Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Aug-2018

هكذا تندلع الحروب - اليكس فيشمان

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- الآن، بعد اطلاق النار أمس على سديروت تبدأ الحسابات الرياضية. رد الجيش سيكون قاسيا، والسؤال هو كم سيكون قاسيا: هل نار الصواريخ نحو سديروت وإصابة مواطن هي فرصة لتنفيذ "الخطة الكبرى" – أي الاسقاط بالنار من الجو ومن الارض اقسام كبيرة من اساسات نظام حماس، العسكرية والمدنية، في غزة. أم مواصلة الابقاء على حقنة محسوبة من التآكل التدريجي في قدرات حماس. أي نار اخرى تدمر منشآت للمنظمة ولكن لا تدفع حماس للخروج إلى ذاك الهجوم الشامل، الذي تبقيه لوضع تجد نفسها فيه مع الظهر إلى الحائط، بلا تسوية وبلا مساعدة اقتصادية.
وفقا لصورة الوضع اليوم، من شأننا أن نصل إلى نقطة المواجهة هذه في كل حالة. والسؤال هو هل نريد ان يحصل هذا منذ الآن؟ الجواب، في الطرفين، هو سلبي حاليا. ولكن هكذا بالضبط تندلع الحرب من الآن إلى الآن: بلا قصد، بلا رغبة وبلا سبب حقيقي.
في صباح يوم الثلاثاء، تلقت دورية عسكرية إسرائيلية كانت تعمل على فتح محور في شمال القطاع، اخطارا من موقع الرقابة عن قناصين اثنين من الجانب الاخر من الحدود، يرابطان في برج رقابة. وكانت الدورية الثقيلة تستقل مجنزرات ودبابات، وذلك في ضوء التسخين الاخير على الجدار وحالة التأهل من تهديد القناصة، الذين نفذوا من قبل حالات اطلاق نار عدة مرات نحو الجيش الإسرائيلي.
اما البرج الذي اعتلاه الفلسطينيان، فلم يكن مأهولا بالقناصة عموما، ولهذا تلقت القوة اخطارا بحدث شاذ. وكانت نقاط الرقابة التي رافقت الدورية، تبلغ عن كل حركة. وفي الاستخبارات وصلت معلومة مسبقة عن دبابة عسكرية ترابط في الجانب الغزي من الجدار، باحتمال ان تكون نهاية دورة عسكرية لنساء حماس. لم يول أحد في الجيش أهمية، لا للدورة ولا للوجهاء الذين دعوا لحضور الاحتفال.
وفي نظرة إلى الوراء تبين أن عناصر حماس في غزة دعوا إلى الاحتفال، عناصر حماس من خارج القطاع، ممن وصلوا كي يجروا محادثات سياسية على التسوية. يحتمل أن يكون صالح العاروري هو الاخر، المسؤول عن النشاطات العسكرية لحماس في الخارج وفي الضفة، كان حاضرا. اما الاستخبارات فلم تعرف بالضرورة بان الاحتفال يتضمن نارا حية من القناصة.
واصلت الدورية العسكرية التحرك بحذر. عندما لاحظت نقطة الرقابة القناصة يستعدون ويطلقون النار نحو أهداف في داخل اراضيهم، ولكن في اتجاه إسرائيل – كانت تعليمات القادة في الميدان: اطلاق النار لغرض التحييد. وهذا ما فعلته القوة: دبابة دمرت البرج على ساكنيه. ملابسات الخطأ تبينت بعد ذلك، وإسرائيل أوضحت هذا لحماس.
ولكن الضربة كانت مضاعفة ومزدوجة: فحماس لم تفقد فقط اثنين من عناصرها – بلا سبب من ناحيتها – بل ان هذا تم بحضور عناصر حماس من الخارج، الضيوف في غزة. من ناحية الذراع العسكري لحماس – فضلا عن فقدان عناصره – ثمة هنا اهانة لكرامته. اما من ناحية الجيش فقد تصرف الجنود كما ينبغي. لا يوجد من يمكن القاء الذنب عليه: لا في جانب حماس ولا في الجانب الإسرائيلي.
في الساعات ألـ 24 الأولى حماس تجلدت: وليس لانها قبلت بتوضيح الجيش. فقد كان يفترض يوم الاربعاء بان يخرج وفد حماس إلى مصر لمواصلة المحادثات على التسوية. اما نار حماس نحو إسرائيل فكان من شأنها أن تمزق كل الانسجة الرقيقة التي بدأت تتم حول التسوية التي تريدها حماس. والسبب هو أن حماس ما كان يمكنها أن تتوقع ما سيكون حجم الرد الإسرائيلي. فرضية العمل في الجيش كانت ان حماس غير معنية بمواجهة شاملة في هذا الوقت وان التجلد سيبقى.
غير أن تصفية القناصين، بل وبحضور عناصر حماس من الخارج، دفع بحماس غزة نحو زاوية متعذرة. وأمس، على طول اليوم، كانت احتكاكات على الجدار وصلت ذروتها في ساعات المساء، مع نار الصواريخ نحو سديروت. الجيش سيرد بشدة معينة، وعندها ستنتقل الكرة إلى حماس. ومن هنا فلاحقا تكون الساحة مفتوحة لتدهور شامل.