Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Sep-2022

«الصحة» تتراجع عن وعودها بإنشاء مستشفى حكومي في وادي عربة
الدستور - جمعة العميري -
 عبر مواطنو قضاء وادي عربة عن مشاعر الاستياء الشديد والإحساس بالغبن، نتيجة القرار الصادر عن وزارة الصحة والمتضمن الاعتذار عن إنشاء مستشفى حكومي بوادي عربة؛ مما يفضي إلى حرمانهم من وجود مستشفى في منطقتهم والذي كانوا ينتظرون إنشاءه بفارغ الصبر ويترقبون تنفيذه بعيون الرجاء والأمل، لوضع حد ينهي عذابات سنين طويلة ذاقوا خلالها الأمرين، واصفين القرار بالمجحف بحقهم والمخيب لآمالهم، مؤكدين أنهم كانوا تلقوا بشرى إنشاء مستشفى حكومي في منطقتهم خلال جولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالله النسور ولقائه بهم في بلدة رحمه بوادي عربة، والتي أعلن خلالها عن إنشاء مستشفى حكومي في منطقتهم وإعطائه صفة الإستعجال.
وحسب القرار الموجه من وزارة الصحة الى رئاسة الوزراء يتعذر انشاء مستشفى في منطقة وادي عربة التابعة لمحافظة العقبة حيث يوجد تعاون بين الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة لتقديم الخدمات الصحية لاهالي العقبة من خلال مستشفى الامير هاشم العسكري في العقبة.
يشار إلى أن مناطق قضاء وادي عربة البالغ عدد سكانها عشرين ألف نسمة تعد من أشد جيوب الفقر في المملكة وتعاني من البطالة بين صفوف أبنائها.
وبحسب أقوالهم تمت عدة مخاطبات رسمية بهذا الشأن، حيث تشكلت لجنة من وزارة الداخلية ووزارة الصحة وسلطة وادي الأردن لدراسة مشروع المستشفى وتمخض عن ذلك الكشف على الواقع لتحديد المكان المناسب وتم تخصيص قطعة أرض بمساحة 60 دونما في بلدة الريشة من أملاك بلدية وادي عربة لإنشاء مستشفى حكومي بسعة 60 سريرا.
 ‏وأضافوا بأنهم ومنذ ذلك الوقت الذي مضى عليه سبعة أعوام وهم ينتظرون تنفيذ مشروع مستشف إلا أنهم فوجئوا بقرار وزارة الصحة الصادر في العام 2021 والمتضمن الاعتذار عن إنشاء مستشفى حكومي بوادي عربة حسب المعايير المعتمدة لهذه الغاية والذي تضمن مقترحات بديلة بتوفر مستشفى غور الصافي ومستشفيات العقبة، وهذه حلول لا تضع حدا لمعاناتهم الطويلة، إذ إن مستشفيات العقبة وغور الصافي تفصلها عن منطقتهم مسافات طويلة تتراوح ما بين 80 إلى 120 كم، بالإضافة إلى أن المراكز الصحية في الوادي تعاني من أسوأ اوضاعها لافتقارها للكوادر الطبية والتمريضية والفنية المختصة؛ مما يعكس معاناتهم الشديدة.
وناشدوا شركة البوتاس العربية للإسهام بدعم ومساندة مشروع مستشفاهم أسوة بمناطق الأغوار الجنوبية التى حظيت باستمرار بدعم الشركة، معربين عن أملهم بالحكومة ووزارة الصحة بالعدول عن القرار المفضي لحرمانهم من حقهم في إنشاء مستشفى، ودعوا وزير الصحة لزيارتهم للاستماع اليهم والوقوف على حقيقة الواقع.
« الدستور» التقت عددا من وجهاء وشيوخ وممثلي مؤسسات المجمتع المحلي بوادي والذين أشاروا إلى أن قرار وزارة الصحة شكل صدمة لهم، مؤكدين على مواصلة المطالبة بإنشاء مستشفى في منطقتهم للتخفيف من معاناة أهالي الوادي المستمرة لسنين طويلة.
