Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

رفض عربي ودولي للقرار الأميركي بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل

 الغد- رفضت جامعة الدول العربية وحلفاء لواشنطن القرار التاريخي الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس، ويعترف فيه بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها العام 1981، ليمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يقف بجانبه نصرا دبلوماسيا جديدا قبل الانتخابات الاسرائيلية العامة.

فيما، حذرت روسيا من أن إعلان ترامب سيشعل “موجة جديدة” من التوترات في الشرق الأوسط، بينما دانت سورية القرار واعتبرته “اعتداء صارخا على سيادة ووحدة أراضي” سورية.
بالسياق، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن “الجولان أرض سورية محتلة، وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية”، وشدد على ضرورة التزام المجتمع الدولي “هذه القرارات التي تؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة”.
وقال الصفدي، في بيان بثته وزارة الخارجية عقب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل امس، أن موقف المملكة “ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل، وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم قرارا أحاديا سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وأضاف أن “موقف المجتمع الدولي إزاء الجولان واضح، يجسده قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل، وأكد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل، واعتبر القرار الإسرائيلي باطلا ولاغيا”.
الى ذلك، أفاض نتنياهو بالثناء على ترامب وهو يوقع إعلان الجولان في البيت الأبيض، وشبهه بالرئيس الأسبق هاري ترومان الذي اعترف بدولة إسرائيل، وحتى قورش الكبير، الملك الفارسي الذي حرر يهود بابل.
وقال مخاطبا ترامب “إن قرارك الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان تاريخي”.
وأضاف “إن اعترافك هو تحقيق مضاعف للعدالة التاريخية. لقد ربحت اسرائيل الجولان في حرب عادلة للدفاع عن النفس، وجذور الشعب اليهودي في الجولان تعود إلى آلاف السنين”.
وقال ترامب — الذي قام بخطوة أكبر في 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل – “لقد جرى التخطيط لهذا (الاعتراف بالجولان) الامر منذ فترة”.
وأضاف “كان يجب أن يحدث ذلك قبل عقود عديدة”.
وكان ترامب كشف عن نيته الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان في تغريدة الخميس الماضي.
ويزور نتنياهو واشنطن للمشاركة في المؤتمر السنوي لـ”لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية” (أيباك)، أكبر مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.
إلا أنه اختصر زيارته عقب سقوط صاروخ أطلق من غزة على منزل شمال تل أبيب، ما أسفر عن إصابة سبعة إسرائيليين بجروح طفيفة.
وبينما كان نتنياهو يدخل البيت الأبيض، ضربت مقاتلات إسرائيلية اهدافا في غزة مرتبطة بحماس التي نفت شن اي هجوم على الأراضي الاسرائيلية، فيما توعد نتنياهو بالرد “بقوة على العدوان المتعمد”.
ودان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط “بأشد العبارات” الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل على الجولان معتبرا انه “باطل شكلا وموضوعا”.
ودان لبنان الاعتراف الاميركي، مشددا على أن الهضبة “ارض سورية عربية”.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية إن الإعلان “أمر مدان ويخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل”.
وقالت بريطانيا وفرنسا، حليفتا واشنطن، إنهما ستواصلان اعتبار مرتفعات الجولان “محتلة من قبل إسرائيل” فيما حذر خبراء من تبعات اعتراف واشنطن أحاديا بوضع نتج عن غزو عسكري.
ودانت تركيا الاعتراف الأميركي، ووصفته بأنه “هدية انتخابية” لرئيس الوزراء الاسرائيلي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو إن “توقيع ترامب هو فعليا هدية انتخابية لنتنياهو الذي يواجه صعوبة في الانتخابات”.
إلا أنه قال “مهما فعلت لنتنياهو – الذي قسّم شعبه ويقصف غزة اليوم(امس) كما ترون – لهذا الطاغية، لن يكون لذلك فائدة. جهود أميركا ستذهب سدى”.
وقال جاوش اوغلو أن تركيا “ستفعل كل ما هو ضروري حتى النهاية”، وتعمل مع المجتمع الدولي ضد “القرارات الأحادية” التي تتجاهل القانون الدولي.
وقبل إعلان ترامب بقليل، وصفه نائبه مايك بنس في كلمة أمام إيباك بأنه “أعظم صديق لإسرائيل يجلس في المكتب البيضاوي”، وسط تصفيق حار من الحضور.
وعرض بنس مجموعة من الخطوات التي اتخذها ترامب لدعم إسرائيل ومن بينها الانسحاب من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان الدولي، بسبب ما قال إنه انحياز لإسرائيل، وخفض تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بشكل كبير.
ووسط التقارب الكبير بين ترامب ونتنياهو وتوجه نتنياهو اليميني، تغيب عدد من الديموقراطيين الساعين إلى الترشح للرئاسة الأميركية عن اجتماع ايباك، وهو ما سلط عليه بنس الضوء.
إلا أن رئيس بلدية نيويورك بل دي بلاسيو، الديموقراطي الليبرالي في المدينة التي يسكنها 1,2 مليون يهودي، القى كلمة في ايباك حيث أقر بالاختلافات بينه وبين نتنياهو، إلا أنه حصل على تصفيق حار لمعارضته حملة مقاطعة إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.
قال بيني غانتس، المرشح الذي يشكل تحديا قويا لنتنياهو، امس إنه لن يتردد في “استخدام القوة ضد” إيران “اذا دعت الحاجة”.
وأضاف “لن نسمح لكم بترسيخ أقدامكم في سورية، ولن نسمح لكم بتطوير أسلحة نووية”.
وتابع “عندما أتولى الحكم، لن تصبحوا قوة إقليمية ولن أتردد في استخدام القوة في أي ظرف وفي أي وقت”.
وأكد أن القدس ستظل دائما “العاصمة الموحدة والابدية” لإسرائيل، دون استبعاد اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية” وأن غور الاردن سيظل “دائما” الحدود الشرقية الأمنية لإسرائيل.
وأشار إلى أن “المسؤولية عن الأمن في أرض إسرائيل ستظل دائما في أيدي قوات الدفاع الإسرائيلية وحدها”. كما قال إنه منفتح على التفاوض مع الدول العربية وسط جهود نتنياهو للسلام مع دول الخليج المعارضة لإيران.
وأضاف “بالنسبة لمن يرغبون في فتح صفحة جديدة، سنمد يدنا للسلام، وسنسعى من أجل السلام مع أي قائد عربي صادق”.-(ا ف ب)