Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Oct-2018

الردُّ الإسرائيليُّ المتوقّعُ* مصطفى الريالات
الدستور - 
 
أولُ تعليقٍ إسرائيليّ على القَرار التاريخيّ والسياديّ الذي اتّخذه جلالةُ الملكِ لجهةِ إنهاء مُلحقي «الباقورة والغمر» جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو يحملُ دلالةً مهمةً وهي أنّ إسرائيل لن تقفَ مكتوفة الأيدي إزاءَ القرار الوطنيّ الأردنيّ.
ردودُ الفعلِ الإسرائيليّة المتوقّعة إزاءَ التعامل مع القَرار الأردنيّ كثيرةٌ ومتعدّدةٌ، بيد أنّ من المُهم التأكيدُ على جملةٍ من الثوابت، التي ينبغي علينا كأردنيين الانتباه إليها، ونحن نخوضُ معركة السّيادة على أراضينا التي انتّصر فيها جلالةُ الملكِ للأردنيين وللثوابت الوطنيّة.
نحسبُ أنّ إسرائيل سوف تُطلق طابورها الخامس ورياحها الإلكترونيّة السوداء؛ لبثِّ الإشاعاتِ وإثارة الفتن، وإذا ما أدركنا هذا يُصبح من غير المقبول من أيٍّ كان، حزبًا أو فردًا، الخوضُ في وسائل الإعلام في موضوعاتٍ محسومةٍ دون وعيٍ أو إدراكٍ أو تمييزٍ بين الجائز وغير الجائز، وبين ما يَحتمل النقاش والحوار حوله، وبين ما يندرج في خانة الثوابت الوطنية التي تُشكّل مُسلمات.
ونَحسبُ أيضًا أنّ إسرائيلَ ستلجَأ إلى المُماطلةِ والدخولِ في دهاليزِ المشاورات، والإعلامُ الإسرائيليُّ أيضًا لن يتردّد في شَنِّ هجمةٍ شرسةٍ على الأردنّ وعلى هذا القرارِ الوطنيِّ.
يتوجّبُ علينا هذا الأوان، الإدراكُ بوعيٍ وطنيٍّ أن قرارنا سياديٌّ ووطنيُّ، وعلينا أنْ نقفَ خلفَ الملكِ بكلِّ ثقةٍ واطمئنانٍ، فهذه مُحدّدات ثابتةٌ تكتسبُ درجة القَداسة، ومن المُحرّم المساسُ بها تحت أيّة ذرائع أو مبرّرات أو حتى التّعاطي معها بموقفٍ أو وجهة نظر تهزّ من مَهابتها.
ولا بأسَ من التأكيد على أن ثوابتنا الوطنيّة وقراراتنا السياديّة، نابعةٌ من ضميرِ قيادتِنا الحكيمةِ والشعبِ الأردنيِّ، الذي قدّم الغالي والنّفيس من أجل أن يَصل إليها، وعمّدوها بدمائهم وأرواحهم، ووضعوها في حَدقاتِ عيونهم، وستظلُّ كذلك إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها.. ولن يُسمح أبدًا لأيّة هرطقاتٍ بأن تنال منها بالقولِ أو الفعلِ، ومن يعتقدُ غير ذلك عليه أن يقرأ التاريخ برؤيةٍ تحليليةٍ، وليس برؤيةِ التمنّي والوَهم الزائفِ والخائبِ.
ثمّة ماكنةٌ إعلاميةٌ سوداءُ، ستُطلق رياحَها نحو بثّ الإشاعاتِ والأكاذيبِ وتزييفِ الوقائعِ والحقائقِ، وثمّة طابورٌ خامسٌ سيُواجه الموقفَ الأردنيّ العظيمَ بـ «حرب الإشاعات».. هو تطرُّفٌ من طرازٍ جديدٍ «حملةٌ محمومةٌ تعتمدُ على التسريباتِ المُفبركة والتشويشِ المُمنهجِ، والإثارةِ غير المُبرّرة»؛ لضربِ التّماسكِ الوطنيّ والسلمِ المجتمعيّ، وهو ما يستوجبُ الإدراكَ أنّ القرارَ الوطنيّ التاريخيّ حملَ في طيّاته رسالةً لإسرائيل، أنّ مصلحتَنا الوطنيّة فوق كلّ اعتبارٍ، وهو ما تمّ بشأن مُلحقي «الباقورة والغمر» مثلما أنّ  خيارَ حلّ الدوليتنِ فيه مصلحةٌ وطنيّةٌ.. فَمَن يزرعُ الشرَّ يَحصدُ النّدامَةَ.