Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Aug-2019

الشعب السوداني ينتصر في ثورته*طايل الضامن

 الراي-إعلان اتفاق المجلس العسكري السوداني وقوى الحرية والتغيير عن اتفاق نهائي حول الوثيقة الدستورية هو في الحقيقة انتصار على الظلم والاستبداد والديكتاتورية التي عاشها السودانيون منذ عشرات السنين، وطريق منير نحو الحكم المدني الديمقراطي، وبناء الدولة الحديثة.

 
بداية نهنئ الشعب السوداني ونبارك لهم هذا الانجاز الكبير الذي حققوه بصمودهم والاصرار على سلمية احتجاجهم، بالاضافة الى الجهود الاقليمية، ولا ننسى هنا حكمة قادة في المجلس العسكري الذي قبِل بنقل السلطة والحفاظ على أمن البلاد، ونتمنى أن يصمد هذا القبول أمام كل المنعطفات وان لا يتغير تحت شعارات مختلفة بقصد خطف السلطة من جديد من يد الشعب والدخول بنفق مظلم.
 
عندما اندلعت ثورات الربيع العربي قبل سنوات استبشرنا خيراً نحو الخروج من الواقع المؤلم والضعف الذي تعيشه الامة العربية، الا ان هذه الثورات انحرفت عن مسارها بفعل تدخلات دولية كثيرة وتضارب المصالح، والانقضاض على الاستقرار القومي العربي حتى وصل ببعض الدول العربية الى تصنيف الدول الفاشلة.
 
الايادي المتدخلة في الدول العربية كثيرة، والتي تسعى لاحباط نجاح اي ديمقراطية عربية وليدة، فالسودان اليوم يعيش حالة مخاض عسير، ستولد دولة ديمقراطية مدنية، نتساءل هنا، هل سينجو من التآمر وينجح في مسعاه؟ ام سيعاد تطبيق بعض السيناريوهات التي حدثت في بعض الدول العربية واغراقها في حروب أهلية تنتهي بها الى التشتت والضياع وتحويلها الى سوريا جديدة او ليبيا..!
 
الخيار الحقيقي أليوم أمام السودانيين هو التوحد والتصدي لأي فكرة أو اتجاه يسعى لإفشال اتفاق الاعلان الدستوري، والتحلي بأعلى درجات الصبر لأن السودان اليوم يمر بمرحلة ستشهد هزات وتدخلات خارجية قد يسقط فيها قتلى، وقد تنفذ أعمال عنف تلصق بأحد طرفي المصالحة بهدف الغاء الاتفاق واعلان حالة الطوارئ واعادة سيطرة العسكر على زمام الامور بحجة المحافظة على الأمن، فهذا السيناريو مرشح حدوثه خلال الفترة المقبلة التي من المتوقع ان يحبطها ثبات الشعب السوداني ووعيه وحكمة جيشه الذي اثبت قادته انهم ليسوا بطامعي سلطة لحد هذه اللحظة على الاقل.
 
الدول العربية وأصدقاء السودان مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يدعموا اتفاق المصالحة، وان يعملوا على حمايته، ويأخذوا بيد السودان نحو بر الامان، فالامة لديها كثير من المآسي فهي بغنى عن اشعال حروب جديدة، الجميع فيها خسران حتى من دعمها من العرب.
 
فإن استطاع السودانيون بناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية يقضى فيها على الفساد ويعم السلام، ستكون دولة قوية بكوادرها البشرية وثرواتها الطبيعية الهائلة، وبيئة خصبة لجذب الاستثمارات الخارجية، الامر الذي سينعكس ايحابا على الشعب وعلى الاقليم، فاستقرار السودان فيه مصلحة كبيرة للدول المحيطة به خاصة مصر، والدول الافريقية، فسيكون واحة لازدهار المنطقة يجب دعم انشائها.