Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Oct-2014

حكاية كل يوم*م. فواز الحموري

الراي-تأملت حكاية الأيام منذ عام 1990 على وجه الخصوص، بقيت الحكاية ذاتها؛ انتظار وترقب وتوقعات وأحداث غيرت العالم وبقيت الرسالة نفسها عبر الحكاية ذاتها ولم تتغير سوى الأسماء فقط لا غير.
أركز على الانعطافة الزمنية خلال عام 1990 والتي شهدت أحداث فاصلة في التاريخ المعاصر وشكلت سؤالا صعبا وماذا بعد انقضاء القرن العشرون وبداية القرن الحادي والعشرون ؟
رحل وغاب عن الساحة السياسية العديد من الزعماء وافتقدنا أثرهم في السيطرة وإيجاد التوازن المنشود لشعوب العالم للعيش بهدوء وسلام وأمن واستقرار، كان لرحيل بعضهم المفاجئ دوره في بلورة نماذج جديدة من الإدارة والتوجيه والرعاية وبشكل مختلف تماما عما سبق.
حرب الخليج، سقوط بغداد، الربيع العربي، غزة وخيوط لحكاية ما تزال فصولها جارية حتى الآن وما يزال الترقب ذاته بقلق وانتظار يرسم لوحات لذات الحكاية تتلون في كل مرة بأشكال متنوعة واطر زمنية متعددة ونتائج ومشاهدات وصور متباينة.
تغيرت الكثير من الأمور وتدرجت بين الهجرة القسرية جراء الحرب والانقسام بين الاتجاهات المعارضة والمؤيدة وبين الآثار الجديدة والأعباء الإضافية والتي تحملتها الشعوب على وجه الخصوص والمعاناة المرة والآثار النفسية والجسدية الصعبة والقاسية على مدار السنوات الماضية والقادمة دون استثناء.
ربع قرن من الأحداث وما تزال الحكاية ذاتها؛ شرارة، انطلاق، غليان، تصاعد، هدوء، استقرار، نسيان، وفي بعض الحالات ظهور أجزاء من الأسرار والخفايا والصور والأحاديث والذكريات والشجون و صفحات من الحكاية وبقصص وروايات مختلفة.
هذا على المستوى العام وينطبق الأمر ذاته على المستويات الخاصة؛ ثمة انتظار وترقب داخل البيوت ومع الأسر وتلاحق الأحداث وحكايات تتكرر مع الأجيال تختلف في الشكل ولكنها تتشابه في الأثر والنتائج ابتداء من دخول الروضة و المدرسة والجامعة والزواج والعمل وسائر التفاصيل الأخرى والتي يمكن وصفها بحكاية كل يوم من الأسئلة المتكررة :» ماذا سوف نأكل غدا « ومرورا بأسئلة أخرى تؤرق البال و معظم الإجابات عليها تبقى معلقة بالأمل والرجاء ليتغير الحال وتتبدل الظروف إلى الأحسن والأفضل على اقل تقدير.
تتكرر الحكاية ولكن هل نعي تماما أنها لا تختلف كثيرا عن تفاصيل الأسئلة والإجابات التي تثار في كل المناسبات الحزينة والسعيدة وكل صباح ومساء من أيام عمر العائلات والأسر والمجتمعات وتتكرر الأمنيات بان يحمل المستقبل في طياته راحة البال والطمأنينة والتغيير نحو الأفضل.
ترى كيف يمكن أن نغير معالم حكايتنا اليومية ونبدلها إلى واقع مضيء ينير العتمة ويخفف من التشاؤم والإحباط والفشل ؟ وكيف يمكن العمل مع الأجيال القادمة من الآن على طرح أسئلة ذات عمق وفلسفة وجدية والحوار معهم ومحاولة التفكير بنمط ومسار ونهج جديد للحكاية ذاتها ؟ وترى هل يمكن أن تتغير الحكاية عام 2020 لأقرب سؤال من منازلنا اليومية الحالية ؟