Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Aug-2017

لامركزية الحوكمة الرشيدة - د. هيام عمر كلمات
 
الراي - أما وقد أثبت المواطن الأردني بانه داعم ومؤيد لعملية الإصلاح التي يقودها جلالة الملك المعظم، بمشاركته بفعالية في الترشح والإنتخاب لكل من الإنتخابات البلدية واللامركزية، أصبحنا على يقين بانه لن يتوانى في القيام بالدور المهم الملقى على عاتقة في المرحلة اللاحقة، والمتمثلة في رعاية وإنجاح هذا الوليد الجديد بالمشاركة الفعالة في كل مراحله على ارض الواقع.
 
وحيث ان الهيئات الدولية وخاصة كل من ال UNHABITAT و UNDP اجمعت على الربط ما بين الحوكمة المحلية واللامركزية لتحقيق التنمية المستدامة الإنسانية وحقوق الإنسان والمساواة وتفعيل القوانين والتركيز على الشفافية في المعلومات وتبني نظام للمساءلة، فإنه اصبح من الضروري انتهاج هذا المسار. وكما هو معروف فإن من اهم عناصر الحوكمة الرشيدة المشاركة الفعالة للمواطنين من خلال ممثليهم، وبالمشاركة في اللقاءات والحوارات وفي برامج التمكين وبناء القدرات وفي تحديد الأولويات والسياسات والبرامج في مجتمعاتهم المحلية، لتكون ملبية لحاجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية من جهة، وليكونوا العين التي تراقب الأداء وتخضع المسؤولين للمسائلة في حالة أي تقصير. وعليه، فإن اللامركزية الديمقراطية تتيح للمواطنين والمجموعات ممارسة هذه الأدوار من خلال مؤسسات المجتمع المدني والهيئات المختلفة العاملة محليا. فاللامركزية باختصار تدعو إلى إعادة الهيكلة الإدارية على المستويين المركزي والمحلي لتفويض المجلسين التنفيذي والمحافظة بجزء من الميزانية والصلاحيات الإدارية من المركز لإقامة المشاريع التنموية وتقديم الخدمات بكفاءة أكبر محليا. مع ضرورة عدم إغفال تبني نظام للمراقبة والمساءلة على المستويين المركزي والمحلي لتقييم الأداء ومحاربة الفساد وسوء الإستغلال للمركز ـ وللوظيفة.
 
ومن الجدير بالذكر أن العملية التي تجمع ما بين عنصرين هامين للتنمية المستدامة تحتاج إلى عمل تكاملي يشتمل على اللامركزية السياسية والإقتصادية والإدارية والمالية. ولا ننكر بأن هذا العمل التكاملي معقد إلى حد ما ويتطلب الإستعانة بالخبرات المحلية والدولية من جهة، وبناء القدرات الوطنية والمحلية من جهة أخرى.
 
ولضمان إستدامة العمل لا بد من مأسسة العمل التكاملي لينعكس في النهاية على تنمية المحافظات، والوصول لأصغر تجمع ومنطقة جغرافية، وإدماجها في العملية التنموية المحلية والوطنية للنهوض بها ولمحاربة الفقر والبطالة. كما يجدر التنويه بأن هذا العمل التكاملي يتطلب وقتا قبل أن تنعكس آثاره إيجابا على المواطن والوطن ككل. وعلينا أن لا ننسى بأن في كافة هذه العمليات لا بد من مشاركة النساء والفئات المهمشة، والأهم فئة الشباب عماد المستقبل.
 
*خبيرة في الحوكمة و التنمية المستدامة