الراي - ما جلست يوما في منزل أردني , وظهرت صورة (نتنياهو) في الأخبار إلا وخرج صوت من أحد الجالسين :- (لعنة الله عليك) ..كم يتلقى هذا الرجل في اليوم الواحد من شتائم ؟ ...أنا لا أعرف ولكنها بالنسبة لي أيضا صارت عادة , فقد صرت أنا أيضا أشتم وأنوع في الشتائم ..أقول أحيانا :- (إخس اخس) وأحيانا أخرى(نعنة الله عليك) ...وانتهاء بكلمات لامجال لذكرها ...

 

في إسرائيل , وحدها عن دون كل العالم ...ينتجون الكره على شكل اشخاص لاحظوا شكل ليبرمان ..وزير خارجيتهم , كل ملامحه ..(وكرشه) , ولحيته المليئة بالحقد ..كل هذه الاشياء تؤهله للعب دور قاتل في فيلم بوليسي , مع ذلك هو قاتل ...لا يوجد أبدا تناقض بين الشكل والسلوك ...ولا أعرف هل هذا الأمر مقصود في إسرائيل أم أنه جاء بالصدفة ..

 

في الدول الحية والحرة الأمر مختلف , فالرئيس الفرنسي ملامحه وتاريخه السياسي ودراسته وتفاصيل عائلته , وعشقه لسيدة أكبر منه في السن ..كلها توحي بأنه نتاج حقيقي لأمة تحب العطر والحياة , وتدافع عن قيم الجمهورية ..وعن العدالة والمساواة ..حتى رئيسة وزراء بريطانيا , شكلها وطريقة حديثها , تعكس شخصية البريطاني الصارمة , والذكية ..والملتزمة .

 

إلا إسرائيل ..فربطات العنق التي يرتديها قادتها حين يظهرون على الإعلام , توحي وكأنهم خرجوا من (هوشة) للتو ...مشيتهم على الممرات الحمر في عواصم العالم توحي أيضا بأنهم يعشقون لون الدم , لهذا تظهر عليهم حركات (الزعرنة) ...طريقة حديثهم للإعلام : ملتبسة وخائفة وقلقة ..تشعرك بأن رئيس وزرائهم يحمل (موس) في جيبه الأيمن .

 

إسرائيل طورت في ترسانتها العسكرية , صنعت النووي وقامت بتخصيبه , صنعت الطائرات المسيرة دون طيار , استوردت أحدث طائرة في العالم , صنعت ما لم تصنعه دولة أخرى من أسلحة الفتك ....لكنها للان فشلت في إضفاء ولو مسحة إنسانية قليلة على وجه واحد من قادتها , لأن القاتل في النهاية ...تعرفه من ملامح وجهه من سلوكه ...لهذا مهما امتلكت من إعلام , وقوى دولية خلفها ومهما امتلكت من نفوذ إلا أنها ستبقى عاجزة ..عن صنع ولو لمحة حب بسيطة على وجه نتنياهو أو وجه ليبرمان ..

 

في العالم الان يوجد دولة , وفي داخل الدولة قد يكون هناك ألف عصابة ...إسرائيل هي الوحيدة في العالم التي يقوم تكوينها على العصابة , وداخل العصابة يوجد نماذج وأشكال للدولة .