Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Aug-2019

عمان في القلب .. وستبقى ..*رنا حداد

 الدستور-تابعت كالآخرين حجم الفيديوهات المنتشرة مؤخراً، والتي لم أجد لها عنواناً إلا أنه محاولة لتقديم عمان كمركز للدعارة والعنف، بصفتها مليئة بالنوادي الليلية والمشاجرات والفتيات العاريات، وإطلاق عيارات نارية، وغيرها من السلوكات الأخرى.

القصة من وجهة نظري بدأت قبل فيديو الفتاتين في الجاردنز – ولن أقول شارع وصفي التل هنا - ، بل سبقها مقاطع مسربة متتالية لمنطقة البوليفارد وأحد فنادقها؛ لكل مواطن رأيه فيها وفق قناعاته إن كانت مقبولة مجتمعيا أم لا.
تبعها فيديو لأوكرانيات إما هاربات من نادٍ ليلي، أو في ضيافة أقل ما يقال عنها كريمة في أحد المراكز الأمنية، ومن ثم توالت الفيديوهات، فتيات بلباس غير معهود في مجتمعنا؛ يعتدين بالضرب على رجل وسيدة في الجاردنز، وإطلاق عيارات نارية، ومن مشاجرات هنا وهناك، وصولا الى مشاجرة المطار.
ما أردته من هذا الاستعراض أن أؤكد قناعتي أن سمعتنا مستهدفة، ولا أقولها عاطفياً، فهل تفاجئنا بوجود البوليفارد، او مسابح مختلطة في عمان، أو نواد ليلية يعمل بها أوكرانيات؟ أم اللباس الذي شاهدناه في الفيديوهات، أو وجود مشاجرات في عمان ..!
ما تم تصويره ونشره وأجرم تسريبه - إن صحت هذه الفيديوهات - يحدث في مدن متقدمة في السلوك والأحوال المادية والحريات كافة، وأيضا في دول ومقيدة الحريات أيضاً لأسباب سياسية أو دينية، وهو ليس حصرياً على عمان، إلا أن اعتقدنا أننا نعيش في «يوتوبيا» توماس مور أو افلاطون .
المستهدف هو سمعة عمان قلب الأردنيين، وسمعة الأجهزة الأمنية، بأيدينا واندفاعنا، واستغلال متابعتنا لوسائل التواصل الاجتماعي، واستسهال إعادة التوزيع والنشر، وعدم وجود غيرة وطنية حقيقية منا على سمعة الأردن، جعلتنا نندفع بسهولة خلف من يحمل الدف والطبلة، ونصفق خلفه، وخلف أي فيلم قد نجد أنه فضائحي، وحتى من وجد أنه طبيعي فحكما سيلتزم الصمت حتى لا يُهاجم رأيه.
لا أهدف الى توصيف أن ما حدث هو أمر عادي، لكني أصفه بالطبيعي في دولة يصل عدد سكانها الى ما يقرب من العشرة ملايين إنسان، بالإضافة الى الكثير من الجنسيات الأخرى، عاملين وسياحا، والأهم أنه ليس حديث العهد أو تطور غير مسبوق، إلا تكثيف ضخ الفيديوهات وتسريبها ونشرها، مما يؤكد أن صراعا ما يحدث في الخفاء بل في الظلام .
ارحموا عمان، ولا تكونوا مساهمين في إساءة سمعتها، ولا سمعة الأردن، وسموا لي أي مجتمع مثاليّ لنبلغكم عن عيوبه، بالمقابل؛ دعونا نؤكد على تربية أبنائنا، ومتابعة الانفتاح الحاصل معهم، لا بالقمع بل بالاحتواء، والتخاطب معهم بلغتهم وليس بلغتنا، ولنثق بأجهزتنا الأمنية، فكل ما تم بثه أقل بكثير من حادثة يومية لإلقاء القبض على مهربي مخدرات أو أسلحة .