Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2020

هذا ما يجب أن نفعله..!*حسين الرواشدة

 الدستور

السؤال الذي يجب أن نطرحه، ونتوافق على إجابة «موحدة» عليه، بعيدا عن حدّة التجاذبات والأهواء السياسية، هو: كيف نجنب بلدنا الوقوع في هذه الحرائق السياسية التي يجري التحضير لها على حدودنا الغربية؟
لا يراودني – بالطبع – أدنى شك بقدرتنا على مواجهة ذاك، متى كانت جبهتنا الداخلية تتمتع بما يلزم من «عافية»، لكننا – للأسف – خسرنا على مدى الاعوام المنصرفة «فرصة» اصلاح تلك «الجهبة» ولمّ شملها انطلاقا من «مشروع» الإصلاح الذي كان تحقيقه حلما للأردنيين كلهم، ومع ذلك – ولكيلا نتهم بأننا نمارس الحكمة بإثر رجعي – نقول: إن أمامنا فسحة للتفكير واستعادة الوعي من جديد، سواء على صعيد تحريك «عقارب» ساعة الإصلاح والخروج من دوامة «الدوران» حول الذات وصولا الى «طاولة» الحوار التي يجب ان تنصب على الفور من أجل «التوافق» على اولويات المرحلة وخياراتها، أو على صعيد «فتح» القنوات السياسية لوضع «الناس» أمام حقائق ما نتعرض له من تهديدات، وما ينتظرنا من «ملفات» وصولا إلى «بناء» موقف رسمي مدعوم شعبيا للتعامل مع الحرائق التي أشرت اليها سلفا.
لا أريد أن أصدق «التقارير» التي تفيض بها الصحف والشاشات حول «التحولات» و «التسخينات» التي تجري في المنطقة للتعاطي مع «صفقة القرن» بشكل او بآخر، ولا تلك التي تحاول ان تحشر الاردن في الزاوية، صحيح ان استحقاقات الصفقة بالنسبة لنا تحتاج الى ثمن، لكن كل ما أتمناه ان نكون جاهزين لدفع هذا الثمن بأقل ما يمكن من خسائر، وان نتجاوز هذه المرحلة الصعبة، كما تجاوزنا غيرها من الازمات التي واجهتنا في الماضي، وهذا لا يتحقق بالامنيات والرغبات والدعاء فقط وانما بالعمل الحقيقي الجاد ، والايمان بالاردن الوطن تاريخا وحاضرا ومستقبلا ايضا .
صحيح اننا لا نستطيع ان «ننأى» بأنفسنا عن «الصراع» الدائر على تخوم حدودنا، ولا نستطيع ان نهرب من الواقع الذي فرض على القضية الفلسطينية التي تشكل بالنسبة لنا قضية وجود وامن قومي، لكن ألم نمر – أيضا – بتجارب مماثلة مع ملفات اخطر هددت وجودنا، ومنها «ملف التسوية» حين تفاجأنا بأوسلو، وحين أوشك كلينتون على إقناع عرفات بـ»وصفة» التخلي عن «القدس» كعاصمة للدولة الفلسطينية، لكننا خرجنا آنذاك منها واستعدنا عافيتنا الوطنية؟
لا أتصور أننا أصبحنا بلا «اوراق» سياسية حتى نخضع لمنطق «القبول» بالمعروض، فنحن اقوى مما يتصور بعض من يريد «حصارنا» او يسعى الى دفعنا للجدار، المهم ان تكون «جبهتنا» الداخلية موحدة وخياراتنا واضحة، وقراءتنا للمشهد السياسي أبعد من «اللحظة» التي يريد البعض ان نبقى أسرى لها.
كيف؟ هذا يحتاج لآراء «الحكماء» في بلدنا، فنحن أحوج ما نكون اليوم الى صوت «العقل» الذي يحرر إرادتنا من «غفوتها» وحالتنا الوطنية من اشتباكاتها وصراعاتها، وبوصلتنا من تشتت اتجاهاتها.
فلا مصلحة لبلدنا في هذه «المناكفات» والاصطفافات، ولا وقت لدينا لنمضيه في المنابزات السياسية.. فالدول والشعوب تتوحد أمام «النوازل» وتؤجل «اختلافاتها» لما بعد مرور العواصف.. وهذا ما يجب أن نفعله.