Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Oct-2014

وطنٌ عصيٌّ على مروِّجي الشائعات

 

 كتب : محرر الشؤون الوطنية
الدستور -  قُوبل حديث رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل الزبن حول «حفريات عجلون « بارتياح كبير من قبل مختلف فئات المجتمع الأردني لا سيما أن مضامين الحديث الذي جاء من خلال مؤتمر صحفي وضعت النقاط على الحروف ، على مفردات وجمل استفهامية تتعلق بما جرى من حفريات في عجلون شغلت الرأي العام وما رافقها من تنامي الترويج لشائعات وافتراءات طالت الوطن ورموزه .
 ومما لا يقبل الجدل، أن من يلزم الصمت أمام تلك الشائعات والممارسات «الغوغائية» التي تستبيح حق المجتمع في الأمن والاستقرار والتنمية والتطور والنهوض، يصبح شريكاً في الإثم والجرم، وعلى هذا الاساس تحدث رئيس هيئة الاركان المشتركة في أمر يعد من الأسرار العسكرية بعد ان اشاع «الطابور الخامس « الأكاذيب والافتراءات .
مشهد المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول يعدُّ أمرا غير مسبوق في تاريخ الأردن و دول العالم إذ لا تؤشر الذاكرة ان خرج رئيس هيئة الأركان المشتركة في مؤتمر صحفي يدحض اكاذيب وافتراءات الطابور الخامس  بأن ما تم في منطقة عجلون كان بحثا عن الدفائن، والعثور على كميات من الذهب والآثار وهو ما أضطُر القيادة العامة للقوات المسلحة -آسفةً- لتوضيح ما حدث بالتفصيل وان كل ما قِيل عن موقع أثري هو عارٍ عن الصحة ومحض خيال لمروجي هذه الشائعات . كان أولى بمن تولوا الترويج للشائعات أن يقدَّروا الدور والمسؤوليات الكبيرة المُلقاة على عاتق القوات المسلحة الأردنية في الظروف الحالية وتقدير الخصوصية الأمنية التي يجب ان يُحافظ عليها ويعرفها كل مواطن أردني شريف ، ولكن أمام هذا الإصرار الغريب والمريب ممن تولوا الترويج للشائعة والتمادي في الباطل كان لا بد من الحديث عن سرٍّ من أسرار الدولة للتصدي لكل هذه الشائعات الهدَّامة والدعايات المضللة وفضح الممارسات والتصرفات غير السليمة المباشرة وغير المباشرة التي من شأنها الإضرار بالوطن واستهداف مؤسساته، فالسكوت عن هكذا تصرفات وتوجهات -مهما كان مصدرها- جريمة بحق الوطن، خاصة حين يتعلق الأمر بتصرفات وسلوكيات تضر بأمن الوطن وتسهم ببث الكراهية والبغضاء والحقد الأعمى.
   شعبنا يعرف حقيقة مروجي الشائعة، فهم لا يمثلون إلا أنفسهم في شططهم وتطرفهم وانسياقهم وراء ثقافة الخداع والتضليل التي تستوطن عقولهم وهم يستمرئون الإساءة لوطنهم وشعبهم وللآخرين والعاقل من اتعظ بغيره وأزال الغشاوة عن عينيه وتخلَّى عن مكابرته وعناده واستوعب أن الانغماس في الخطايا والتمادي في الغيِّ  ستكون عواقبه وخيمة على كل من افتقد القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل وجعل نزعاته تتحكم في تصرفاته.
  إن علينا واجبا مقدسا في المحافظة على جبهتنا الداخلية لتبقى -كما كانت دوماً- متماسكة مثلما يتوجب الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتقوية أواصرها وإعلاء بنائها لتبقى الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات ومكائد أصحاب الأجندات المغموسة بالحقد والكراهية، ضد هذا الوطن العصي على محاولاتهم، ولن تنال منه كافة أساليب الافتراء والتشويه، وان من شأن الحفاظ على منعة الجبهة الداخلية، الحفاظ على الأردن قويا منيعا، بمواجهة التحديات والتهديدات والصعوبات، ليكون قادرا -بعون الله- على التصدي لتشكيك المشككين والمتخاذلين.