Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2018

(التقبيل) وحرارة الاستقبال - د. محمد حمدان

الراي -  لقد أصبح من العادات المستقرة في مجتمعنا، عندما يلتقى الواحد منها بأخ له أو قريب أو صديق، أن لا يُكْتَفى بالتحية الشفوية والابتسامة العريضة والمصافحة الدافئة، بل لا يكتمل الترحيب إلا بتبادل قُبْلتيْن على جانبي وجه كل واحد منا. هذا، ولقد بلغت عادة التقبيل درجة من الاستقرار بحيث يُتعبر من يتجنبها قاصراً، بقصد أو بغير قصد، عن إشهار عمق المودة وحرارة الترحيب. وفي ضوء ذلك، يمارس البعض منا عادة التقبيل على الرغم من قناعته بعدم ضرورتها، وذلك تجنباً لسوء التفسير.

هذا، وكلنا يدرك ما قد ينتج عن عادة التقبيل الموصوفة في أعلاه من آثار صحية سلبية، وبخاصة عندما يكون أحد طرفي التقبيل مصاباً بالزكام أو الحساسية أو أي من أمراض الجهاز التنفسي، وذلك من خلال الانفاس التي تنبعث من فم المريض نحو وجه الطرف الآخر أثناء التقبيل. ومن الجدير بالذكر أن الأدهى والأمر في عادة التقبيل هذه أن البعض أصبح يمارسها عند زيارة المريض في المستشفى فيُقّبله مهنئاً له بسلامة الشفاء. وبطبيعة الحال، فإن هذا الأمر يتسع، في أغلب الأحيان، ليشمل تقبيل الأطفال دون مراعاة للحالة الصحية لكل من طرفي التقبيل.
وخلاصة القول، فإنه من الضرورة بمكان أن نسعى جميعاً الى التخلص من عادة التقبيل، وليبدأ كل واحد منا بنفسه. ولعل التقديم لذلك يبدأ من مجالس العائلة والاقرباء والاصدقاء، ليتم الشرح والتوضيح بأن عدم التقبيل عند الالتقاء لا يعني إطلاقاً أي نقص أو خلل في تبادل السعادة والمودة والمحّبة بين الطرفين. ولعله من الممكن أن يتم التعبير عن هذه المشاعر الطيبة من خلال «قوة» المصافحة مصحوبة ببريق العيون الفَرِحة وقسمات الوجه المشرقة. وأخيراً، فقد يكون من باب التدرج، وفي حالة الاصرار على ضرورة نوع من التقارب الجسدي بين المتصافحيْن، أن يُربّتَ كل منهما بيده على كتف الآخربشدة وحرارة.