Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Aug-2020

بولتون يجيد البيع..*محمد سلامة

 الدستور

مستشار الرئيس الأمريكي المستقيل جون بولتون يجيد البيع ولا يكذب عندما يقول إن نجاح ترمب بانتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم لا يعني تمسكه بخطته للسلام وقد يغير موقفه ويرفض الإعتراف بمشروع الضم للاغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية، كما أنه قد يعيد ترتيبات علاقات بلاده مع إيران، وأن إسرائيل يجب أن لا تعتمد عليه كونه لا يرى سوى مصالحه الخاصة في سياساته وتعاملاته الداخلية والخارجية. 
 
بولتون يجيد بيع الكلام وحلفائه وأصدقائه، ولا يكذب عندما يقول أن السفير الأمريكي في إسرائيل فريدمان قد يغادر موقعه وأن جيرهارد كوشنر ما زال صوته مسموعا عند الرئيس ترمب، مؤشرا على علاقات أسرية بين كوشنر وعائلة نتنياهو، وقصة تصفية قضية فلسطين من منظور إسرائيلي من خلال فرض السيادة الإسرائيلية ممكنة مؤشرا على أن هذا الأمر جرى تطبيقه في الجولان والقدس وأن تكرار ذلك ممكن.
 
بولتون يبيع ويكذب عندما لا يقول للوبي الصهيوني لا تصوتوا لترامب في الانتخابات القادمة، وبما يشي أن هناك ثلاثة عناوين لاقواله نلخصها بالآتي:-
 
الرئيس ترمب ليس موضع ثقة عند اللوبي الصهيوني ،ونجاحة يعني أنه لن يكون بحاجة لأحد وسوف يغير مواقفه كليا من اسرائيل وإيران، وهو بذلك يحرض عليه، ويعطي صورة مشوهة عنه، ويحرض على عدم انتخابه، وما يمكن تفسيره أن صقور اليمين الأمريكي ليسوا على قلب رجل واحد تجاه ترمب وبما يعني أن الجمهوريين منقسمون على أنفسهم. 
 
بولتون يبيع ولا يكذب فهو يهودي صهيوني ومن صقور المحافظين الجدد في واشنطن، وأقواله فيها إشارة لإسرائيل بأن عليها أن تبادر إلى إتخاذ قراراتها دون الإعتماد على واشنطن وأن تجاهر بموقفها بقرار فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية كاملة، وفي أقواله أن من وضعوا خطة السلام الأمريكية سوف يغادرون مواقعهم من إدارة الرئيس ترمب وأن كوشنر سوف يتفرد بموقفه المتشدد تجاه الصفقة، وما يذكرنا به أن الفلسطينيين بلا غطاء عربي وأن الغطاء الأوروبي والروسي والصيني يمكن تجاوزه بمرور الزمن. 
 
بولتون يبيع ويكذب عندما لا يرى مستقبلا لدولتين ما بين البحر والنهر، وأن الأعداء الجدد لإسرائيل باتوا من حلفاء أمريكا وأن التصدي لهؤلاء يتطلب موقفا واضحا من إدارة البيت الأبيض وقيادات بالكونغرس، وما لا يقوله أن السلطة الفلسطينية دورها قائم في حماية إسرائيل وعندما ينتهي الخطر فإن حلها هو الحل. 
 
بولتون معروف بمواقفه المتصلبة من إيران وقد استقال من منصبه عندما تخلى الرئيس ترمب عن ضرب إيران ،ويرى أن إسرائيل يجب ان تقود الشرق الأوسط وأن تقبل واشنطن بالتخلي عن جزء من نفوذها لها،وما لا يقوله هو أنه يبيع الكلام والحلفاء والأصدقاء ويكذب ليس ضد رئيسه ترمب بل وعلى الجميع في واشنطن وإسرائيل والعالم.