Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2018

هديل المغربي
الدستور -
   
 الإجابة
في جَوف البحر سوادٌ عميق ونتوءات غير منتهية... واضلاعه من الاوجاع تكاد تتحطم، أولها أمواج وآخرها تألم، ومع كل هذا ما زال أزرق، وانعكاسه صباحاً أبيض... أنهكه الصقيع والوحشة... ولم يجد زاوية يركن بها سوى تلك القصية التي لا تشبهه ولا تعرفه... ظل يحاول جاهداً، ارتدى دِرعَ الأمل والنجاة كي لا يصير من سُكان القاع والحَضيض... عصى الدمع في عينيه وبكى قلبهُ الواهن وشفتاه... ظن عقله أن محطته القادمة لن تأتي أبداً، فَراح يسأله إلى أين؟ عندها تناثرت خيبات الزمن الأغبر من حوله وسكن. اللحظة صمتٌ ثقيلٌ وموجع، واستقرَّ القبطانُ بالدوامة... فهل انتهى زمن الإجابة؟
 
 لغزٌ سهل
كانت كلمة من خمسة حروف... مات أول حروفها بسَقمٍ نادر وعصيب... لا علاج له ولا شفاء منه... وبقيت الأربع الأخرى تبكي عليه وكلماته يستحضرون... يداوون جروحهم بأنفسهم ويسكتون اوجاعهم كل ليلة بسكين... أكملوا طريقهم بحذر وكأنهم مدركون بأن آخرتهم مؤجلة الى حين... ينتظرون الشتاء ليغسل همومهم وكل الفصول باتت حزيران وتموز... ينادون من يملأ نقصهم ويعتني بفراغهم المجهول... وفي يوم ما اجتمعوا سوياً لحل نزاع أحدهم... فتنازعوا اكثر في ما بينهم وتفرقوا بتعصب وتجريح... وأصبح طريقهم بحاجة إلى ترميم... وفي ساعة سوداء مبللة بالذل والتقصير... يجلس أحدهم خلف حائط كبير قد نقش عليه رمز النصر وصورة المنتصرين... فسأله احد المارّة: هل يَنقُصك المال أو الزاد يا هذا؟ فأجابه بصوت بائسٍ: لا بل ينقصني الكرامة يا هذا؟ رد عليه ساخراً: لا تنتظرها طويلاً فربما قد دُفنت في مقبرة زَماننِا..  بإذنٍ من حروفها الخمسة!
 
 أقاويل كاذبة
جلست مع نفسي ساعة أطمئن على ضميري ونوايا فكري من العصيان... فسمعت في وسائل الإذعان... أن بعض البشر يطبقون مبادئ الشريعة والقرآن ... وآخرون ينسون ذكر ربهم والآذان... ولم أنظر حينها في سرائر القلوب وخفايا العقول... ولم أقترب من حُسن الظن ولا من رائحة الشكوك... فقد كان صوت المذيع واثقا و جهوريا... يُصدّق السامع له كل ما يقول... ولا يلتفت لواقع أو لخيال مسطور... فربما يتعثر بعضهم بأُحجية القيل والقال... ولا يخرج منها إلا ومعه من الهمّ أثقال...
فهل كان ما فعلوه مقصودا؟... ام أن الخير ما زال في أوطاننا  مردودا؟.... أيعقل أن كل هذا يخرج من إنسان، اليوم مولود وفي الغد مفقود؟... وعندما وجدتُ بين الأحاديث والتراكيب جهلاً، ضعفًا، وفكرًا محدودًا... كنت أتمنى لو قالوا لا أعلم تارّة والله أعلم تارّةً أخرى... ففي ذلك توفيرٌ وفير... على ألسِنَتهم و أنفسَهم وأعمارِهم واللهُ أعلمْ!