Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2019

حراك «الرابع» والحراك السياسي*عبدالحافظ الهروط

 الراي-بعيداً عن كل ما يقال على الساحة المحلية من آراء وحول مستجدات المنطقة والعالم العربي، فإن ما يدعو الجميع هو أن تكون الأعين مفتوحة على اتساعها، ذلك أن بين المحتجين على مقربة من «الدوار الرابع» والمتحدثين في القاعات المفتوحة والمغلقة في الجامعة الأردنية «كلمة جامعة» لعلها تكون كلمة الأردنيين كافة، هكذا يُفترض.

 
ولأنها مرحلة من مراحل الأردن المصيرية، فإما أن نكون معه أو لا نكون، إلا أن الحكمة تقول أن الأردنيين ما يزالون وسيبقون في كل الظروف في خندق الوطن مهما بلغ بهم النزق والاختلاف في وجهات النظر، وحتى الخلاف إلى حد الخصومة.
 
ما يعزز هذا النشيد، أن أزمات ومخاضات مر بها الأردن وقد تعّرض الأردنيون إلى تهديدات وامتحانات كانوا فيها على المحك، لكن مواقفهم ظلت مشرّفة وهم يحملون الشهداء من عسكريين ومدنيين نشامى على أكتافهم، قدّمهم الجيش والأجهزة الأمنية والمدنيون دفاعاً عن وطنهم ومواطنيهم، فهل هناك شرف أسمى من هذا الشرف؟!
 
الحراك الاجتماعي على «الرابع» إذ اتخذه المحتجون مكاناً اسبوعياً ليعبّروا عن رفضهم لسياسات حكومية، التي هي في الأساس أزمة اقتصادية، ما يعني أن المحتجّين قد ضيّقت عليهم الحكومات حلقاتها في حياتهم المعيشية، وهو ما يجب على الدولة بقطاعيها العام والخاص، الاستجابة لمطالب الناس بإيجاد حلول سريعة لا ابطاء فيها ومهما كانت أكلافها.
 
وعندما نعزو رفض تلك السياسات لأسباب اقتصادية، فإن نهج آخر ثلاث حكومات، يبدو صورة (طبق الأصل)، ما أبقى المحتجين في اعتصامات مع تنوّع أشكالها في المطالب وقد عبّرعنها أصحابها بالمجيء سيراً على الأقدام من مناطق بعيدة والوقوف أمام الديوان الملكي.
 
وعلى جبهة موازية للحراك الاجتماعي، برز للتو حراك سياسي عبر جلسات عقدت في قاعات مفتوحة ومغلقة، تمثّل بمشاركات لرؤساء وزراء سابقين ومسؤولين وأكاديميين وقوى سياسية وحزبية، دعا اليه مركز الرأي للدراسات في صحيفة «الرأي» الغراء وكلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الاردنية -مشكورين- من خلال مؤتمر حمل عنوان «الدولة الاردنية على مشارف المئوية الأولى».
 
وعلى أهمية هذا العنوان الوطني وأبعاده وما يرمي إليه من مقاصد، إلا أنه يمكن القول بأن في هذا «الحراك» وبزخم شخصياته، رسالة إلى المواطن الأردني ودعوته لتفهّم الوضع الراهن والعمل على رص الصفوف. والتصدي لكل التحديات التي تهدد الوطن واستقراره.
 
أما المواطن الأردني فإنه يتطلّع لأن تكون هناك إصلاحات جادة، ليواصل دوره في البناء والتنمية الشاملة والمشاركة في صنع القرار، لا أن يظل مغّيباً عما يجري في بلده، ثم يُطالب بتحمل تلك الأخطاء وما تتذرع به الحكومات وترجعه على الدوام إلى ظروف المنطقة، في الوقت الذي ينعم فيه مسؤولون وفئات محسوبة عليهم، بالرخاء، فضلاً عن توليّ بعضهم مواقع لم يكونوا أهلاً لها، كما يرى المحتجون وغيرهم من عامة الناس.