Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2017

حدودنا الشمالية والحذر المطلوب!! - صالح القلاب
 
الراي - مخطئ، وبخاصة على صعيد الدول، من يركن إلى «تطمينات» القوى التي توصف بأنها كبرى أو عظمى والدليل هو هذا الذي يجري في هذه المنطقة، التي إختلط حابلها بنابلها، وحيث مع طالع شمس كل صباح تستجد خرائط جديدة لإنتشار قوات المتصارعين على نفط سوريا وعلى غازها وبالطبع فإن الأكثر إستقتالاً في هذه المواجهة هم الروس الذين إتخذ غزوهم لهذا البلد العربي في أيلول «سبتمبر» عام 2015 طابعاً إحتلالياًّ والذين ثبت، ألاّ لمن ينظر إلى الأمور بعينين مصابتين بالحول، أنه في الحقيقة لا يهمهم لا بشار الأسد ولا نظامه بل أنابيب الغاز والبترول وتحسين وجودهم على أطراف أوكرانيا وفي بعض دول البلطيق وأيضاً في أوروبا الشرقية التي سقطت شيوعيتها مع سقوط الإتحاد السوفياتي «الذي لم يكن عظيماً ولا هُمْ يحزنون»!!.
 
لقد كان مثيراً للإستغراب أن تكون هناك كل هذه الضجة الكونية ضد «إستفتاء» أمس الذي أجراه الأكراد في كردستان العراقية وبالإضافة إليها كركوك التي توصف بأنه متنازع عليها وبكوْن الموقف الروسي باهتاً وغير واضح و»الصمت دلالة الرضا» ومما يثبت هذا قبل أن يصيح الديك أنَّ الشركة التي تقوم بإستخراج نفط «شماليِّ» العراق وتنقله بواسطة الأنابيب إلى شواطئ المتوسط التركية في طريقه إلى أوروبا هي شركة روسية وهذا يعني أن وجود الروس عسكرياًّ في هذه المنطقة وفي سوريا تحديداً هو وجود بترولي وغازي وهو لحماية البترول والغاز وللحفاظ على نظام بشار الأسد بمقدار الحفاظ على هاتين المادتين الإستراتيجيتين!!.
 
وبالطبع فإن هذا يعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لنا في المملكة الأردنية الهاشمية التي كانت وستبقى في موقع تقاطع رماح هذه المنطقة المضطربة على مدى كل حقب التاريخ البعيد والقريب وهكذا فإنه علينا، وأمامنا كل هذا الذي نراه قريباً من حدودنا الشمالية، ألاّ نطمئن لتطمينات أيٍّ كان فألاعيب الدول وبخاصة الدول الكبرى لا تعرف المحرمات ولعل الأخطر في هذا المجال أن الدفع بميليشيات حزب الله وميليشيات أكثر من خمسين تنظيماً تابعاً لإيران وحراس الثورة الإيرانية نحو هذه الحدود يجب أن نتعامل معه بمنتهى الجدية والمفترض أن كل أردنيٍّ إن في موقع المسؤولية وإن بعيداً عنها لا يزال يسمع صدى تصريح قاسم سليماني الذي قال فيه أن حراس الثورة الذين من بينهم فيلق القدس قد أصبحوا القوة الرئيسية في شرقي البحر الأبيض المتوسط.
 
يجب ألا نضع رؤوسنا على «وسائد» من ريش النعام ونطمئن إلى ما منْ المفترض أنهم شركاؤنا في جبهة الجنوب السورية التي أصبحت توصف هي أيضاً بأنها «أقل توتراً» فالعلاقات بين الدول مصالح ويقيناً أن هؤلاء «الشركاء» لن يتمسكوا ولو بحرف واحد مما وقعناه معهم إذا إقتضت مصالحهم ذلك وها هي تجارب الأعوام الماضية أمامنا واضحة جداًّ وهذا يعني أنه علينا ألا نركن إلا على أنفسنا وعلى شعبنا وعلى قواتنا المسلحة «الجيش العربي» وأجهزتنا الأمنية .
 
لقد ذهب الروس والأميركيون إلى دير الزور السورية وفقاً لإتفاقية مسبقة لتقاسم الغنائم التي هي النفط والغاز والجغرافيا الإستراتيجية لكنهم ما أن وصلوا إلى شواطئ الفرات، بين «الشامية» و»الجزيرة»، حتى بات الغدر يتحكم بكل طرف منهم والمعروف أن ما يتحكم في العلاقات بين الدول هو المصالح وليس الأخلاق مما يعني أنه علينا أن نبقى في حالة إستنفار قصوى ونحن نرى كل هذا التمدد البطيء الذي تقوم به إيران وتشكيلاتها الطائفية الإرهابية في إتجاه حدودنا الشمالية والمثل يقول :»من مأمنه يؤتى الحذِرْ»!!.