Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2017

بابا نويل يشعر بالضغط - نحاميا شترسلر

 

هآرتس
 
الغد- بحكمة متأخرة يمكن القول إن انتصار آفي غباي على عمير بيرتس كان واضحا مسبقا. العالم كله ضاق ذرعا بالسياسة القديمة والمؤسسة القديمة. مواطنو العالم متعطشون لقيادة جديدة ومفاجئة، وهم يعتبرون أن الساسة الحاليين هم اشخاص فاسدون يهتمون بأمورهم الشخصية فقط.
من هنا توجد أفضلية للشخص الجديد. فهذا ما حدث مع دونالد ترامب ومع عمانوئيل مكرون الذي احتل فرنسا بعاصفة. لذلك فإن عدم وجود التجربة لدى غباي لعب في صالحه. وعدم تأييد الهستدروت ساعده. لا توجد له تجربة في الامن والسياسة. لا مشكلة، هو سيتعلم. المهم أنه جديد.
لقد نجح غباي في أن يبني لنفسه صورة الانسان النزيه. ووسائل الاعلام أحبته. وبالنسبة لوسائل اعلام كثيرة يكفي أنه ضد صيغة الغاز، كي يتم اعتباره من الاخيار، وبالتالي تقوم وسائل الاعلام بغض الطرف عن المظاهر المقلقة.
مثلا الانتقال السريع من قسم الميزانيات الى "بيزك". لقد استغل هناك المعرفة التي كانت لديه. وكانت النتيجة أن اصلاحات مهمة رفضت، ونجح الاحتكار في الحفاظ على أرباح كثيرة على حساب الجمهور. ويمكن القول إن جزءا من الأجر المرتفع الذي حصل عليه في بيزك – نصف مليون شيكل شهريا – كان نتيجة معرفته للأنظمة الادارية. وهذا الامر هو عبارة عن التقاء المال مع السلطة.
لكن لا يتم ذكر هاتين الكلمتين بخصوص غباي. في حين يتم ذكرها بلا نهاية عند الحديث مثلا عن نير جلعاد الذي انتقل من منصب المحاسب العام ليصبح مسؤولا في شركة ميجدال، وبعد ذلك مديرا عاما لشركة الكهرباء. لقد مزقت وسائل الإعلام جلعاد، أما غباي فيتم التسامح معه لأنه ضد صيغة الغاز.
ومثال آخر هو الخطة الاقتصادية التي عرضها. هذه الخطة حظيت بعناوين ايجابية في النشرات الاقتصادية، رغم أن الحديث يدور عن شعارات فارغة بحاجة إلى الانتقاد. والخطة تعد بجبال وتلال على نمط البابا نويل. فيها كل شيء: المساواة في الخدمات الصحية بين المركز والمحيط، حوافز أجور للاطباء، زيادة ميزانية الصحة، يوم تعليم طويل، تقليص عدد الطلاب في الصفوف، منح دراسية، زيادة ساعات التعليم، التعليم المجاني من عمر صفر حتى ثلاث سنوات، تطوير المواصلات العامة، زيادة دعم النساء ذوات الاحتياجات الخاصة، زيادة مخصصات ضمان الدخل، رفع أجور الجنود المقاتلين ومخصصات المعاقين لتصل الى الحد الادنى، قيام الحكومة ببناء 300 ألف وحدة سكنية، وحدات يمكن شراؤها، سكن حكومي مجاني للقدامى، زيادة مخصصات الشيخوخة، دور المسنين، الاعفاء من الضرائب وضريبة المسقفات للمصالح الصغيرة مدة عامين، تقليل فجوات السمسرة في الزراعة، الغاء الرسوم الحكومية والبلدية، تقليل ضريبة المسقفات على المشاريع، والمزيد والمزيد بلا نهاية، 15 صفحة قمت بقراءتها بصعوبة.
كيف سيقوم غباي بتمويل كل ذلك؟ هنا ايضا تسيطر الشعارات الفارغة. ويقول غباي إن الاموال ستأتي من القطاع العام، هذه اقوال فارغة لمن يقوم بالضحك علينا، كلمات لم أصدق أنها ستقال على لسان خريج قسم الميزانيات الذي يعرف جيدا قوة الاتحادات والهستدروت.
لكن غباي أراد الفوز، لذلك لا توجد تقليصات في خطته، ولا توجد إقالات، ولا توجد زيادة على ضريبة الدخل أو ضريبة القيمة المضافة، ولا يوجد الغاء للوزارات الزائدة، ولا توجد اصلاحات في شركة الكهرباء، ولا يوجد رفع لسن تقاعد النساء ولا توجد أضرار. توجد لديه فقط امتيازات وهدايا الى درجة كبيرة. وهذه شعبية فظة.
يبدو أنه ما زال لدينا الكثير من الساذجين الذين يصدقون الوعود الفارغة. وقد صوتوا لغباي في الانتخابات التمهيدية لأنه شخص مستقيم.