عمان - الرأي - قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة إن الهاشميين الذين تشهد دماؤهم أبواب القدس ومسجدها يواصلون دورهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين دعما ورعاية وعناية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.

وأضاف رئيس الجامعة خلال افتتاحه المهرجان التضامني مع القدس الشريف بعنوان «عمان تنتصر للقدس» والذي أقيم في الجامعة الأردنية امس « رغم غياب الضمير الإنساني عن نصرة المظلوم وردع المعتدي ورغم الجراح النازفة في جسد الأمة إلا أننا ما زلنا نجد فيها من يحرص على كشف زيف هذا المعتدي وبطلان ادعاءاته ووقف تعدياته على الحرمات».

والمهرجان الذي نظمته كلية الشريعة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ورابطة علماء الأردن يأتي في إطار اهتمامات الجامعة بالمدينة المقدسة وإرثها الحضاري الإنساني والإسلامي العظيم .

وزاد الطراونة أن علينا في الجامعة الأردنية أن نخرج من دائرة الصمت المطبق إلى أجلّ العمل وأنفعه، لنقرع الجرس على مسامع العرب والمسلمين من أجل فتح صناديق دعم للقدس ولنشد على أيدي أهلها المرابطين مؤكدا أن سراج القدس يجب أن يبقى وقادا مضاءً بزيت الدعم المادي والمعنوي.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن الصهاينة الذين يحلمون بإقامة دولتهم اليهودية من النيل إلى الفرات وتشييد هيكلهم المزعوم على أنقاض الأقصى وإقامة جدار الفصل العنصري تناسوا أن العالم الحر حطم أكبر جدر الاستبداد والعزلة والغطرسة في برلين.

وحذر الطراونة العرب والمسلمين من الاستمرار بالصمت والاستيحاء في زمن التشرذم العربي ما أدى إلى الفرقة المذهبية والطائفية مؤكدا أن ديننا الحنيف دين الرحمة والحق والعدالة والوئام.

وتحدث في المهرجان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل داود مشيرا إلى علاقة القدس بعمان والتي نسجت في قلب وجسد واحد.

وعرض الوزير محطات مشرقة من التضحيات التي سطرها نشامى القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي في معارك اللطرون وباب الواد مؤكدا اعتراف قادة العدو الاسرائيلي بالخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الاسرائيلي والعصابات الصهيونية في هذه المعارك بالرغم من الامكانات البشرية المحدودة للجيش العربي ومعداته القتالية.

وأثنى داود على جهود الجامعة الأردنية في تنوير الشباب الجامعي بأهمية القدس والمقدسات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي مشيدا بقرار الجامعة باستحداث مادة دراسية حول القدس الشريف كمتطلب جامعي.

رئيس رابطة علماء الأردن الدكتور بسام العموش أكد ضرورة أن تعود للقدس هويتها الإسلامية لافتا إلى أن حالة من الفوضى والعواطف رافق مراحل الصراع العربي الاسرائيلي.

وبين العموش أن التخبط وعدم الإعداد الجيد للإدارة والسلاح والرجال في عالمنا العربي عوامل ساهمت في ضياع القدس الشريف معربا عن ألمه وأسفه للتحولات في بعض الدول العربية التي تشهد صراعات أدت إلى تمزقها وضعفها وزيادة الغطرسة الصهيونية تجاه المقدسات الإسلامية في بيت المقدس.

وعرض العموش نموذجا لقيم الشهادة التي سطرها الجيش العربي خصوصا التضحية التي قدمها الشهيد صالح شويعر في الدفاع عن الأرض الفلسطينية الطاهرة بعد أن نفذت ذخيرته وقاتل حتى نال الشهادة في سبيل الحفاظ على المقدسات الإسلامية.

وتناول عميد كلية الشريعة في الجامعة الدكتور محمد الخطيب اهمية اقامة هذا المهرجان لنصرة القدس الشريف لدى الشباب الجامعي.

وقال الخطيب ان قبلة المسلمين الاولى بحاجة الى من يدافع عن وجودها في ظل المخططات الصهيونية الرامية الى تهويد المدينة وبناء هيكلهم المزعوم داخل الاقصى الشريف.

وتضمن المهرجان على عرض قدمه امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان حول التعريف بالمسجد الاقصى الذي يضم اسواره الكثير من المقدسات الاسلامية ابرزها المسجد القبلي /المسجد المسقوف ومسجد قبة الصخرة المشرفة.

وتناول كنعان الاعتداءات والممارسات الاسرائيلية في القدس منذ بداية احتلالها بهدف الاستيلاء على الاراضي والممتلكات وتشريد سكانها المقدسيين.

وقدم مدير شؤون القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية المهندس عبدالله العبادي ورقة عمل في المهرجان تناول فيها دور الحكومة الاردنية والاعمار الهاشمي ووزارة الاوقاف في المحافظة على المقدسات الاسلامية.

وعرض العبادي مراحل الاعمار الهاشمي للاقصى الشريف من ايام المرحوم الحسين بن علي طيب الله ثراه وما قدمه من جهد مالي وشخصي للمحافظة على هوية القدس وعروبتها واسلامية الاقصى، مؤكدا ان الدعم تواصل في عهود جلالة الملك المؤسس عبد الله الاول وجلالة الملك الحسين بن طلال رحمهم الله وجلالة الملك عبد الله الثاني.

وسلط العبادي الضوء على الانجاز الذي تحقق في الاعمار الهاشمي خصوصا اعادة بناء منبر صلاح الدين الايوبي في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني والترميمات في ساحة الحرم القدسي والمحافظة على الوقفيات والمدارس الاسلامية في القدس الشريف.

واقيمت على هامش المهرجان ندوة حوارية حول اهمية المدينة المقدسة شارك فيها الدكتور محمد راتب النابلسي والدكتور احمد نوفل وادارها الدكتور عبد الله الصيفي.

وتناول المتحدثون في الندوة مزاعم اليهود الصهاينة في القدس والتهديد المباشر للمدينة وتراثها الحضاري الاسلامي، داعيين الدول العربية والاسلامية الى التعاضد والتكاتف للدفاع عن المدينة المقدسة وانقاذها من براثن العدو الصهيوني.