Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jun-2018

لأنه الأردن - م. فواز الحموري

 الراي- ليست هذه المرة الأولى التي يمر بها الأردن بأزمة، ولكنها المرة الصعبة في ظل الظروف الدقيقة وفي الصميم ؛ نفذ صبر المواطن وارتفعت وتيرة الاحتجاج لديه وأرهقته الفواتير وارتفاع الأسعار والضرائب وبات يشعر بالإحباط نتيجة لجميع ما مر عليه من أوضاع يمكن وصفا بأنها سيئة ولم يألف مثلها أبدا.

خروج الناس إلى الشارع والإعلان عن الرفض له ما يبرره وله رسائل كثيرة ومنها أن للاحتمال حد ينقلب بعدها الوضع إلى درجة من التمرد والإضراب والاحتجاج بدل التذمر والشكوى دون استجابة من أحد.
ليست المرة الأولى التي نتعرض لها لازمة مثل هذه التي كادت تسحق الأمل للمواطن بالعيش بطمأنينة
واستقرار وهدوء؛ وصل الحد إلى درجة صعبة، الكل يشكو ويتألم لما يحدث ويصبر ويحاول جاهدا دفع ضريبة الانتظار.
التجربة الصعبة التي نواجهها اليوم هي امتحان لإرساء الحوار الوطني الشامل والمكاشفة وتحمل المسؤولية بصدق وأمانة وعلى جميع المستويات ؛ على النائب العودة لقاعدته الشعبية ويحاورها ويتبنى مطالبها المختلفة ويدافع عنها ويلتزم بدوره الرقابي والتشريعي أثناء عقد دورات مجلس الأمة ويخلص في ذلك فهو ممثل الشعب والناطق باسمها ومطالبها.
تصرفت النقابات المهنية والفعاليات الشعبية بحكمة واتزان ونظمت بالتعاون مع جميع المهتمين بالشأن العام وقفات احتجاج وتضامن ومسيرات وهذا في صالح الوطن والمواطن، وهذا عنوان التحضر ونقل الوضع بأمانة واقتدار ولعل دور النقابات وان كان مهنيا إلا انه سياسيا وحلقة من حلقات الضغط المهني على الحكومات ووسيلة شاملة لشرائح مختلفة من المجتمع ومن المنتسبين للنقابات بعيدا عن المزايدة والشعارات.
يصمد الأردن بتفهم الجميع لحماية البلد من الفوضى والشغب والفتنة والمراهنات على مدى لحمة الشعب
الواحد ، ولقد اثبت الجميع أن ما يوحدنا اكبر مما يفرقنا وان الألم مهما اشتد فانه يكون ضروريا للشفاء والتئام الجرح ، ولهذا وعلى الرغم من كل المحاولات المغرضة لإثارة الفتن والفوضى والانقسام ، إلا أن يقظة جميع الأردنيين تحبط تلك المحاولات مهما كان مصدرها ومخططها للنيل من بلد الشرفاء.
نعم نمر في أزمة حقيقية مع الحكومة ومجمل القرارات التي يجب أن تتخذ وفق حوار وطني يمكن المواطن
من مساندة الحكومة في تحمل الأعباء والصعوبات والضغوطات والتسلح بالصبر والحكمة وتقبل تلك القرارات برضا وامتثال.
نعم مررنا بالعديد من التناقضات الاجتماعية والسياسية ؛ كنا فئات اجتماعية وسياسية متجانسة ، ولكن ومنذ فترة ، أصبحنا عبارة عن فئات متباعدة تفصلنا الفلل والسيارات الفارهة والمصالح المادية ، ولهذا هل من يحتج ويخرج يمكن ان يشعر بمعاناة الفئة الأكثر تأثرا والتي تعني لها القروش القليلة خللا في الميزانية ؟
من يشاهد في الشارع العام وفي المولات وفي جميع الأنحاء السيارات الفارهة والإقبال على الاستهلاك
