Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2020

الأردنيون واستحقاق الجدارة النيابية*د. محمد عبدالكريم الحنيطي

 الراي

على أعتاب الفصل الأخير من عمر مجلس النواب الثامن عشر، وفي آخر المحطات التي نصل إليها مع هذه التجربة الأهم سياسياً من الحياة العامة، حان وقت التفكير بالمعيار لاختيار النائب، وكيفية التصويت عليه واختياره.
 
فلم نعد، نحن الأردنيين، حمّل تجارب جديدة ونمطيات متكررة في طريقة الانتخاب، فالحاجة اليوم إلى أن يبادر الناس والمجتمع إلى تبني سلوك انتخابي جديد، يغادر منطقة السلوك القديم القائم على العلاقات الشخصية والمناطقية وسواها من الاعتبارات، فهذه الخيارات لم تعد تجدي نفعاً، والمطلوب اليوم أن نغير من أسلوبنا وطريقة تفكيرنا.
 
فالنائب في نظامنا السياسي هو مفصل مهم في صناعة القرار والدورة التشريعية، وهو الجزء الأهم في القرارات التي تؤثر على حياتنا.
 
والوجوه الجديدة اليوم في المجلس النيابي القادم، باتت ليس مطلباً وحسب، بل هي امتحان لإرادة المجتمع على التغيير والإتيان بنواب أكثر كفاءة وأكثر مقدرة على صناعة القرار.
 
وكثيرون منا يشكون من بعض النواب وتعاطيهم مع القرارات الهامة سواء المتعلقة بقوانين الضريبة أو القوانين الماسة بالحياة العامة والاقتصادية، ونكثر الشكوى منها، ولكنا لا نقف طويلاً عند الجدلية الأهم، وهي ان هذا المشهد هو نتاجنا نحن الذين انتهت أدورانا من لحظة مغادرة الصندوق وبقينا نعلق على ما يجري تحت القبة.
 
واليوم تعود إلينا العجلة مرة أخرى، كناخبين وكناس لنحسن الاختيار، وطرق هذا الباب في هذا الوقت ليس باكراً، بل إنّ التوعية هي النقطة الأهم التي يجب أن ندركها، وهي كيف يختار الأردنيون نوابهم.؟
 
إن التجربة النيابية المقبلة يجب أن تشهد تغيراً في أساليب الاختيار والانتقاء، لأنّ ترف التجارب السابقة لم يعد متاحاً اليوم في ظل ما نمر به من ظروف اقتصادية وسياسية اقليمية صعبة، فنحن بحاجة إلى مجلس يمثل قوة وفكر الأردنيين الذين بنوا ما يزيد عن 30 جامعة وآلاف المدارس، وعلينا أن نعكس هذا الواقع في خياراتنا وأن نحسن اختيار وجوه نيابية تمثل هذا الوجه للأردن..
 
فمجلس النواب القوي هو القادر عن التأثير على حياتنا إيجاباً.. وكثير من تجارب نيابية ونماذج أمعنا في انتقادها، ولكنا لم نمعن في من جاء بها، وهي الأدوات التي المتاحة لنّا كمجتمع وضمن برامجية معقولة، وهذا الأمر ليس ببعيد إن أتقنا صياغة التجربة المقبلة، خاصة وما شهدناه من مثالب شابت أساليب الاختيار الشعبي في مراحل مضت، ولكنها، على ذلك تبقى تجارب راكمت لدينا الخبرات كأردنيين يستحقون تجربة تليق بوطنهم.