Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2018

الحكومة الفرنسية تعقد اجتماع أزمة في الاليزيه وتعلن استعدادها للحوار مع «السترات الصفراء»

 

باريس ـ وكالات: ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي عاد من قمة مجموعة العشرين في العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس، اجتماع أزمة أمس الأحد غداة الاحتجاجات التي شهدتها باريس في إطار تحرك «السترات الصفراء». ضد خطط الحكومة رفع أسعار الوقود. وقبل ظهر أمس اجتمع ماكرون برئيس الوزراء إدوار فيليب ووزير الداخلية كريستوف كاستانير و«الأجهزة المختصة» لإيجاد حل لتحرك يبدو أنه خرج عن السيطرة ولدرس أحداث أمس الأول الذي شهدت خلاله الأحياء الراقية في باريس عصيانا وأعمال عنف.
وقبل ذلك اتخذ ماكرون خطوة رمزية وزار معلم قوس النصر الذي تعرض السبت لأعمال تخريب وتفقد الأضرار التي لحقت به ورافقه وزير الداخلية كريستوف كاستانيه، وتوقفا أمام قبر الجندي المجهول. وواجه محتجون في الرئيس ماكرون بهتافات مناهضة له أبرزها مطالبته بالرحيل.
وبثت وسائل إعلام فرنسية بينها قناة «لاشين إنفو» مقاطع مصورة والمحتجون يهتفون بعبارة «ارحل..ارحل» قرب الرئيس الفرنسي الذي وصل برفقة عدد من المسؤولين إلى منطقة «كليبه» التي شهدت أعمال شغب خلال مظاهرت أمس. ورغم الهتافات المعارضة له ولسياساته استكمل ماكرون جولته في «كليبه» بزيارة التجار المتضررين من مظاهرات «السترات الصفراء».
وتأتي هذه الزيارة بعد عودة ماكرون مباشرة من الأرجنتين حيث كان يشارك في قمة مجموعة العشرين. وكانت أعمال شغب عنيفة قد وقعت أمس الأول أثناء مظاهرات «أصحاب السترات الصفراء» في شارع الشانزليزيه وأظهرت صور ومقاطع فيديو كيف داهم متظاهرون وبعضهم كان ملثما النصب وقاموا بأعمال تخريبية داخله.
وأدت أعمال العنف إلى إصابة 133 شخصا بجروح بينهم 23 عنصرا في قوى الأمن وإلى توقيف412 على ذمة التحقيق حسب حصيلة رسمية الأحد. وأعمال العنف هذه التي لم تشهدها العاصمة الفرنسية منذ عقود دفعت برئيس الوزراء إدوار فيليب إلى إلغاء زيارته لبولندا للمشاركة في قمة حول المناخ.
وأعلن مجلس الشيوخ الفرنسي أمس أنه سيستمع الثلاثاء إلى الوزيرين المكلفين الأمن «للحصول على إيضاحات عن الوسائل التي نشرها وزير الداخلية» السبت في مواجهة الفوضى حيث كانت سيارات تحترق وتتعرض محال تجارية للتخريب وتقام حواجز بين المباني الفخمة، واتهم ماكرون المتظاهرين بأنهم «يريدون فقط إشاعة الفوضى».
ولم يستبعد وزير الداخلية كريستوف كاستانير إمكانية فرض حالة الطوارىء تفاديا لأي أعمال عنف جديدة السبت المقبل.
 
ماكرون يتفقد الأضرار في قوس النصر عقب احتجاجات شهدت أعمال عنف
 
وكان ماكرون تعهد، خلال مؤتمر صحافي من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس (في ختام قمة مجموعة العشرين) بمحاسبة جميع المسؤولين عن أعمال الشغب. وقال إن المتظاهرين «يريدون الفوضى» وإنه لن يقبل بالعنف.
واعتبر الرئيس الفرنسي المشاركين في الاحتجاجات «مجموعة غوغاء لا علاقة لهم بالتعبير السلمي عن أي غضب مشروع». وأكد أنّه «ليست هناك أيّ قضية تبرّر مهاجمة قوات الأمن ونهب محال تجارية وتهديد مارة أو صحافيين وتشويه قوس النصر».
في صفوف اليمين دعا زعيم الجمهوريين لوران فوكييه مجددا إلى استفتاء حول السياسية البيئية والضريبية لإيمانويل ماكرون. وطلبت مارين لوبن لقاء ماكرون مع زعماء الأحزاب السياسية المعارضة.
وطلب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور بتشكيل لجان حول القدرة الشرائية، فيما طلب السياسي بونوا أمون إطلاق حوار وطني مع «السترات الصفراء» والنقابات والمنظمات غير الحكومية حول القدرة الشرائية وتوزيع الثروات وعملية الإنتقال البيئية.
أما جان لوك ميلانشون زعيم حركة «فرنسا المتمردة» فدعا إلى إعادة فرض الضريبة على الثروة مشيدا بـ «تمرد المواطنين الذي يثير الخوف لدى ماكرون والأثرياء».
في هذه الأثناء أعلنت الحكومة الفرنسية بعد ظهر أمس عن استعدادها للحوار مع ممثلي حركة «السترات الصفراء».
جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الحكومة بنجامين غروفو إلى شبكة «بي.إف.إم» التلفزيونية الفرنسية (خاصة)،
وقال المتحدث : «الحوار دائما ممكن، ونحن مستعدون بجميع أعضاء البرلمان، والوزارات لذلك».
وطالب «غروفو» من يرددون بأن الحكومة الفرنسية لا تريد الحوار مع «السترات الصفراء» بالتوقف عن ترديد ذلك.
وفي وقت سابق من أمس نشرت صحيفة «لوجورنال دو ديمنش» (فرنسية أسبوعية)، أنّ أشخاصا من حركة «السترات الصفراء» بينهم جاكلين مورو (سائقة تدعم الحركة)، طلبوا الاجتماع برئيس الوزراء إدوارد فيليب في إطار مقترح للخروج من الأزمة.
يذكر أن مظاهرات أمس هي ثالث مظاهرات تنظمها مجموعة «أصحاب السترات الصفراء» في مطلع كل أسبوع في جميع أنحاء فرنسا للتعبير عن غضبهم حيال سياسة الإصلاح التي تنتهجها الحكومة الفرنسية وحيال الرئيس الذين يصفون سياسته بأنها غير واقعية.