Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2016

هل تنسف الإدارة الأميركية الجديدة الاتفاق النووي مع «إيران»؟ - د. صفوت حدادين

 

الراي - بدأ فريق الرئيس الأميركي الجديد دراسة الخيارات بشأن مستقبل الاتفاق النووي بين الدول الكبرى و «ايران».
 
«ترامب» أظهر موقفاً حازماً بالغ الوضوح خلال حملته الانتخابية ضد الاتفاق الموقع مع ايران مندداً بكارثيته و هو الآن يستعد لتوجيه رسالة سريعة للشعب الأميركي يؤكد فيها التزامه بتعهداته الانتخابية فيما يتعلق بالملف الايراني و هذه الرسالة ربما تكون عقوبات جديدة ضد «ايران» بشكل لا يتعارض مع بنود الاتفاق الموقع و هو ما يعكف فريقه على النظر فيه في هذه الأثناء، و لكن هذه قد تكون البداية فقط. 
 
«اسرائيل» التي انتحبت قبل توقيع الاتفاق و بعده تستثمر في التعنت الجمهوري بقوة و ظهر ذلك جلياً أول من أمس خلال مؤتمر منتدى لمركز «بروكينغز إينستيتيوت» في واشنطن تحدث فيه «نتنياهو» عبر الفيديو و أعلن فيه أنه سوف يناقش خطورة الاتفاق النووي مع «ترامب» و هذا جزء من الايجابية العالية التي يتطلع فيها «نتنياهو» إلى الادارة الأميركية الجديدة بعد سنوات من الشد مع ادارة «اوباما» و الني تُوّجت بالمشادة الكلامية بين «نتنياهو» و الوزير «كيري» خلال المؤتمر عندما وجه «كيري» انتقاداً مباشرة إلى اليمين الاسرائيلي و حمّله مسؤولية ضياع فرص السلام في الشرق الأوسط بسبب المستوطنات و اتّهم اكثر من نصف وزراء حكومة «نتنياهو» بأنهم ضد قيام دولة فلسطينية.
 
«اسرائيل» تنفست الصعداء باختيار «ترامب» ل «مايك بامبيو» لرئاسة المخابرات المركزية الأميركية، و هو المعروف برفضه الشرس للاتفاق النووي مع «ايران» و قد غرّد الرجل على «تويتر» عقب ترشيحه للمنصب الهام قائلاً بأنه يتطلع بشوق للتراجع عن الاتفاق النووي الكارثي مع أكبر دولة راعية للارهاب في العالم!
 
«ترامب» يختار أعضاء ادارته ممن يتفقون مع برامجه، و اختيارات المناصب الحسّاسة للآن توحي بأنه يمضي قدماً في ترجمة ما كان يطلقه خلال حملته الانتخابية و أُعتبر في معظمه من باب الدعاية الانتخابية.
 
رغم أن «ايران» لا تستشعر الخطر بعد حسب تصريحات وزير خارجيتها «جواد ظريف» التي تُشيع للعالم اطمئنان النظام الايراني لمستقبل الاتفاق النووي لكونه معاهدة دولية مع كل الدول الكبرى و ليس مع الولايات المتحدة فقط و بذلك فهو ليس معرضاً للخطر، إلا أن المعطيات تشير إلى أن أربع سنوات عجاف و ربما أكثر بكثير بانتظار الدولة الفارسية.
 
التوجه المحافظ للادارة الأميركية الجديدة لن يسمح للاتفاق النووي بالاستمرار و من يظن بأن «ترامب» لن يدفع باتجاه تطبيق ما كان يروج له إبّان ترشّحه يجدر به أن يعيد حساباته.
 
الملف الايراني قد يشتعل إلى حد الحريق خلال الفترة القادمة و سيزيد النار اشتعالاً حماس «اسرائيل» لجزّ عنق الشاة الايرانية سريعاً.
 
sufwathaddadin@gmail.com