Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jul-2020

«النقلات العشرية» للقضم والضم*مروان سوداح

 الدستور

خلال دراساتي الأكاديمية في الاتحاد السوفييتي وما بعدها، تعرّفت على عشرات العُلماء والمتخصصين والبَحَّاثة والمُستشرقين والكُتّاب والصحفيين من قوميات روسيا الشريفة من مدنيين وعسكريين، وتآخيت معهم. هؤلاء خصصوا جُل وقتهم وكامل جهودهم لأجل تعرية الفكر والممارسة الصهيونيتين التوسعيتين في فلسطين والعالم العربي، ولتكتيل الجهود لكبح جماح الأهداف الكونية والعنصرية - الاسترقاقية للصهيونية التي وضعت نصب أعينها النيل من شعوب روسيا والكرة الأرضية، وتقسيمها البشر إلى جزئين ومعسكرين وعالمين متواجهين ومتناقضين لا صُلح ولا هُدنة بينهما: يهود صهاينة «وُلدوا كاملين ومتحضرين»؛ و.. «غويم – أغيار.. خدم.. و.. عبيد دونيين». 
 
 من هؤلاء العُلماء الأجلاء، يوري إيفانوف؛ فلاديمير بيغون؛ يفغيني يفسييف؛ غالينا نيكيتينا؛ فلاديمير كيسيليوف؛ والبروفيسور جدانوف؛ و ف.بولشاكوف، والجنرالان المقاتلان الأُمميان الشهمان: يفغيني شيكاتيخين والبروفيسور الكسندر رومانينكو؛ والأخير قاتل أممياً بزيٍ عسكري صيني متصدياً للطيارين الحربيين الصهاينة في أجواء كوريا وجمهورية الصين الشعبية، وأسس الجبهة العالمية لمكافحة الصهيونية وغيرها. هؤلاء حذّروا كثيراً خلال عشرات السنين المتلاحقة في حياتهم الكفاحية الصعبة، من المرامي الصهيونية البشعة والتي «لن تتوقف في فلسطين وما حولها»، وبعضهم دفع حياته مقتولاً ثمناً لعقيدته بضرورة وقف التمدّد الصهيوني الإمبريالي فكراً وقولاً وممارسةً على الأرض، فخَرَّ صريعاً شهيداً في سبيل الإخلاص لمبادئه، دون أن يتراجع عنها حرفاً وكلمةً وخطوةً.
 
 هؤلاء حذّروا تبعاً لتحليلاتهم ومعلومات خاصة تتوافر لديهم، من أن: توقيع معاهدة أو اتفاقية سلام مع «إسرائيل» لن تعني سوى شيئاً واحداً: مرحلة استراحة جديدة للصهيونية تستعد خلالها لتنفيذ «نقلة عشرية» متجددة في الأراضي الفلسطينية، ولتستعد لأخرى خارجها، في الفضاء العربي الواسع.
 
 هؤلاء قالوا بالفم الملآن  للعرب والسوفييت والعالم إن الصهيونية «قامت لتتوسع بدون توقف على حساب فلسطين والدول العربية، وليس لتتموضع نهائياً في فلسطين المُحَاطَة بالدول العربية، لأنها لا تؤمن بالاتفاقات والسلام، لكونها تتطلع بنهمٍ إلى آبار نفطهم ومياههم وثرواتهم. وبيّنوا في دراساتهم، أن اتفاقيات السلام مع الصهاينة تُعني في عقيدتها عَلانية: توسّع جغرافي متجدّد، وتهجير جديد للعرب من أوطانهم، وخطط صهيونية لتخليق مشكلات داخلية جديدة أكثر حدة في الدول العربية».
 
 يقول هؤلاء العُلماء الوطنيون المناصرون لنا، إن الصهيونية تستهدف من خلال دولتها اليهودية الصرفة، إلهاء اليهود عن هدفها الاقتصادي – السياسي الخفي للسيطرة على العالم، ولتطبيق ذلك روّج زعماء المنظمات الأولى للصهيونية الدولية «أحباء صهيون» التي تأسست في روسيا، والمنظمات الصهيونية التي ورثتها، مقولات إخلاصهم للمُثل اليهودية وما يُسمّى «تحرير اليهود المضطهدين في مجتمعاتهم». وفي هذا الاتجاه أسس الصهاينة «حركات للتحرر الوطني» المزعوم، ليتسنّى لهم حشد مقاتلين مُفبرَكين ومُدجَّنين سياسياً وقادرين على القتال والموت لإنجاز المهمة الكونية الصهيونية حَرباً وإرهاباً، للتمكّن من فلسطين وخارجها بقفزات عشرية، وتلبيةً لتوسّع متواصل لرؤوس الأموال والصناعات، لتحويل «الغوييم» العرب إلى «عَمالة سوداء» لا حقوق لها، لكنها تضمن لهم إنتاجاً سلعياً كثيفاً على مستوى القارات.
 
 حذّر يفسييف وبيغون ورومانينكو قبل استشهادهم المأساوي المُبكي، من أن الكيان الصهيوني لن يتوقف عند حدود1967، فالقفزات العشرية الصهيونية تعني استراحة وقتية قصيرة، استعداداً لقفزات أخرى على العرب، مطالبين أمتنا حكوماتٍ وشعوباً بالتبصر في شأن التوحّد الشامل، لأجل لجم الصهيونية التي لا تفهم سوى لغة القوة والتفوق العسكري والتقني والثقافي والحِكمة السياسية.