Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jun-2019

الخروقات الإيرانية والملامح "الجيواستراتيجية" للمنطقة*بشير عبد الفتاح

 الحياة-يبدو أن حالة السيولة "الجيواستراتيجية" التي تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط، ستبقى إلى مدى غير معلوم في ظل تصعيد إيراني يعتمد على أذرع عسكرية موالية لها، ومنها حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن، فضلاً عن عشرات الميليشيات الشيعية في العراق وسورية. وبات جلياً تعاظم الاعتماد في هذا الصدد على أسلحة فتاكة كالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، علاوة على الطائرات المسيرة من دون طيار Drones.

 
 
وتمخض تغير طبيعة الفاعلين الاستراتيجيين وتطور مستوى أنظمة التسليح عن تمهيد السبيل لوضع قواعد اشتباك جديدة للمواجهات المحتملة في المنطقة، خصوصاً بعدما أضحت ناقلات النفط وخطوط نقل الطاقة أهدافاً لأذرع إيران العسكرية. ففي شهر أيار (مايو) الماضي، استهدفت إيران وميليشياتها أربع ناقلات نفط كانت راسية قبالة ساحل الإمارات، وفي 13 حزيران (يونيو) الجاري، استهدف هجومان تخريبيان ناقلتي نفط أبحرتا من السعودية والإمارات.
 
وفي هذا السياق، لم تدخر الرياض وسعاً في مطالبة المجتمع الدولي بتحري السبل الكفيلة بتأمين إمدادات الطاقة في مياه الخليج، التي يمر عبرها نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً. وفي المقابل لم تتورع طهران عن نفي مسؤوليتها عن استهداف الناقلات والمنشآت النفطية مؤكدة التزامها بحفظ الأمن في الخليج العربي ومضيق هرمز، بل إنها اتهمت وأخيراً، أيقنت طهران الانحسار "الجيواستراتيجي" لمسرح العمليات العسكرية المحتمل في المنطقة والمتمثل في الخليج العربي، بالتزامن مع تواضع إمكانات طهران العسكرية والاقتصادية وتفاقم الفارق في موازين القوي لغير مصلحتها. وبناء عليه، أبي الولي الفقيه إلا تجنب الانزلاق إلى حرب متناظرة symmetric warfare ضد الولايات المتحدة وحلفائها، مؤثراً اللجوء إلى الحرب بالوكالة والحرب غير المتناظرة والخاطفةAsymmetric warfare، كما جنح لنقل العمليات العسكرية والمواجهات المسلحة إلى أراضي الخصوم، مع الاعتماد على الأذرع العسكرية التي تخوض الحرب نيابة عن راعيها الإيراني.
 
وبموازاة التطورات سالفة الذكر، تشهد التحالفات الإقليمية في المنطقة عملية أقرب إلى إعادة الهيكلة. ففي مسعى منها لإعادة تموضعها "الجيواستراتيجي" إقليمياً ودولياً، بما يعينها على تجاوز أزماتها الداخلية المتنامية، وتحسين موقفها التفاوضي المهترئ في مواجهة خصومها، وتعزيز قدرتها على مقاومة الضغوط الدولية المتفاقمة، ترنو طهران إلى تشكيل محور روسي إيراني تركي قطري. فعلى هامش مؤتمر "التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا"، الذي استضافته العاصمة الطاجيكية دوشنبة في وقت سابق من الشهر الجاري، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني كلاً من نظيره التركي رجب طيب إردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إلى ضرورة تعزيز وتعميق أواصر التعاون بين بلادهم في شتى المجالات.
 
* كاتب مصري