Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2019

لماذا تقف الدولة وحيدة؟!*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

في الأيام الماضية حدث موقف عربي تاريخي مشرف، متعلق بالصراع العربي الإسرائيلي الممتد، فاستعادة أراضي الباقورة والغمر بعد رفض الأردن التمديد للعمل بملحقي اتفاقية وادي عربة، هو حدث فريد كبير، حتى وإن استصغره صغار أو ناكرو جمائل أو كارهون للأردن.
حدث الحدث المهم في الأردن، لكن الذي قدّره أكثر هم من خارج الأردن، حتى الذين تحدثوا عنه ابتهاجا، كثير منهم لم يعطوه حقه، بل إنني شاهدت وتابعت وقرأت تقليلا من شأنه، يصدر عن أردنيين، ولم ألحظ خطابا قويا جزلا يحمل معاني المناسبة التاريخية على هيئة مرافعة سياسية، تثبت للأردني وللقاصي والداني بأن هذه بلاد حرة، ولا تشتري كرامتها وسيادتها بالمهادنة، ومن لا يقدّر حجم ودور الأردن وأثره في مختلف الملفات الاقليمية في المنطقة، هو الذي لديه مشكلة أو طموح ما..أما الدولة الأردنية فهي ثابتة على هويتها الحرة العروبية التاريخية المعروفة، ولن تهادن في مصالحها ومستقبلها، وفيها قيادة تستمد شرعيتها وصلابة مواقفها من شعبها الأردني وليس من آخرين.
الحالة الهستيرية التي تسيطر على المشهد العام بخطابها التشكيكي الدونيّ، قد تثبط من عزائم البسطاء وقد تكون وسيلة يستخدمها محاسبون في السياسة ومتعهدو مزادات سوداء، لكنها تصبح شطط حديث ومهاترة ومناكفة متواضعة، إن كان هناك خطاب دولة قوي يواجهها، وهذا ما لا أجده حاضرا دوما في كثير من المشهد الإعلامي.
يخرج علينا من يهاجم الدولة وكل مقوماتها حتى أخلاق وقيم ووجع وبؤس وجوع شعبها، ويصرفه في سوق نخاسة، لا تليق الا بعبيد الانتماءات والارتباطات، الراضخون تحت حكم الدولار الأسود، الذي يعلمون أن ثمنه هو بلادهم وسمعتها واستقرارها وأمنها وبؤس مواطنيها وشرفهم ومستقبلهم، ولا نجد من يتحرك للدفاع عن نفسه ومجتمعه ومستقبله وأمنه وعن دولته ونظامها السياسي المحترم، حتى حين يدافع بعضنا عن هؤلاء جميعا، يتعرض لهجوم تافه ممن لا يعلمون شيئا، ولا يفرقون بين أبيض وأسود، اعتقادا بأننا كبعض المسؤولين الضعاف المضبوعين، أو الذين يتمتعون بتاريخ مخز، يلوذون للاختباء خوفا وطمعا، ولم يعلم هؤلاء بأننا أكثر من عانى التهميش والإقصاء والبؤس ولم نساوم على أخلاقنا وبلدنا وأهله، واحتملنا ما لا يحتمله كثير من الرجال، ولم تزِلّ أقدامنا، فهي متجذرة تماما بتراب الوطن ولا تحيا بلا أردن حر قوي نظيف.
 مطلوب حملة إعلامية توعوية للناس، ولا تعتقدوا بأن البؤس والغضب اللذين يعتريان جبين الأردني، يدفعانه لبيع بلده وتركه وحيدا في مزايدات وصفقات العصابات، سيدافع عنه بماله بل ببؤسه وبروحه وبكل ما يملك، لكنه يريد أن يقتنع بأن صناع قرارات حكوماته ومؤسساته شجاعة أيضا، وقلبها على وطنها وأهله وهذا ما يجب أن يقنعنا به المسؤولون في كل مجال غير الأمني، فالعسكر والأمنيون يقومون بواجبهم بكل شجاعة ووفاء.
لا تتقاعسوا أو تماطلوا في الوثوب الى الأمام حماية لبيوتكم وحياتكم ومستقبل أبنائكم وبلادكم مهما كانت خسائركم..فالدفاع عن النفس والأهل عمل مقدس لا يجيده اللقطاء والجبناء والعملاء.