Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Sep-2017

ولي العهد يضع العالم امام مسؤولياته - فيصل ملكاوي
 
الراي - جاء خطاب الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد امام الجمعية العامة للامم المتحدة بمنتهى الصراحة والشجاعة ووضع العالم أمام مسؤولياته وسموه القادم من منطقة لا تهدأ عواصفها ويقع وطنه في عين عاصفتها وهو ما لفت اليه سموه بسؤاله في خطابه هل هناك بلد في العالم تحمل ما تحمله الاردن من اعباء وتحديات جراء الازمات والصراعات والحروب وتداعياتها عليه؟ وهو البلد الذي لا يد له في وقوع هذه الماسي بل متاثرا بها وبتداعياتها المختلفة دون مد يد عون حقيقية من المجتمع الدولي تسنده في اصراره على الثبات والمضي قدما في تجربته الرائدة في الاصلاح والتنمية والنهوض وفي الوقت ذاته الاسهام والمبادرة الشجاعة ازاء حل الازمات في المنطقة ومنها الى المشاركة باشفاء جراح الانسانية خارجها.
 
بمصداقية عالية ورؤية صادقة تحدث ولي العهد الى قادة العالم في اجتماعهم السنوي تحت مظلة الامم المتحدة وهي الفرصة المناسبة للقاء كافة الدول المؤثرة في صنع القرار الدولي وكافة ممثلي الدول والذين حضروا إلى الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة بارفع المستويات من القادة ورؤساء الحكومات فكان ولي العهد عند قدر المسؤولية الكاملة بحضوره القوي والشجاع والمتمكن من الاحاطة بعمق لكافة القضايا على المستوى الوطني والاقليمي والانساني ومعبرا عن مكنونات جيل الشباب ومجسدا لتطلعاتهم في تجاوز التحديات وهم الذين يشكلون غالبية المجتمعات ويتطلعون الى دورهم الفاعل في بناء المستقبل وحقهم في رؤية اوطانهم ومنطقتهم وهي تغادر الحروب والصراعات الى بناء افاق الامل والسلام والازدهار.
 
الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وضع قادة العالم الذين يمثلون المجتمع الدولي وهم تحت مظلة الاسرة الدولية في الامم المتحدة امام مسؤولياتهم كاملة ازاء الاردن والمنطقة باسرها فالاردن هو البلد الاكثر مصداقية في الطرح والرؤية وصوابيتها والنصح للجميع في وقت مبكر من وقوع الازمات باعتماد الحلول السياسية العادلة والشاملة وصفات لحل هذه الازمات التي تقع غالبيتها على الارض العربية ابتداء من القضية الفلسطينية جوهر الصراع في المنطقة وصولا الى الازمات في سوريا وليبيا والعراق واليمن وايضا آفة الارهاب التي وجدت في الفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة مرتعا وبيئة خصبة للتسلل اليها وارتكاب افظع الجرائم بحق ابناء دولها والعالم كله وهي الافة التي يقف الاردن في مقدمة الصفوف لمحاربتها والحاق الهزيمة بها بحرب شمولية تخاض على كافة الجبهات حتى تكون نتائجها نهائية وحاسمة لصالح الجميع.
 
ولم يكتف سمو ولي العهد باعادة تشخيص الازمات والحروب والصراعات واسبابها وكيفية المعالجات لها بل ايضا التطرق بكل الصراحة وشجاعة المسؤولية ازاء حالة الصمت التي ترافق المجتمع الدولي ازاء النداءات الاردنية للتقدم جديا لحل قضايا المنطقة بعدالة وشمولية وفي ذات الوقت الخروج من حالة تناقض لغة المديح والاطراء على الدور القيادي للاردن المخلص والدؤوب في المبادرة لحل هذه القضايا وعدم الصمت عليها وتحمل تداعياتها الكارثية التي كلفت الاردن اثمانا باهظة لحماية امنه ومصالحه واستضافة ملايين اللاجئين وتحمل التداعيات المختلفة للازمات من حوله لكن دون اقران ذلك المديح والاطراء بتحمل المجتمع الدولي كافة مسؤولياته لمد يد عون حقيقية للاردن تعينه على الايفاء بهذه الكلف الباهظة والتي حتى لو اوفى بها المجتمع الدولي كاملة لما عوضته عن النزر اليسير للمعاناة والاثر وتراكم التحديات في وجه التجربة الاردنية التي كلما زادت التحديات زاد اصرارها على الثبات والتقدم كما اشار سموه في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
 
وقد اوضح سموه بجلاء في خطابه ان الاردن الذي خبر اهوال المنطقة واثارها وتداعياتها عليه باستضافة اللاجئين وتعطل صادراته الى دول الجوار ومنها الى العالم وكذلك اضطراب خططه التنموية وارتفاع المديونية وتعمق التحديات الاقتصادية ومعظمها نتج وتفاقم جراء الضربات التي تتلقاها خطط التنمية والتحديث الاقتصادي من ازمات الإقليم حيث لفت سموه بلغة الواثق ان نكوص المجتمع الدولي خلال المراحل الماضية له اثاره على الاردن والمنطقة والعالم باسره وهذا ما حدث بالفعل فلم ينج اي احد من هذه الاثار .
 
لكن الاردن الذي امتلك المبادرة والمسؤولية والشجاعة وصوابية الرؤيا سيبقى في مكانه الذي يتقدم الصفوف ينافح عن تجربته ونموذجه الفريد وايضا نيابة عن المجتمع
 
الدولي والبشرية لعل الضمير العالمي اخيرا يتخلى عن وضعية « الصامت « وهو وصف دقيق لفت اليه سموه في تعاطي الاسرة الدولية وصناع قرارها مع ازمات المنطقة وتداعياتها على الاردن والمجتع الدولي بدوله وشعوبه كافة.
 
ولي العهد لخص المفارقة هذه بسؤاله العميق و الذكي في خطابه: ماذا يعني لإنسانيتنا المشتركة أن العالم أنفق ما يقارب 7ر1 تريليون دولار على الأسلحة في العام الماضي فقط، ولكنه فشل في توفير أقل من 7ر1 مليار دولار استجابة لنداء الأمم المتحدة الإغاثي لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة لهم في دول مثل الأردن؟.
 
كما ان عبارة ولي العهد: يبدو أن الضمير العالمي في «وضعية الصامت» هي رسالة اردنية عابرة للأمم عبرت بوضوح عن ضمير الإنسانية والمسؤولية الشجاعة والمبادرة وعدم النكوص عندما لفت سموه بقوله (بالرغم من التحديات الكبيرة، لم نتراجع عن مبادئنا وقيمنا، ولم ندر ظهورنا لمن يحتاجون العون).