 وأوضح رئيس بلدية وادي عربة الأسبق الوجيه محمد أبو وائل السعيديين، أن أبناء وادي عربة استمروا لسبعة أعوام وهم يترقبون البدء بتنفيذ مشروع المستشفى الذي بشرت به الحكومات السابقة ليتفاجؤوا بقرار وزارة الصحة المتضمن التعذر عن إنشاء المستشفى، مبينا بأن مشروع هذا المستشفى تعهد به رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالله النسور وإعطائه صفة الاستعجال، وتابع أن المؤشرات الأولى لهذا البشرى قد زفتها المخاطبات الرسمية بهذا الشأن واتضحت من تحديد الموقع وتم تخصص قطعة أرض بمساحة 60 دنما من أملاك بلدية وادي عربة في بلدة الريشة لهذه الغاية، وتم بعد موافقة كافة الفعاليات الشعبية على الموقع الذي تم تحديده الاتفاق على انشاء المستشفى وبكلفة 25 مليون دينار وبسعة 60 سريرا ، مضيفا أنه وبعد سنوات فوجئنا بقرار وزارة الصحة الصادم بالاعتذار عن إنشاء المستشفى.
وختم بأن أهالي الوادي يستهجنون القرار، مؤكدين على استمرار عزمهم  على مواصلة طلبهم باستحداث مستشفى في منطقتهم.
وطالب ‏الشيخ سلامة بن سرور شيخ مشايخ عشائر السعيديين، بترجمة التوجيهات الملكية بإيلاء مناطق وادي عربة الأهمية التي تستحقها، وقال إن إنشاء مستشفى في منطقتهم سيضع حدا لمعاناة قاسية عانوا منها طويلا وتكمن في اضطرار أهالي الوادي لنقل مرضاهم إلى مستشفيات العقبة أو غور الصافي ويتعرضون أثناءها لمتاعب شاقة وحرجة وبعض الحالات المرضية توفيت في الطريق.
مبينا أن المراكز الصحية في المنطقة تعاني عجزا يتمثل في افتقارها للكوادر الطبية المختصة، وناشد شركة البوتاس العربية بالمساهمة بدعم مشروع مستشفاهم.
وأوضح النائب السابق ضيف سعد السعيديين بأنه وخلال عضويته بمجلس النواب قد تابع استحداث مستشفى حكومي بوادي عربة مع الحكومة وقال بأنه رافق رئيس الوزراء في حينه الدكتور عبدالله النسور خلال جولته في مناطق الوادي والذي اعلن عن انشاء مستشفى حكومي بصفة الاستعجال لتقديم الخدمة الطبية لأهالي الوادي، وتم على إثر ذلك تشكيل لجنة من وزارة الداخلية والصحة وسلطة وادي الأردن بهذا الشأن وتحديد موقع المستشفى بمساحة 60 دونما وبعد مضي عدة سنوات فوجئوا بقرار وزارة الصحة التعذر عن إنشاء المستشفى.
وأشار عضو اللامركزية لمحافظة العقبة مدالله سلامة السعيديين إلى أن قرار وزارة الصحة جاء حاملا صدمة شديدة لأبناء وادي عربة الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر البدء بتنفيذ مشروع مستشفاهم.
ولفت المختار سلامة العمامرة السعيديين إلى إن قرار وزارة الصحة لم يأخذ في الاعتبار ظروف المعاناة التي يواجهها أبناء وادي عربة أثناء نقلهم لمرضاهم لمستشفيات مدينة العقبة وغور الصافي التي تفصلها عنهم مسافات شاسعة متحملين خلالها متاعب السفر الطويل.
بدوره قال رئيس بلدية وادي عربة محمد صباح السعيديين بأن المجلس المحلي البلدي يضم صوته مع أهالي قضاء وادي عربة برفض قرار وزارة الصحة، لافتا إلى أن ذلك يعد إجحافا بحق الأهالي وحرمانهم من وجود مستشفى في منطقتهم.
وقال الوجيه محمد أبو مشاري السعيديين إن قرار وزارة الصحة جاء مخيبا لآمالهم ويصب في خانة حرمانهم من خدمة مستشفى لهم يضع حدا لمتاعبهم، مبينا أن تلك الخدمة لا تقتصر فقط على أهالي المنطقة بل سيتجاوز ذلك إلى قطاعات السياحة والاستثمار والزوار المارين بالشارع الرئيس.
ولفتت الناشطة الاجتماعية والمديرة التنفيذية لبلدية وادي عربة المهندسة بثينة محمد السعيديين، إلى إن قطاع السيدات في الوادي يعاني من افتقار المنطقة لوجود مستشفى، وقالت إن الحوامل منهن عرضة لمخاطر شديدة أثناء حالات الولادة نتيجة المسافات الطويلة خلال نقلهن إلى مستشفيات العقبة أو غور الصافي، مشيرة إلى أن المراكز الصحية المتواجدة في مناطق الوادي تعاني من نقص الخدمة لافتقارها للكوادر الطبية والتمريضية والفنية والمختبرات المختصة خاصة فيما يتعلق بالأمومة والولادة وعناية ومراقبة الأطفال حديثي الولادة.