Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jul-2017

هل انتهى دور التنظيمات الإرهابية ؟! - محمد كعوش
 
الراي - سقط الجدار الأول في بناء دولة داعش ، وهو بناء مفترض قام فوق كومة من رمل ووهم. قبل ذلك سقط القناع عن وجوه كل التنظيمات الأرهابية ، وعرفنا لغتها ومقاصدها واجنداتها وادوارها المرسومة والمخطط لها.
 
هذه التنظيمات لم تقصر ابدا ونشهد لها انها قامت بتنفيذ مهماتها التخريبية التدميرية التكفيرية بامتياز، فاساءت للاسلام وشوهته واغتالت الهوية القومية للعرب في المشرق والمغرب ، وانهكت الجيوش الوطنية ، وخربّت نسيج كل المجتمعات التي انقسمت الى طوائف واعراق وقبائل ، واعادتنا الى عصر ما قبل الدولة.
 
في هذه الفوضى العارمة غاب صوت العقل ، ولم يعد أي دور للعقلاء والحكماء ، في منطقة ساد فيها الجنون والعنف المطلق وازدراء الحقيقة واعتناق عقيدة الموت وتبجيل القتل العشوائي وبعدها نرفع شارة النصر فوق انقاض البيوت التي كانت عامرة بأهلها.
 
هذه المرحلة من حاضرنا ينطبق عليها عبارة كتبها الفيلسوف والروائي الأيطالي امبرتو ايكو في روايته « اسم الوردة « قال: «عميان يقودون عميانا آخرين الى الهاوية». وهي حالة عربية راهنة عامة تغلغل فيه الهلاك بلا حدود ، وخطوة تؤكد أن هذه الأمة تسير نحو الشيخوخة والهرم والعجز ، اذا لم تحدث المعجزة لقيامة اخرى نتصدى فيها الى السقوط العام.
 
لذلك نقول ان هزيمة داعش في الموصل ليست نهاية سعيدة نهائية للمطاف الدامي ، بل هي بداية الطريق الصعب الطويل ، فالعراق له معاركه وحروبه الأخرى ، لأن أرض السواد في بلاد الرافدين ما زالت خصبة مهياة لخلق المزيد من الفوضى ، ومجريات الأحداث تعطي بعض ملامح المستقبل وسببها حالة التعصب التي يعيشها بعض العالقين في الماضي من كل الأطياف والطوائف ، كذلك غياب المصالحة ورفض تطبيق العدالة والمساواة والمشاركة وهي عناصر وحدة العراقيين.
 
ولكن يجب أن نعترف انه في ظل هذه التطورات المتسارعة والتحالفات المتغيرة والتقاطع في المصالح على مدار الساعة فقدنا القدرة على تحديد وجهة الأحداث ، او تقدير شكل النهايات ، خصوصا بعد هذا الخراب الشامل الذي نخر هيكل النظام العربي ، اضافة الى كثرة اللاعبين الأقليميين والدوليين الذين يتلاعبون بمصائر الشعوب ويصيغون مستقبل بلادهم.
 
أمام هذا المشهد السوريالي الغامض الواضح نملك الكثير من الشكوك التي تثير التساؤلات بهدف الوصول الى اليقين ،لأن باعتقادنا ان هذه التنظيمات ، ومعها من يمولها ويسلحها ويدعمها عسكريا وسياسيا واعلاميا ، وفي ضوء النتائج السلبية التي تحققت جراء الفوضى والعنف والتخريب ، ومحاولة تفكيك الدول وحل الجيوش ، لا بد من وجود هدف استراتيجي غربي يراد تحقيقه بادوات محلية ، وبغطاء الحرية والديمقرالطية وحقوق الإنسان ، وهي الشعارات التي روجت لها الولايات المتحدة خلال احتلال العراق !!
 
وبمناسبة الحديث عن دور التنظيمات المتطرفة الإرهابية ، أعتقد انها لم تقصّر ابدا في اداء دورها الكارثي وانجاز مهمتها التخريبية بأمر ودعم وتوجيه اقليمي وتخطيط خارجي ، وربما انتهت هذه المهمة الان بالصيغة العسكرية السابقة ، فما هو البديل أو من هو البديل ؟!
 
اعتقد انهم يبحثون عن بديل ما آخر، وصيغة اخرى بصورة مختلفة ، بهدف الأنتقال الى المرحلة التالية أي الى اللعبة السياسية في مرحلة ما بعد الحرب لقطف ثمار الفوضى ، واعني أن الهدف الرئيس يتمحور حول انهاء الصراع العربي الأسرائيلي وفرض تسوية غير عادلة لقضية الشعب الفلسطيني تتم في عهد الرئيس ترمب ، وقد يكون صهره كوشنر هو العراب ، أو المندوب السامي الجديد في المنطقة ، ولكن بطريقة غير كلاسيكية معروفة ، لأن العالم يتغير من حولنا بصورة لا ندركها.