تسطر معركة الكرامة عزة وشموخ الجندي الأردني الذي يشار له في كل محافل العالم بالتميز والإحتراف العسكري الذي قل نظيره والمهنية العاليه ناهيك عن الإنتماء والولاء لأقدس وأطهر تراب وطن وهو الأردن وقعت هذه الملحمة العسكريه في21 اذار 1968 (وحسب مراجع مختلفة) في بلدة الكرامة ((سُمّيت معركة الكرامة بهذا الاسم نسبةً لقرية الكرامة التي شهدت أهمّ الأحداث في تلك المواجهة. قرية الكرامة هي أرضٌ زراعيّة منخفضة، تشتهر بخضرتها الدائمة وبساتينها الكبيرة، تقع القرية في الجزء الشرقيّ من غور الأردنّ. حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي إحتلال نهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل استراتيجية وقد عبرت النهر من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدى لها الجيش الأردني على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة. وفي قرية الكرامة اشتبك الجيش العربي المصطفوي برجالاته الاشاوس بما عرف عن العسكرية الأردنية المحترفة في قتال شرس ضد الجيش الإسرائيلي. لتستمربعدها المعركة بين الجيش الأردني والقوات الإسرائيلية، مما اضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين ورائهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكن الجيش الأردني من الانتصار على القوات الإسرائيلية وطردهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات والقتلى دون تحقيق إسرائيل لأهدافها معترفين وعلى لسان قادة العدو الصهيوني بخسارتهم لهذه المعركة.حيث كان يرمي العدو من وراء هذه المعركة الى (محاولة السيطرة على الأرض الواقعة في شرق نهر الأردن. ضمان الهدوء والأمان على خطّ وقف النار) وغيرها من الاهداف الاستراتيجية الأخرى. ومن أسباب الانتصار لدى الجيش الأردني الإيمان بالنصر لدى الجيش الأردني يولّد دافعاً داخلياً وقوّة لتحقيقه. القيادة الحكيمة في الجيش الأردني في صنع القرار العسكري والتخطيط من أجل المعركة. الإعداد المعنوي والمادي. ليثبت الأردن إنه وطن لا يعوزه القوة البشرية، ولا الموارد الطبيعية فهو دائماً في مكانه الطبيعي في مقدمة الأمم فهو غني برجال ونساء وشباب وصبية ، وكهول عندهم الوعي الصحيح، والرغبة المتقدة والتصميم الكامل والعزم الأكيد لبذل المهج وإفناء الأعمار من أجل تحقيق الهدف الّأغلى وهو رفع شأن الوطن فكان له ما أراد من إنتصار مبهر.

وقد تغنى الشعراء كثيرأ في هذه المعركة التي نفاخر بها العالم ومنها كما جاء:

أردنُ يا موطنَ الأشراف ِ والحسبِ، وباعثَ المجدَ في التاريخ والكتبِ

أنت المنار إذا الدنيا بنا عصفـتْ بالروح تفدى وبالأنجال والذهـبِ...

فيك المكارمُ ما زالتْ منابعُهَــا فيضاً يغذي ديارَ العُجْمِ والعـربِ

الله درك كم كانت لكـــم دررٌ غنَّى بها الشعرُ في بحرٍ من الخُطَبِ.

قدمتَ فخراً لكلِّ العرْبِ تضحيةً حين استفاقوا على داجٍ من السحـبِ

تحمي العروبةَ إن حلّتْ مصائبها ولا تعانـي من الأوصابِ والتعـبِ

أشرقتَ في زمنٍ هيهاتَ نعلمـهُ حين ارتقيتَ فويقَ المزنِ والشهـبِ

أنت العرينُ لمَنْ دنيا بهم عصفتْ من حلَّ فيه تناسى علةَ الوصــبِ

أردنُ مهلاً فأنتَ الروحُ في بدني وأنت شمسٌ أضاءت داجي العبـبِ

تشفي العليلَ بإحسانٍ ومرحمـةٍ وترسمُ المجدَ في أُنسٍ من الطـرب

يا أيها الوطنُ المأمونُ جانبُـهُ نلتَ المكارمَ في عالٍ من الرتــبِ

إن صابَ صدعٌ رُبا عرْبٍ وقفتَ له كالليثِ يزأر في سطوٍ وفي غضـبِ

أفديك روحي فداءً لا أضنُ بها يا من تربعتَ في الأحداقِ والهـدبِ

في كل نادٍ هتفتُ الشعرَ يا وطني إلا اتخذتك نبراســــاً إلى الأدبِ

يا من ركبت ذرا الأخطارِ معتزماً نيلَ المكـارمِ في كفٍّ من اللهــبِ

ما أنت إلا عظيمُ الشأنِ في زمنٍ فيه الحقائــقُ قد آلتْ إلى الكـِذبِ

فأنتَ أولى بأنْ ترقى على فلكٍ بدراً لعمــري بلا شكٍ ولا ريـبِ

وكيف تخشى ذئاباً أنت جاعلهم يومَ المعـاركِ أشلاءً من العطــبِ.

Imad.makahleh@gmail.com