Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2018

التعليم العالي بين أنظمته وجودته مؤسسات - زياد الرباعي

 الراي - التعليم العالي تنضوي تحت نماذج عدة ، أولها جامعي حكومي وأخرى خاصة ، إضافة الى كليات المجتمع التي توحدت تحت مظلة جامعة  البلقاء ،وأخرى تتبع مؤسسات مثل القوات المسلحة والخدمات الطبية والدفاع المدني ، عدا عن الاهلية ،والتائهة بين الحكومية والخاصة ،والمعاهد التدريبية ، وكل منها لها أنظمتها الخاصة ،ومجالس امناء ،ورؤساء وعمداء ،واطقم ادارية أغلبها فائض عن الحاجة ،وخاصة في الجامعات والمعاهد الحكومية.

جل هذه المؤسسات تتشابه بالتخصصات ،وتتباين بالخطة الدراسية والمناهج ،واسعار الساعات وعددها ،ومديونية الرسمية منها زهاء 200 مليون دينار ، وتعاني من سوء البنى التحتية، وتختلف في مخرجاتها التعليمية ،فمنها من ينافس على المستوى العالمي ،ومنها من يكافح من اجل البقاء، لعدم جاذبيتها للطلبة ،أو لاعضاء هيئة التدريس رغم كل المغريات.
في حقبة زمنية ركزت الدولة على كليات المجتمع ، وكان التفكير ينصب على تخريج عمال مهرة في تخصصات مهنية أو مساعدة ،تجد فرص عمل فور تخرجها ،وتلبي احتياجات سوق العمل سواء داخلي أم خارجي ، ولكن سوء التخطيط دفع فيما بعد نحو التوسع في الجامعات والتخصصات الراكدة ، مما أدى لتراجع كليات المجتمع وإغلاق العديد منها ،فتوسعت القبولات في التعليم الجامعي وخاصة الاهلي ،وكان ذلك على حساب جودة التعليم.
اما البعد الذي اضر بالتعليم الجامعي وجودته، فهو انتشار واسع للجامعات تلبية لرغبات مناطقية وشعبية ،وارضاء للبعض ،رغم القول انذاك ان الهدف غايات تنموية ،وهذ لم يتحقق في العديد من المناطق رغم مرور عقود على تأسيس الجامعات وخاصة في الاطراف.
خلاصة مشاكل التعليم العالي يعرفها الكل ،وان غابت عن المسؤولين ،فيكون ذلك لقصد أو لعجز عن التدخل ،رغم ان المفروض ان تكون التبعية لوزارة التعليم العالي ، والادارية واضحة دون التفاف على الأنظمة والقوانين، كما هو حاصل في العديد من مؤسسات التعليم العالي.
اذكر هنا ما كتبته طالبة في جامعة خاصة عريقة على صفحتها في « الفيس بوك » «هذا فصلي الأخير في جامعة (...) والشيء الوحيد الذي سأتخرج برفقته هو الغضب والخذلان. لا علم ولا معرفة ولا أي تعامل مهني، بعض الاكاديميين بلا معرفة، عدا الخلافات و تجميد الاقسام والتخصصات والاستغناء عن مدرسين والابقاء على اخرين غير مؤهلين يدرسون مساقات بعيدة عن تخصصاتهم ، أنا أشعر بالغصّة لإني مجبرة غداً على الذهاب وأخذ محاضرات لديهم «.
وتقول ايضا «نجاحي في تخصصي هو اجتهاد شخصي، أنا تعبت على نفسي وانتشلت المعلومة من كل كتاب ومكان تواجدت فيه ومن فم كل من اعطى بصدق وضمير على قلتهم «.
واختتم بقول لرئيس وزراء دولة مسلمة متميز في عمله على مستوى العالم وحقق نهضة في بلده ،خلال زيارته للاردن قبل أشهر ،وللأسف لم تنقل وسائل الاعلام ذلك ،وانقل كلامه بتصرف.. الاردن بحاجة الى جامعتين او ثلاث متمايزة في التخصصات، وموزعة جغرافيا بشكل مثالي مدروس ، وهذا موجود ، ولا مانع من انشاء كليات تتبع الجامعات في مناطق تتطلب طبيعتها ذلك ،مثل البحرية في العقبة، والزراعية في الاغوار والمناطق الزراعية، والتعدينية والهندسية في مناطق صناعية ومعادن وثروات طبيعية ،ولا داعي لفتح جامعات جديدة ،بل تحتاج هذا الجامعات الى علاقات خارجية مع جامعات عريقة وقوية ،لتبادل المدرسين والبرامج والمناهج والخبرات ،والاهم الجدية في القرارات الادارية والتخصصات.
ziadrab@yahoo.com