والإنفاق ، يخرج بنتيجة عامة بان الشعب مرتاح لدرجة معينة لا تفسر سببا مقنعا لتصرفه وخروجه للاحتجاج ،
ولهذا يتعجب البعض في الخارج عما يحدث في الداخل ويطلب تبريرا واضحا ؛ هل البلد في خطر ، ام أن الإعلام له بأدواته ووسائله الدور المقنع لبيان الوضع على ما هو عليه من السوء وفرص الانهيار ؟
ماذا يجب علينا فعله من الآن وصاعدا وماذا علينا صنعه لحماية الأردن من جميع ما يحاك ضده وعلى جميع
المستويات واستهداف أمنه واستقراره ولقمة عيش مواطنه ؟ بل ماذا عملنا خلال السنوات الماضية لنستحق ما نمر به من استحقاقات اليوم وهل نعمل للغد بكل أمانة للأجيال القادمة ؟
لعل وقوفنا معا خلال المرحلة القادمة صفا واحدا في وجه التحديات هو الأمل المنشود ، حتى نفوت الفرصة
على الحاقدين على الأردن ومنع شرهم وسمهم من الانتشار بيننا لا سمح االله وقدر ومنع الفرصة لمن يصطاد في الماء العكر من القيام بذلك ؛ للأردن أعداء نتيجة مواقفه والتزامه الواضح تجاه مختلف القضايا والملفات والتي دفع ثمنا باهظا لذلك وما زال ثابتا وراسخا دون مجاملة أو مواربة.
نعم لدينا العديد من الملفات والتي يجب معالجتها ولكن بمنهجية واضحة وأسلوب الأردني مميز ، علينا
الكشف والاعتراف بالكثير ولكن ليس تدمير ما هو مشرق من تماسكنا الأصيل وثوابتنا الاجتماعية ونسيجنا
الوطني الذي يظهر جليا في موقف المواطن مع رجل الأمن ومع حرص الجميع على الدفاع عن الأردن الذي لا
يقبل القسمة والذي سوف يبقى عصيا شامخا على مدى السنين.
أثار ملف التعديلات على قانون ضريبة الدخل حفيظة شرائح واسعة من المجتمع وتحول النقاش إلى دفاع وهجوم وكان الأحرى والأجدى إرساء قاعدة حوار شاملة وعامة مع مختلف المعنيين وتدعيم ذلك بإعلام متزن
ومنفتح بعيدا عن التصريحات وليس التوضيحات.
ساهمت وسائل التواصل على المستوى الداخلي في تأزيم الموقف وللأسف انطلقت بعض الفيديوهات
المسيئة لنا قبل الآخرين ولعبت دورا سلبيا في إشاعة الهدم بدل البناء ، فما أحوجنا في ظل الأزمات التريث
والتدبر وعدم الانفعال والانسياق وراء مصالح من يريدون فشلنا والتشمت بنا.
الوعي والالتزام والحفاظ على الأردن عزيزا هو المطلوب ولعل من قنوات الاتصال الذي أشار إليها جلالة الملك
للجميع للتواصل هي السبيل لترسيخ حوار وطني يشمل الجميع دون استثناء ويضع المسؤولية على الكل
لمخافة الوطن وحمايته من الأذى والضعف والهوان فكان التجاوب واضحا للضغط من أسفل ليضغط جلالته
من أعلى، المطلوب وعي شامل بمقدرات البلد والحقوق والواجبات ومحاسبة الجميع...المطلوب تطبيق
النظام على الجميع والاقتراب من نبض البلد وليس الشارع والاقتراب أكثر من معاناة الشعب تلك التي فاقت
الحدود ، والمطلوب أيضا فهم دقيق للجدوى من التجمع والنظر إلى المستقبل بتفاؤل حتى لا تكون الأمور
ضبابية وحتى لا تشيع السوداوية كما يحلو للبعض ذلك.
لأنه الأردن الغالي، علينا الالتفاف حول راية جلالة سيدنا...حمى االله الأردن والملك والشعب، أسرة واحدة موحدة صامدة وأبية.