Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2017

لو كان اقتدى بـ «السلال» ! - صالح القلاب
 
الراي - «الشقي من إتعظ بنفسه والسعيد من إتعظ بغيره».. كان على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أن يكتفي بثلاثة عقود من حكم كان «تبغدد» فيه بالطول والعرض وأنْ يترك هذا الأمر لآخر، إنْ ليس بالإمكان أن يختاره الشعب اليمني فتتفق عليه مراكز القوى والتيارات السياسية والأحزاب الفاعلة، وبخاصة وأن ثورة شعبية قد أطاحته وأنه ذهب إلى الرياض لتوقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي كبديل لإسقاطه بالقوة ولإلقاء القبض عليه ومحاكمته، ربما أمام محكمة عسكرية، على كل ما أرتكبه من تجاوزات ومصائب خلال كل هذه السنوات الطويلة.
 
«لو دامت لغيرك فلما وصلت إليك» وكان على علي عبدالله صالح وهو يوقع المبادرة الخليجية، التي كانت مخرجاً معقولاً لأزمة طاحنة كان من الممكن أن توصل اليمن منذ ذلك الحين إلى ما وصلت إليه سورية من دمارٍ وخراب وتشرذم وإراقة دماء وتشرد وإنهيار، أن يتذكر كم عدد الرؤساء الذين إستهلكتهم اليمن الشمالي واليمن الجنوبي أيضاً وأن الوحيد من بين هؤلاء جميعاً هو عبدالله السلال هذا الرجل الطيب الذي غادر الحكم كما جاء إليه بدون حتى ولا «شروى نقير» وبدون بطانة أكلت الزرع وأهلكت الضرع وبدون أنْ يفكر حتى مجرد تفكير بأن يورث الكرسي الذي كان يجلس عليه لا لأحد أبنائه ولا لأحد أقاربه.
 
عندما رسم علي عبدالله صالح على شفتيه ووجهه إبتسامة صفراء وهو يحملق بمن حمل إليه ملف المبادرة الخليجية المشار إليها آنفاً بعينين تطفحان بالمكر والخديعة، والصور لا تزال متوفرة وموجودة، فإن كثيرين ليس إستشعروا بل تيقنوا من أن هناك «خديعة» لن تكون بعيدة وأن القادم سيكون أعظم وأن اليمن لن يسلم مما حلَّ بالعديد من الدول العربية وحقيقة أنَّ هذا هو ما حصل حتى :»قبل أن يصيح الديك» وأنَّ شهوة السلطة والحكم جعلت هذا الرجل يتحالف حتى مع الذين خاض ضدهم ستة حروب دامية قتل خلالها أهم زعمائهم والذين ها هم الآن بعدما إستتبت لهم الأمور ،بدعم متواصل من إيران، يردون لحليف «الحاجة» هذا الصاع صاعين وهكذا فإنه غير مستبعد أن يظهر معلقاً على عود مشنقة في «صَعْدة» وبخاصة إن بقيت الأمور تسير في الإتجاه الذي تسير فيه الآن .
 
لقد كان على الرئيس اليمني السابق، الذي يوصف بأنه مناور بارع، أن يحسب حساب يوم بائس كهذا اليوم وهو يوقع المبادرة الخليجية بحبر ممزوج بنوايا تآمرية سيئة فالمثل يقول:»كما تدين تدان» ولعل أقسى ما يواجهه حتى الإنسان العادي هو أن يضطر إلى الكذب على نفسه وأن يبجل حليفاً إنقلب عليه وتحول إلى عدوٍّ مبين.. والمفترض أْنْ يتمنى علي عبدالله صالح الموت على أنْ يقف هذا الموقف ويضع نفسه في الوضع الذي هو فيه الآن .
 
ويقيناً لو أن علي عبدالله صالح قرأ ولو القليل من تاريخ اليمن لعاد من الرياض وهو يحمل ملف المبادرة الخليجية بهامة مرتفعة تلامس غيوم سماء مأرب وصرواح ولأعلن لشعبه، الشعب اليمني العظيم ، أنه يشرفه أن يعود ليكون مواطناً عادياًّ وأنه على إستعداد ليضع كل ما يملكه بين أيدي اليمنيين وأن يقضي ما تبقى له من العمر مرتاح البال.. وقدوته في هذا كله ذلك اليمني الطيب الجنرال عبدالله السلال أمطر الله تربته بشآبيب رحمته