Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2018

«معركة عَفرين» أو .. المناورات «التركية» التي لا تنتهي - محمد خروب

الراي -  كما تغريدة السنونو «الواحد» لا تأتي بالربيع, فإن اعلان وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي بأن انقرة «بدأت فعلياً» عملية عسكرية في عفرين شمالي سوريا، لا تعني ان تركيا قادرة على إتمام تهديدها وتحقيق هدفها المُعلَن على الاقل وهو «تطهير شمال سوريا من العناصر الارهابية» مُعلِّلاً ذلك بانه «ليس أمام انقرة خيار آخر, سوى إزالة كافة خطوط الارهاب شمال سوريا».

 
ما يحول دون انقرة وتنفيذ تهديدها بتدمير مدينة سورية «عربية»,عقبات عديدة يصعب عليها تجاوزها, وبخاصة في المرحلة الراهنة, التي تختلف في شكل جذري عن المناخات والاجواء التي سادت عندما قامت بغزوِها المعروف باسم «درع الفرات» وبخاصة ان القوات السورية استعادت زمام المبادرة, ولم تعد معادلات الميادين العسكرية وقتذاك قائمة, وتحديداً بعد تحرير شرق حلب التي كانت عواصم اقليمية ومنها انقرة تسعى لإقامة ولاية حلب فيها, فضلاً عن هزائم داعش وباقي فصائل الارهاب التي راهنت عليها تلك العواصِم لاسقاط الدولة السورية، ولم يكن «تحذير» نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مجرد إنذار عابر, يندرج في اطاره «الحماسي» الاستهلاكي، بل أخذه المراقبون في الاعتبار كونه جاء عبر بيان «مكتوب» ما يعني ان صياغته مقصودة بذاتها ولذاتها, وانه حصل على موافقة المستويات العليا في الدولة السورية, ولا تستطيع دمشق بعد ان خطت هذه الخطوة الدراماتيكية, مؤكدة أن «قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة، وهي جاهزة لتدمير الاهداف الجوية التركية في شمال سوريا، وهذا يعني - والقول لنائب الوزير السوري - انه في حال إعتداء الطيران التركي على سوريا, فيجب عليه ألاّ يعتبر نفسه في نزهة».
 
تُدرك انقرة التي ما أن اطمأنت نِسبياً بعد تراجع واشنطن - غير المؤكَّد - عن مشروعها انشاء جيش من المرتزقة... الكرد والعرب تحت اسم «حرس الحدود», قوامه «30 «الف مقاتل للانتشار على الحدود السورية - التركية (كرد) والسورية العراقية (عرب), حتى فاجأها الاميركيون انفسهم عبر معبر مدينة تل ابيض السورية التي تسيطر عليها مرتزقة قوات سوريا الديمقراطية, قيامها بعمليات استطلاع تم على إثرها نشر «ألف» عنصر من عناصر حزب العمال الكردستاني التركي PKK و YPG) قوات حماية الشعب), على عشر نقاط في كل نقطة مائة عنصر.
 
ما يعني الاستعداد لفتح جبهة او جبهات اخرى، غير عفرين التي يقول الكرد انها ستكون «مقبرة» للقوات الغازية.. فضلاً عن حقيقة ان وجود رئيس الاركان التركي خلوصي أكار ورئيس جهاز المخابرات حقان فيدان في موسكو «حتى الان» وبعد ثلاثة ايام على وصولهما العاصمة الروسية, تعني ان توافقاً روسياً - تركياً حول «حرب عفرين» لم يتم. ليس فقط في ان موسكو لم «تقبض» الوعود التركية بعدم «معاناة» المراقبين الروس المتواجدين في عفرين..
كما جاويش اوغلو الذي دعا موسكو ان «لا تقلق»، وخصوصاً بعد ان روّجت انقرة «انهم انسحبوا» وهو امر تم نفيه روسياً في شكل سريع، وانما ايضاً في احتمال معارَضة موسكو لعملية عفرين, حيث بدأت اشارات لافتة بالظهور, تدفع للاعتقاد بان انقرة باعلانها ان عملية قد «بدأت فعلياً», استدعت على ما تقول انباء متواترة - تنسيقا واجتماعات متتالية بين قيادات الجيش السوري (الموجود جنوب عفرين) وقوات سوريا الديمقراطية, قد تُسفِر عن انشاء «غرفة عمليات مشترَكة» لمواجهة الاجتياح التركي, الذي سيبدأ كالعادة بدفع مرتزقة ما يسمى «الجيش الحر» الذي يجري استقدامه من جبهات اخرى ليكون في مقدمة العلمية «البرِّية».... هذا إن بدأت ولم يتم التراجع عنها, لاسباب وذرائع يتم اختلاقها في حينه.
 
كذلك يمكن التوقف عند «تصريح» رئيس لجنة الدفاع والأمن لمجلس الاتحاد في البرلمان الروسي فيكتور بونداريف عندما قال: انه «يستبعِد» ان تقوم تركيا بعملية عسكرية ضد «الاكراد» في شمال سوريا... مستطرِداً: نحن على عِلم بوجود مشكلة في العلاقات الكردية التركية, ولكن «لا ينبغي حلها باستخدام القوة وعلى الاغلب - اضاف - يستحيل حلّها بهذه الطريقة».. ما يعني ان موسكو ما تزال تتردّد بل ربما في طريقها الى معارَضة هذه «العملية», التي وكما قال نائب وزير الخارجية السورية «لن تكون نزهة», وربما تتدحرج الى حرب مفتوحة, نحسب انها لن تقف عند حدود عفرين وبالتأكيد ستتجاوز «منبج» التي تُهدّد انقرة باجتياحها، ما قد يسفر وفي سرعة لافتة عن تغيير دراماتيكي في المعادلات الميدانية والسياسية القائمة, وبخاصة ان اسبوعا واحداً فقط يفصلنا عن الموعد المحدّد لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري الشامل في سوتشي (29/ 30 (الجاري. (ومشاورات فيينا في26/25الجاري).
 
ما قاله وزير الدفاع التركي مساء الجمعة على قناة تلفزيونية تركية خاصة, ينطوي على حِفظ خط الرَجْعَة, رغم تأكيده ان العملية «ستتم» بقوله: «لكن توقيتها يتعلق بظروف الحركة, وهذا جزء من التخطيط الأنجح لتحقيق العملية»، وإن كان قلّل من أهمية التحذير السوري باسقاط اي هدف جوّي تركي على الارضي السورية بالقول: نعلم ان روسيا تدعم النظام بشكل كبير، ونعلم ان امكانيات النظام لتحقيق ما يتحدث عنه.. محدودة».
 
في السطر الاخير تبدو معركة عفرين التي تُعوّل انقرة عليها كثيرا, غير مرشحة للاندلاع قريباً رغم ما قيل عن «بدئها فعلياً» وما يقال عن انها ستتم. كون ظروفها غير ملائمة وخصوصاً انها لن تكون نزهة وربما تُشكّل انتكاسة سياسية وعسكرية غير متوقعتان لانقرة.. ولهذا بدأت الحماسة التركية بالفتور تدريجياً.... على ما يبدو.