Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-May-2019

الشاعرة هناء البواب: الشهر الفضيل فرصة للارتقاء النّفسي والشّعوري

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية شهور السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان من حيث قضاء أوقاتهم سواء في الكتابة أو القراءة أو ربما الاستراحة من التحبير في الشهر الكريم والتفرغ إلى العبادة والتواصل مع الآخرين في الأمور الحياتية.
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي الشاعرة د. هناء البواب، فكانت هذه الرؤى والإجابات:
* ماذا عن طقوسك التي تمارسينها كمبدعة خلال شهر رمضان؟
ـ أكثر ما يميّز هذا الشهر الكريم بالنسبة لي أنّه يمثّل استراحة جزئية من خلالها نعود إلى تغذية أرواحنا بما ينقصها من هدوء نفسي وسموّ وجداني، هو فرصة للتنصّل من كلّ ضجيج الأيام المحشوّة بالضوضاء والفوضى، والغنية بالصّخب الكثير، نهرب من ذواتنا إلى ارتقاء نبحث عنه، هذا على المستوي النّفسي والشّعوري.
أما فيما يخصّ الطقوس المكانية، فإنّ الشهر الفضيل بالنسبة لي هو مساحة سانحة لتقوية أواصر الحبّ بين كلّ الناس عامة، وبيني وبين ذويّ بصورة خاصة، أحاول فيه أن أكون ابنة البيت ما استطعت، أقترب من أمّي أكثر، وأجاور أبي في جلساته متصفّحًا كتابًا أو متحدّثًا عن مسألة ما، هو حظوة لاستعادة الأجواء العائلية التي تسرقُنا منها مشاريعنا وطموحاتنا وتطلّعاتنا، أجواء العائلة من أكبر النّعم التي ينبغي علينا جميعا أن نحافظ عليها ونكون حريصين على تحقيق ذلك في أيام الشّهر الفضيل لنستشعر أجواءه ونعيشها كاملةً قرب من نحبّهم.
* هل الشهر الفضيل يعتبر فرصة للتأمل والقراءة أم فرصة للكتابة الإبداعية؟
ـ الكتابة الإبداعية غير مرتبطة بشهرٍ ما أو طقوس معيّنة، كما أنّها حالة في اللاوعي تستدرج مبدعًا ما في مكانٍ وزمانٍ ما، وهذا يؤكّد أنّ الإبداع خاطرٌ سماويّ أو هو ارتقاء نُوريّ وفكريّ يسيطر على المبدع كيانًا ووجدانًا، وإذا أردنا أن نتحدّث عن الكتابة في الشّهر الفضيل، ربما نجد أنّ هناك سعة في الوقت من الواجب استثمارها بالتأمل والقراءة، أما الكتابة الإبداعية فهي في كلّ وقت، قد تكون في رمضان أو غير رمضان، قد تطرأ الفكرة على بالك وأنت تقود السيارة مثلًا، أو وأنت تعدّ مشروبك المفضل، وربما تطرق الفكرة الإبداعية بابك وأنت في خضمّ صراعك مع الحياة.
* برأيك ما الذي ترينه مميزا في رمضان عن أشهر باقي السنة؟
ـ المميزُ في هذا الشهر الفضيل التوادّ والتراحم، بين الإنسان وذاته حين يتصالح معها، وبين الإنسان وأسرته، وبين الأسرة والمجتمع، لكنّ المأمول، أن تتصالح مختلف المجتمعات مع ذواتها وجيرانها، لعلّنا نغسل العالم من أوجاعه التي تملأه على آخره، ويعود للإنسانية صفاؤها الحقيقي شكلًا وجوهرا.
* ماهي رؤيتك للجانب الثقافي في رمضان على صعيد الأنشطة؟
ـ لا رؤية محدّدة، لكنّنا في بيت الثقافة والفنون نسعى إلى تغيير الروتين وأن نقدّم كلّ ما هو نوعي ومختلف ومتميّز، أمسيات ثقافية متنوّعة، وسهرات تجعلُ الشّهر الفضيل عامرًا بالحبّ هذا هو مشروعنا أن ننشر ثقافة الحبّ بين الجميع في رمضان وغير رمضان وذلك واجب أيّ مثقّف يجد نفسه في موقع المسؤولية.
* هل ثمة حقول معرفية تفضلين القراءة فيها عن غيرها في الشهر الكريم؟
ـ القراءة المنظّمة أسلوب حياة، أحبّ القراءة في نتاج الرّوائيين، وأبحث عمّا يستفزّني في الشّعر فلا أقرأ إلا ما أحسّه مختلفًا ومتألّقًا، وعلى مستوى القراءات العلمية فإنّ العلوم المعرفية تأخذ حيّزًا كبيرًا من الوقت وقبلها تدارس القرآن الكريم بشكل مختلف، أن أتتبّع ما في آياته من حكمة وبديع يتجاوز الأحكام النّاظمة لحياة الناس، وقراءات أخرى أوسع وأشمل من أن يتّسع لها هذا المجال، ظلّ أن أتمنّى بأن يكون الشّهر الفضيلُ تقدِمةً لعامٍ سعيد فيه يعمُّ السّلامُ الدّنيا كلّ الدنيا.