Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2017

زيارة العمل الملكية لواشنطن في خدمة القضايا الوطنية والقومية
رأينا
الراي -عكست الجهود المتواصلة واللقاءات العديدة التي يعقدها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارة العمل التي يقوم بها جلالته للعاصمة الاميركية حجم وطبيعة المهمة النبيلة والعمل المخلص والدؤوب الذي يقوم به جلالته في هذه الزيارة اللافتة والتي تأتي مع الايام الاولى لتسلّم الادارة الاميركية الجديدة مهامها، بكل ما تشكله مرحلة التسليم والتسلّم بين ادارتين اميركيتين احداهما ديمقراطية والاخرى جمهورية، ووفق برنامج عمل ورؤى سياسية واستراتيجية مختلفة وربما متباينة، ما يستدعي من الدبلوماسية الاردنية العمل بكل طاقتها من اجل تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن وبما يضمن مواصلة الشراكة والارتقاء بها في مختلف المجالات وعلى كل الاصعدة وبخاصة في مواصلة الدعم الاميركي للاردن اقتصاديا وعسكريا وايضا في العمل بلا هوادة من اجل محاربة الارهاب والتصدي لخطاب خوارج العصر الظلامي وفي الاساس الدفاع عن الاسلام، بما هو دين سلام ومحبة وليس دين عنف او ارهاب او كراهية الامر الذي تجلى في مختلف التصريحات الحازمة والصريحة التي ادلى بها جلالته امام وسائل الاعلام الاميركية وفي لقاءات جلالته مع مسؤولي الادارة الاميركية بدءا بنائب الرئيس مايك بنس مروراً بوزيري الدفاع والامن الخارجي ورؤساء واعضاء بعض لجان الكونجرس وليس انتهاء بقيادات مجلس النواب وايضا مع رئيس واعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي.
 
من هنا، فان جدول اعمال الزيارة الملكية المكثف والمزدحم يكشف ايضا الاهمية التي يوليها جلالته – والادارة الاميركية – لهذه الزيارة وما يبذله جلالته من جهود من اجل توضيح طبيعة المشهد الاقليمي والعقبات والتحديات التي تواجهه وما هو مطلوب من الجميع وفي مقدمتهم الادارة الاميركية من اجل عدم اتخاذ سياسات تؤجج الاحباط على الساحة الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام وبخاصة ما يترتب على نقل السفارة الاميركية الى القدس من اثار سلبية وخطيرة، وسبل احداث تقدم في عملية السلام اضافة بالطبع الى سبل تعزيز الدعم الاميركي للاردن وما يراه جلالة الملك من اولويات لا بد من العمل بها في الفترة المقبلة، لضمان استقرار المنطقة وايجاد الحلول لعدد من الأزمات والنزاعات فيها. 
 
واذ ركز جلالة الملك في حديثه مع قيادات مجلس النواب على القضية الفلسطينية وبخاصة الاحباط الناتج عن توقف العملية السلمية، فانما للفت الانظار الى خطورة وتبعات قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس، وبخاصة ان ذلك يزيد من المخاطر على حل الدولتين ويوفر ذريعة يستخدمها الارهابيون لتعزيز مواقفهم، ناهيك ان جلالته حرص في كل لقاءاته مع كبار الادارة الاميركية الجديدة على التأكيد بأن تحدي الارهاب لا يقتصر على المنطقة العربية بل ان هناك ترابطاً كبيراً بين الارهاب في منطقة الشرق الاوسط ومناطق اخرى على الساحة الدولية.
 
القراءة الملكية لهذا التحدي الخطير الذي يمثله الارهاب دقيقة وعملية لخّصها جلالته في عبارات مثقلة بالمعاني والاشارات وهو ان هذا التحدي يكمن في تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات في محاربة الارهاب، الذي لا يرتبط بجنسية محددة او جهة خارجية بل يأتي في كثير من الاحيان من الداخل، خصوصاً اذا شعرت فئات او اقليات بالعزلة والتهميش في الوقت ذاته الذي اضاء جلالته على حقيقة يجب عدم اغفالها وهي ان المسلمين هم الضحية الاولى للارهاب، وما يقوم به الخوارج لا يمثل الاسلام بأي شكل من الأشكال.. وان الارهابيين لا يمثلون الاسلام ولا تعاليمه السمحة..
 
زيارة جلالة الملك الراهنة للعاصمة الاميركية واشنطن شكلت فرصة أمام الدبلوماسية الاردنية لاعادة التأكيد على مواقف الاردن الثابتة والمعلنة في ضرورة التعاون لحل مشكلات المنطقة وأزماتها خصوصاً القضية الفلسطينية والازمة السورية، لاحباط المخططات الارهابية الساعية الى تصدير حربها ضد البشرية واظهارها على انها حرب بين المسلمين والغرب، ما يعني وبالضرورة عدم اتخاذ اي اجراءات قد يستغلها الارهابيون لتكريس حالة الغضب والاحباط واليأس التي تُشكل بيئة خصبة لنشر خطابهم وأفكارهم الظلامية.