Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Oct-2017

ألمانيا على مفترق طرق سياسي .. الانتخابات البرلمانية والتداعيات - صالح ارشيدات

 

الراي -  لم يكن مفاجئا لأحد في اوروبا او في المانيا ان تكون نتائج الانتخابات البرلمانية الفدرالية الاخيرة تحمل بعض

المفاجآت للأحزاب الكبرى الحاكمة وهي تآلف الاتحاد المسيحي والحزب الديموقراطي الاشتراكي فأحداث مهمة
حصلت اخيرا في اوروبا وخصوصا في المانيا اثرت على الناخبين التقليديين والشعب الالماني أهمها استقبال
موجة اللاجئين السوريين غير المسبوقة في المانيا وازدياد نمو الحركات الشعبوية في اوروبا وازدياد الهجمات
الاٍرهابية في دول الاتحاد الاوروبي والمانيا والتي فاقت التوقعات حيث استقبلت المانيا وحدها قرابة 8.1 مليون
لاجىء الامر الذي فجر خلافات سياسية كبيرة بين الاحزاب المشاركة في البوندستاج أي البرلمان وخصوصا بين
احزاب الاتحاد المسيحي الذي يقود الحكومة والذي اعترض احد مكونيه وهو المسيحي البافاري وله 46 مقعدا نيابيا، على موضوع
اللاجئين وطالب المستشارة بوضع سقف رقمي سنوي لاستقبال اللاجئين هو 200 الف لاجئ كما اثار موضوع ارتداء الحجاب للمرأة
المسلمة المهاجرة خلافات شعبوية وحزبية.
ولعل انتخابات الولايات الالمانية قبل الانتخابات الفدرالية الاخيرة، وخصوصا لدى حزب الاتحاد المسيحي في ساكسونيا السفلى، وهي من
قواعد الحزب المسيحي والتي تراجعت حصتها ونسبها عن العام الفائت، أكدت عمق هذا الخلاف والذي يهدد الائتلاف المسيحي نفسه
بالتفكك.
المعارضة الجديدة في الجهة المقابلة لأحزاب الحكم الحالي، تمكنت الاحزاب القومية الشعبوية وخصوصا حزب البديل من اجل المانياِ
الدخول بقوة الى البرلمان الاتحادي، لأول مرة ورفعت شعارات ضد الأجانب وضد دعم اللاجئين الجدد ماليا وضد سياسات الاتحاد الاوربي
ودور المانيا الكبير في دعم دول اوروبية ماليا مثل اليونان كما نادت بوضع سقف للمهجرين سنويا.
وقد حصلت هذه القوى القومية الجديدة البارزة بسرعة على أصوات الكثير من المواطنين الالمان الذين صوتوا في السابق لتآلف ميركل
وللحزب الاشتراكي وسجل حزب البديل من اجل المانيا AFD اختراقا ملحوظا والمركز الثالث 6.12 %بين الاحزاب، وحصل على 94 مقعدا
من اصل 709 مقاعد
خسر تآلف احزاب ميركل المسيحي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي في الانتخابات الاخيرة حوالي ٢٠ ٪من مقاعدها
البرلمانية في الانتخابات الماضية، لصالح قوى المد القومي الشعبوي المتنامي في اوروبا بشكل كبير وكانت معظم القوى السياسية
قد اعترضت على تفرد المستشارة ميركل في موضوع قرار استقبال اللاجئين السوريين، كما يشكل موضوع البيئة منعطفا مهما في
السياسة الالمانية الحزبية.
وخلقت نتائج الانتخابات الاخيرة إرباكا سياسيا لدى المستشارة ميركل التي فازت وتالفها في بافاريا الحزب المسيحي الاجتماعي بالاغلبية
بنسبة 9.32 %ارباكا ملحوظا في تكوين تآلف نيابي حكومي جديد بعيدا عن التالف مع الاشتراكيين له أغلبية معقولة في البرلمان
،رغم فوز احزاب صديقة للحكومة مثل حزب الاحرار) اللون الاصفر) وعودة مفاجئة للبرلمان بنسبة ب 7.10 %وهو حزب قريب من ميركل
وسياساتها تجاه اللاجئين والاتحاد الاوربي وفوز الخضر ب 9.8 %وهو قريب من ميركل ايضا، التآلف الحكومي اذا تم مع هذين الحزبين
(ألوان جامايكا) دون معارضة شريك ميركل في الاتحاد المسيحي البافاري بسبب اللاجئين واندماجهم وسقف استقبالهم، قد يكتب له
النجاح ولكن ليس قبل نهاية العام الحالي لأسباب تتعلق بمواقف وسياسات الاحزاب النهائية تجاه اللاجئين في مؤتمراتها القادمة، امام
الهجمة القومية التي يقودها حزب البديل من اجل المانيا في برلمان متغير جدا بعدد 709 نواب لأول مرة، اي اكبر ب ١١١ نائبا عن حجم
الحد الادنى لمجلس النواب الاتحادي المعروف وهو٥٩٨ نائبا يمثلون 299 دائرة انتخابية في المانيا والزيادة حصلت بسبب نجاح نواب افراد
بالانتخاب المباشر في دوائرهم وفاز منهم 56 نائبا من اصول غير المانية منهم 14 نائبا من اصول تركية والذي له اولوية على القوائم
الحزبية حيث يضاف اليها لاحقا.
اذن المستشارة ميركل على مفترق طرق لتشكيل الحكومة الجديدة وأمامها ثلاثة او اربعة خيارات هي:
- الخيار الاول حكومة ألوان جامايكا بأغلبية بحوالي 5.52 %نائب مع حزبي الاحرار والخضر أي تالف الاتحاد المسيحي /الاحرار/الخضر ويكون
المخضرم شويبلة وزير المالية الحالي رئيسا للبرلمان.
11:05-11-10-2017- الأربعاء: تاريخالنشر
09:45-11-10-2017- الأربعاء : تعديل آخر
د. صالح ارشيدات
ألمانیا على مفترق طرق سیاسي .. الانتخابات البرلمانیة والتداعیات - صحیفة الرأي 2017/12/10
http://alrai.com/article/10408894/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8… 2/3
- الخيار الثاني اعادة اجراء الانتخابات من جديد اذا فشلت المفاوضات لتقاسم الحقائب الوزارية حيث يطلب حزب الاحرار حقيبة المالية،
وفي حال اجراء انتخابات جديدة قد تخسر ميركل والاشتراكيين بعض المقاعد لصالح اليمين القومي.
- الخيار الثالث العودة الى التآلف مع الاشتراكي الديموقراطي خوفا من المعارضة الشرسة للمد القومي الجديد في البرلمان وهي تالف
برلماني وحكومة سابقة مجربة سيطرت عليها ميركل في الدورة السابقة بالكامل وتراجع زخم الاشتراكيين كحزب تاريخي مؤثر في
المعارضة الالمانية الحقيقية.
- الخيار الرابع ان يحكم حزب الاتحاد المسيحي لوحده وبدون كتل برلمانية وهو خيار ضعيف جدا ومستبعد.
هناك تغير واضح في اطار وموازين الاحزاب والناخب الالماني نحو اليمين بشكل عام يقترب من ما يجري في فرنسا وبريطانيا وفي
الولايات الاميركية وقد يهدد ذلك مرحلة المستشارة ميركل الطويلة الممتدة الى 12 سنة واكثر ،وعلى الجميع، دول واحزاب دراسة
المستجدات والاستحقاقات والتداعيات في العالم، فالتغير قادم لا محالة.