Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2018

هل «تَتحرّش» اسرائيل بمنظومة S-300 ؟ ماذا لو فعلَت؟* محمد خروب
الرأي - 
ليست عبارة عادية او مجرد ردّ تقليدي،ذلك الذي أدلى به نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين موجهاً اياه لقادة العدو الصهيوني،ناصحاً إياهم»..التحلّي بالحكمة»بعد ان ذهبوا بعيداً في غطرستهم وتهديداتهم كتلك التي وردت على لسان وزير الدفاع الفاشي افيغدور ليبرمان،عندما قال:إن اسرائيل»مُستعدَّة» لتدمير صواريخ S-300 في حال استخدامها من قبل دمشق ضد الطائرات الاسرائيلية.وإن كان حرِص على القول قبل التلويح بالتدمير:إن اسرائيل «مُهتمّة»بإعادة علاقات التنسيق مع روسيا الى مجراها الطبيعي.ثم خرجَ وزير فاشي آخر هو تساحي هنيغبي يشغل منصب وزير التنمية الاقليمية عن حزب الليكود ليقول الشيء ذاتهَ،وإن بمفردات مغايِرة متبجَّحاً بأن حركة الطائرات الاسرائيلية لن تُقيّدها صواريخ S-300 «على الاطلاق»,مُعتبِراً أن هذه المنظومة ذات تقنيات قديمة (من تقنيات الأمس)،وطياّرو اسرائيل تدربوا على التعامل مع منظومة S-300 التي قدمتها روسيا لليونان وقبرص.
 
تحضر في هذه»الزوبعة»الصهيواميركية المفتعَلة مجموعة من الإشارات يجدر التوقّف عندها,لِسبِر اغوارها والوقوف على ارتفاع منسوب الهستيريا الاميركية الاسرائيلية،جرّاء إقدام موسكو تسليمها لدمشق بهدف تعزيز نظام الدفاع الجوي السوري،وبالتالي تعزيز السيادة الوطنية على الاجواء والاراضي السورية.
 
فإذا كان»حَظْر»نتانياهو على وزرائه بأن»لا يتحدثوا إطلاقاً»عن الازمة المتدحرِجة التي اعقبت إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية(إيل20) قد تم رفعه،بدليل تهديدات ليبرمان وهنيغبي، فيما يواصل الاميركيون وصف خطوة موسكو بتسليم S-300 لسوريا بأنه»ردّ غير محسوب»،يشكّل خطراً على الطيران المدني (كذا) كما قال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الاميركية قبل يومين،وسبقه داعية الحرب والفاشي الموصوف جون بولتون مستشار ترمب للأمن القومي عندما اعتبر ذلك»خطأ فادِحاً يُهدّد بتصعيد خطير»،وفي الوقت نفسه يرون S-300 من تقنيات الأمس ولا تُشكل خطراً او قيداً على عربدة سلاح جو العدو،فـَ..علامَ الضجة هذه,إذا كانت مجرد هدف يسهل تدميره؟
 
ولماذا ايضاً ودائماً يجري التهويل بالقاذفة الاكثر تطوراً،التي بات سرب كامل منها لدى العدو الصهيوني وهي الطائرة الشبح طراز F-35 التي يدّعون انها كفيلة بتحويل هذه المنظومة الى»خردة»،ما سيؤدّي الى ضرب سمعة نظام الدفاع الجوي الروسي من الطرز المختلفة التي في نظرِهم غير قادرة على اكتشاف الطائرة هذه او التشويش عليها.. ما بالك إسقاطها؟
 
من السذاجة تصديق الاكاذيب الصهيواميركية،سواء على صعيد القدرة ام على صعيد التقنيات،وإلاّ كيف يقع رئيس حَذِر واستراتيجي التفكير والقراءة مثل فلاديمير بوتين,في»خطأ» ارسال منظومة دفاع جوي كهذه,مع علمه ان الاميركان وخصوصاً الصهاينة،يتوفّرون على قدرة تدميرها بالسرعة التي وصلت اليها,بعد»نكبة»طائرة إيل20؟ ناهيك عن ان ذلك لو حدث،سيعني ان الرد الروسي الغاضب على إسقاط الطائرة الروسية لم يكن في مستوى وحجم الجريمة التي اقدمت عليها اسرائيل مع سبق الاصرار،عندما تخفّى طياروها خلف طائرة الاستطلاع الروسية؟
 
صحيح أن آلة الدعاية الصهيواميركية مَهولة وذات قدرات هائلة،تستطيع ضخ المزيد من الاخبار الكاذبة وبث الرعب او الشكوك في نفوس خصومها،عبر فبرَكة واختراع المزيد من الأحبولات الإعلامية،وتلك التي تدفع الطرف الاخر للتردّد وعدم الاقدام على خطوة قد تكون عواقبها غير محسومة،إلاّ انه صحيح ان الحروب التي خاضتها وتخوضها كل من اميركا واسرائيل،لم تأت بنصر سياسي أو عسكري حاسم يذكر،وأن ما تتوفر عليه»آلتا»القتل الصهيونية والاميركية خرافي في تقدمه وتقنياته الحديثة،لكن الفشل الذي»يُسجّلانه»على اكثر من ساحة وخصوصا في لبنان والعراق وسوريا وغزة,يؤكد بين امور اخرى ان نتيجة المواجَهة القائمة الان في سوريا لن تختلف عن سابقاتها وسيتم إسقاط F-35 كما أُسقطت F-16 ولن يسمح السوريون وخصوصا الروس بتدمير منظومة S-300 التي سيكون إسقاطها والمسّ بسمعتها،جزءاً من تدمير سمعة السلاح الروسي،وخطوة نوعية ذات دلالة في المساعي الاميركية المحمومة لإخراج روسيا من سوق مبيعات السلاح.وهو هدف اميركي يحتل اولوية على جدول أعمال الرئيس الاميركي ترمب وبطانته المتشددة،في»حزب الحرب»الذي يُمسِك بالقرارالنهائي.
 
ثمة من يتحدّث ويروّج في واشنطن وتل ابيب عن أن»البنتاغون وجيش العدو الصهيوني قادران على تشكيل مجموعة من القوات والوسائط القتالية،لتنفيذ ضربة جوية هائلة،بحيث يعجز نظام الدفاع الجوي السوري عن تحمّلها حتى إذا عمِل بالتزامن مع مجموعة من القوات الفضائية الروسية، وسيتم تدميره..بالمحصِلَة،يُضيفون في ثقة مفرِطة بالنفس.
 
إذا وعندما تحدُث تلك الاوهام والخزعبلات التي يروّج لها دعاة الحرب وعسكرة العلاقات الدولية في واشنطن وذيلها في اسرائيل،فإن ذلك سيعني ان حرباً عالمياً ثالثة ستكون قيد الإندلاع،لان روسيا ومجموعة كبيرة من الدول التي ضاقت ذرعاً بالعدوانية الاميركية،ستُعلن تضامنها وانضمامها الى حلف ربما سيتحوّل الى صبغة عسكرية تقوده روسيا،التي تقول بكل وضوح وقبل ان يُقدِم الغزاة على حماقاتهم,بأن»سوريا يجب ان لا تكون مسرحاً لتصفية حسابات،لا علاقة لها بمحاربة الارهاب»..والأيام ستقول.