة «نيويوركر» في عددها يوم أول من امس الاثنين: ان الولايات المتحدة تقف امام «الفصل الاخير» من رئاسة دونالد ترمب, الذي – وِفق المجلة – يمر بأصعب فترات حكمه.. بل لفتت الى ان رئاسة ترمب «تلفُظ» أنفاسها الاخيرة فعلا, مشيرة الى عدد من الشواهد التي تعزز هذه القراءة.
هذه «التوقّعات» جاءت في مقال الكاتب آدم ديفيدسون، الذي كتب يقول «تدخل الولايات المتحدة هذا الاسبوع – على وجه اليقين – (والكلام كلّه له).. آخر فصل من فصول رئاسة ترمب، وليس هذا القول – يُضيف – من قبيل النبوءة، بل هو ببساطة الحقيقة الواضحة للعيان» وِفق ديفيدسون. مُتكئاً – الكاتب الأميركي – في «قراءته» هذه, الى الامر الشائع لدى اتباع ترمب بانهم انتخبوه لانهم رأوا فيه تحديدا رجل الاعمال الذي لا يتوانى عن فعل اي شيء يضمن له النجاح»، وهو في الحقيقة – يقول ديفيدسون «اعتقاد خاطئ» مُتابِعاً «قراءته» على النحو التالي: صحيح ان الكثيرين ليس لديهم فكرة واضحة عن نشاطات ترمب التجاريةالمشبوهة، لكن ما ان يُماط اللثام عنها حتى «تنجلي رواية مختلفة عن حقيقة الرجل» ولا  يلبث – ديفيدسون دائما – ان يكشف عن تلك الرواية التي سينقشع الغموض عنها وهي: ان ترمب كمن يجلس على قمة «امبراطورية مالية» – فهو في نظر الكاتب – ليس ذلك العبقري بالبديهة، ولا ذلك الفتى القوي الشكيمة, الذي جنى ثروة بمليارات الدولارات بجرأة لا تعرف الخوف»... الى ان ينهي ديفيدسون مقالته الطويلة بالقول:»..من حق ترمب ان يستشيط غضباً وترتعِد فرائصه، فالمحققون يتحرّون الآن, عن كنه القضايا التي يُشتبه تورط ترمب فيها» (الكاتب هنا يتحدث عن فريق المحقق الخاص «مولر» وضبط وثائق في مكتب محامي ترمب الشخصي مايكل كوهين، الذي يصفه الكاتب بـ»المحامي الرديء» الذي يواجه طوفاناً من التُهم, تتراوح بين الاحتيال المالي وغسل الاموال ومخالفات مالية تتعلق بحملة ترمب الانتخابية).
ماذا عن الذين «راهنوا» على ترمب في... بلاد العرب؟
خرَق الرئيس المُشتبه به (على ما كان يوصف الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون) كل الاعراف, وذهب للاحتماء بالصهاينة واليهود والكنيسة الانجليكانية المتصهينة, عبر «رشوتهم»بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته إليها، وراح يُبرِم في الخفاء صفقة لا تقل قذارة اسماها «صفقة القرن» ولم يبخل على اسرائيل بالمديح وتأكيد «حقوقها» في ارضها, مُفوِّضاً طاقما يهوديا متصهينا لقيادة عملية «تصفية القضية الفلسطينية» من صِهره ومحامي عقاراته ومستوطِن في رتبة سفير لبلاده (...) لدى اسرائيل اسمه ديفيد فريدمان.. ومع كل تلك الدلائل والقرارات العلنية استمَرّ بعض العرب في الرهان عليه.
ما بالهم الآن و»ترمب» يواجِه احتمالات العزل والإقالة... وربما السجن, وقد يُبرِم «صفقة» يتنحّى بموجبها عن منصبه, حتى لا يدخل السجن؟.
وأمجاد يا عرب...أمجاد.
kharroub@jpf.com.jo