Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2018

هل تُعلَن المنطقة«منزوعَة السلاح» غداً.. أم أن تركيا سَتُراوِغ» اتفاق سوتشي»؟ - محمد خروب

 

الراي - غداً،الخامس عشر من تشرين الاول,هو «الموعِد» الذي حدّده «اتفاق سوتشي»,الذي توصّل اليه الرئيسان الروسي والتركي في السابع عشر من الشهر الماضي,والقاضي إعلان المنطقة «منزوعة السلاح»في محافظة إدلب,حيث سيصل عمقها 20 – 15 بين كيلومتراً،مُتضمِّن اً سحب السلاح الثقيل والمتوسط ,وإخلاء ارهابيي أفراد المنظمات التكفيرية وخصوصاً منهم الثلاثي الأشهر..
هيئة تحرير الشام/النصرة سابقاً،تنظيم حُرّاس الدين والحزب الإسلامي التُركستاني (الويغور الصينيون).
المؤشرات تشي بأن انقرة التي»أوفت»وعدها سحب السلاح الثقيل من المنطقة المُفترَضة،لم تنجح – حتى الان – في «إقناع» حلفائِها الثلاثة بالإنسحاب،بل ثمة معطيات,بأن هؤلاء يواصِلون «تحصين»مواقعهم وجلب المزيد من المقاتلين إلى خطوط التماس,ما يُؤشِّر الى انهم يُحضّرون لمعركة,اكثر مما هم في صدّد الاستجابة لـِ»تمنيات» حليفتهم وراعيتهم التركية,التي تحاوِل إبعاد الانظار عن هذا الاستحقاق الحيوي بل المفصلي,باتّجاه ما يحدث في شمال وشرق سوريا,حيث لم تتجاوَب واشنطن مع انقرة إزاء مطالبتها تنفيذ الإتفاق في شأن منبج بتسيير دوريات مشترَكة ومنح الاتراك دوراً في تلك المنطقة،بل فتح الرئيس التركي فصلاً جديداً في تهديده بسحق»ارهابيي» قوات سوريا الديمقراطية,وعدم السماح لهم بمواصَلة تهديد أهل المنطقة»الحقيقيين»،وإن كانت موسكو على لسان رئيس دبلوماسيتها لافروف,اتّهمَت واشنطن بالسعي لإقامة»شبه دولة»(كردية) في تلك المنطقة,بهدف تعطيل اي حل سياسي للازمة السورية،ولكن ليس انسجاماً روسِياً مع محاولات اردوغان صرف النظر او تأجيل تنفيذ التعهدات التي قطعها على نفسه ف سوتشي,بـ»إبعاد»ارهابِيّي الجماعات التكفيرية عن المنطقة منزوعة السلاح.
ثمة إذاً إمكانية لانهيار»اتفاق سوتشي»,وإذا ما وعندما يحدُث ذلك,فإن انقرة وحدها هي التي تتحمّل المسؤولية عن إنهيار كهذا.ما يعني ضمن أمور أُخرى ان عليها تحمُّل تبعات المشهد الجديد,المتأتي من عودة سريعة لتنفيذ الخطة السورية الرسمية بتحرير إدلب عسكرياً,بعد أن حال اتفاق سوتشي»مُؤقتاً»دون المضي قدماً في استعادتها عسكرياً,إثر التعهّد التركي الذي يبدو أنه كان مجرد مقارَبة تكتيكية,في انتظار حدوث تحوّل اقليمي او دولي,يصرف النظر عن «إدلب»ويستقطب اهتماماً دولياً،فجاءت حادثة إختفاء الصحافي جمال خاشقجي،لكنها لم تغيّر كثيراً في رزنامة تنفيذ اتفاق سوتشي،فقام اردوغان باختراع حكاية الإفراج عن القِس الاميركي أندرو برانسون,ليكتشف العالَم في وقت سريع,أن»الإفراج»القضائي المزعوم,لم يكن سوى نِتاج صفقة عُقدَت خلف الابواب المغلقة,تم فيها اطلاق القِس برانسون مقابِل رفع واشنطن العقوبات عن انقرة.
هي دبلوماسية الصفقات المشبوهة التي لا يتورّع عدد من الدول عن عقدها في الخفاء،فيما يواصل التشدق بالمبادئ وحقوق الانسان والقانون الدولي,وغيرها من المفردات والمصطلحات فارغة المضمون.على النحو الذي نجده ايضاً في الحملة الغربية المُنسّقة والضارية في مجلس الأمن الدولي,رداً على الاقتراح الروسي إخراج افراد المنظمة المشبوهة التي تديرها الاستخبارات الغربية والاسرائيلية وبعض العربية المسماة «الخُوَذ البيضاء»,الذين انكشفت هويتهم المزوّرة بعد تحرير محافظتي درعا والقنيطرة ومعظم محافظة السويداء,بعد ان تخفّوا طويلاً بمساعدة مُشغِّليهم تحت ستار»منظمة انسانية» تُقدِّم جهودها لإنقاذ ضحايا القتال»,فيما هي بالفعل تقوم بدور التحريض على مهاجمة سوريا,بذريعة استخدام الأسلحة الكيماوية,حيث تقوم بإنتاج افلامٍ مُزيّفة تم كشفها أمام العالم،لكن انقرة كما واشنطن ودول الغرب الإستعماري ما تزال ترى فيها»ورقة»ابتزاز... لم تنتَهِ بعد صلاحيتها.
الفرصة سانحة امام انقرة لإبداء «الحزم» (في حال توفّرت الرغبة وليس القدرة،لأن لديها امكانات هائِلة لوضع حد لهذه الجماعات الارهابية...إن أرادت)،والوفاء بوعودها إخراجَهم من المنطقة المنزوعة السلاح,وإلاّ فإن عليها تحمّل مسؤولية نكوصها عن انجاز المهمة التي أخذتها على عاتِقها.كما بمقدورها أخذ المزيد من الوقت...يوماً او يومين,مِثلما ألمح الى ذلك السيد لافروف,عندما أبدى تفاؤلاً واثنى على التقدّم الذي تم إحرازه في تنفيذ رزنامة سوتشي,وإن كنا نعتقد انها تصريحات»دبلوماسية»,اكثر مما تعكِس واقعاً ملموساً،وإلاّ كيف نجحت انقرة في سحب السلاح الثقيل,وفشِلَت – حتى الان – في إخلاء الارهابيين؟
فشل انقرة في سحب ارهابيي الجماعات التكفيرية من المنطقة منزوعة السلاح,يفتح الباب
أمام الخيار العسكري,الذي ستكون انقرة المسؤولة الاولى – وليست الوحيدة – في التمهي له,وخصوصاً عندما يعيد الاميركيون واتباعهم في باريس ولندن – وربما برلين – ,تشغيل اسطوانة التلويح بالتدخل العسكري,بعد أن يُروّجوا لإكذوبتهم حول استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجيش السوري,حيث جهَّزَت المُنظمة المشبوهة»الخُوَذ البيضاء»الفيديوهات مُسبَقة الإعداد عن استخدامه المزعوم,عندها نغدو أمام مشهد جديد وعاصِف,يَصعب على أحد التكهّن بالمدى الذي ستذهب أطراف الازمة.. إليه.
kharroub@jpf.com.jo