Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2017

الصدر يغضب إيران ومعسكرها في العراق

 

عمان-الغد- لا يهم النفي الصادر عن قيادي في التيار الصدري، من ان تصعيدا عبر عنه زعيم التيار مقتدى الصدر في الشؤون الداخلية العراقية، مقارنة بما  كان عليه الحال قبل زيارة الرياض الاسبوع الماضي، إذ سارع الصدر إلى اغضاب مراكز قوى عراقية تدعمها إيران حين دعا  إلى حل ميليشيا الحشد الشعبي وحصر السلاح بيد الدولة، الأمر الذي يروق كثيرا للسعوديين.
ورفض صلاح العبيدي، المتحدث باسم الصدر، أن تعتبر تظاهرات الجمعة التي عبرت عن توجهات الصدر داخليا واقليميا، انعكاساً لزيارة الصدر الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية. وأكّد العبيدي أن التظاهرة هي "استكمالٌ للمظاهرات المليونية السابقة، والمستمرة كل نهار جمعة في ساحة التحرير".
وتظاهر عشرات الآلاف من أنصار الصدر في ساحة التحرير وسط بغداد وفي المناطق ضد الفساد، مطالبين بتعديل قانون الانتخابات المحلية الذي أقرّ البرلمان بعض بنوده الأسبوع الماضي.
وجاءت التظاهرات تلبية لدعوة الصدر أنصاره، الذي شدد في كلمة متلفزة خاطب فيها المتظاهرين، على أن يكون السلاح بيد الدولة حصراً، وبإمرة من حرر المناطق العراقية من تنظيم "داعش"، داعياً إلى دمج الميليشيات بالجيش.
كما طالب بضرورة إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات، بسبب ضعف إمكانات الدولة وتدخل الكتل السياسية الكبيرة.
وقال الناطق باسم تيار الصدر الشيخ صلاح العبيدي، إن "التظاهرة تعبير عن سخط الجماهير العراقية، وخيبة أملها من أداء البرلمان الذي أقرّ قانون انتخابات لا يتلاءم مع دعوات الإصلاح، ويكرس سلطة الكتل الكبيرة فقط"، ورفض ما أشيع عن تصويت كتلة "الأحرار" على مواد القانون الخلافية، وأوضح أن "الكتلة اقترحت تعديل نظام تقاسم الأصوات، إلا أن الآخرين رفضوا ذلك وأصرّوا على المضي بتمرير القانون في شكله الحالي". وتابع أن "التعديل الذي يسعى إليه التيار وبقية الأطراف المشتركة في التظاهرة، يساهم في وصول الكتل الصغيرة إلى السلطة لأن نسبة الحاصل الانتخابي أقل، وهو قائم على الدوائر الصغرى".
ويرفض الصدر أن تُمسك الأراضي المستعادة من قبضة "داعشط أو تلك الحدودية إلا من قبل القوات العراقية، في لفتةٍ أخرى إلى رفضه القاطع أن تُسند تلك المهمة إلى قوات "الحشد الشعبي"، باعتبارها تُنفّذ "أجندة إيرانية" وتُدخل العراق في اصطفافات ومحاور يسعى هو وتيّاره إلى إخراج البلاد منها.
وأضاف الصدر، مخاطبا أنصاره يوم الجمعة، "أنتم ملزمون بأن تناصروا جيشكم ومجاهديكم، وقواتكم الأمنية بكل صنوفها"، مذكّراً إياهم بسيناريو "اغتياله" قائلاً: "إذا لم تكتب لي الحياة، فأسألكم الدعاء، سيما بعد أن انزعج البعض من خطواتي الأخيرة"، في إشارةً منه إلى الانزعاج الكبير الذي أبدته طهران وحلفاؤها في العراق من زيارته للسعودية، ومحاولاً تحميل مسؤولية سلامته للأطراف المناهضة للقائه الأمير السعودي. بدوره، وصف محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، الصدر، بـ"الأكثر جرأة" في تشخيص الأخطاء، داعياً "منافسيه" إلى الاعتراف بذلك. وقال إن على "منافسي الصدر أن يعترفوا بأنه الأكثر جرأةً على تشخيص الأخطاء الشائعة ومواجهتها".
وجاءت دعوة الصدر عقب موافقة مجلس النواب العراقي على تعديل تشريعي على القانون الانتخابي، واعتماد صيغة "سانت ليغو 1.9" (يرفع هذا القانون نسبة الحاصل الانتخابي، لتكون حظوظ السيطرة على البرلمان للكتل الكبيرة، وهو قائم على الدوائر الكبرى)، الأمر الذي أثار انتقاد الأحزاب الصغيرة، باعتباره نظاماً يسهم في استمرار الكتل الكبيرة في "الهيمنة" على المجلس، و"إقصاء" الأصوات المعارضة. 
ويواجه زعيم التيّار موجة انتقاداتٍ واسعةٍ من قبل القيادات العراقية، نتيجة زيارته للسعودية، ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان. ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، عن رئيس "التحالف الوطني" عمّار الحكيم قوله "إنّي رفضت زيارة السعودية قبل فترة، إلّا في حال خروج قواتها من البحرين ووقف قتل الشعب اليمني المظلومط. ووجّهت الرياض دعوة إلى الحكيم في الأيام الماضية لزيارتها عقب انشقاقه عن "المجلس الأعلى"، في خطوة فُسّرت بأنها "طلاقٌ مع إيران"، فيما يبدو أن رفض الحكيم مرهونٌ بالوقت الحالي، بتعبيره "الآن"، خصوصاً أن الرجل ينوي الانفتاح على دول الخليج في أقرب فرصةٍ ممكنة، وفق عارفيه.
ويسعى الصدر إلى تقييد الحالة "المالكية"، في إشارة إلى خصمه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، إذ يرى في القانون الانتخابي "1.9" تكريسا لسيطرته على البرلمان العراقي، وبالتالي يستطيع المالكي أن يسهم في صناعة رئيس الحكومة المقبل، نظراً إلى أن الدستور العراقي يُحتّم أن تسمّي الكتل النيابية الأكبر رئيس الوزراء.
من جهته، جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في كلمة ألقاها بمؤتمر "فتوى الجهاد والنصر" في العاصمة بغداد، السبت، تأكيده على أن الحشد الشعبي لن يتم حله وأنه مكوّن من مكونات الجيش العراقي.
وأضاف حيدر العبادي أن الحشد الشعبي يخضع لقيادة الدولة العراقية، والمرجعية الدينية في النجف، ويدافع عن العراق.
وأكد القائد العام للقوات المسلحة أن الحشد الشعبي سيشارك في معركة جديدة سيخوضها العراق في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن هناك إصرارا على مشاركة الجميع بمعركة التحرير.
وقال العبادي: "النصر كان للجميع ولا يجوز لأحد احتكاره، وعلينا رعاية عائلات الشهداء وتشكيل لجان لزيارتهم، لأن النصر على "داعش" تحقق بوقوف وتكاتف جميع العراقيين".
وواستطرد قائلا "العراق كسر شوكة "داعش" بتحريره الموصل، والاستعدادات جارية لتحرير تلعفر، والمرحلة المقبلة بعد تحرير الأرض، ستكون معركة وحدة الكلمة".
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء العراقي، كان قد تعهد بإبقاء "الحشد الشعبي" لعدة سنوات، معلنا عن زيادة موازنة هذا التنظيم لرفع رواتب مقاتليه.-(وكالات)