Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Nov-2017

لا شيء - د. محمد القضاة

 الراي - عنوان قد لايغري القارئ، لاشيء تعني لاقيمة للشيء، الأشياء تتماثل وتختلف، تتنوع وتفترق، واللاشيء لاشيء، وأمام واقع الأمم وتطوراتها تقف عاجزاً عند سؤال الشيء ونقيضه الخاص بأمتنا، فنحن في نظرالعالم لا نمثل شيئا! ودرويش له قصيدة عنوانها: لاشيء يعجبني، يقول: «مسافر في الباص: لا شيء يعجبني. لا الراديو ولا صحف الصباح، ولا القلاع على التلال. أريد أن أبكي. يقول السائق: انتظر الوصول إلى المحطّة، وابك وحدك ما استطعت. تقول سيّدة: أنا أيضا. أنا لا شيء يعجبني. دللت ابني على قبري فأعجبه ونام ولم يودّعني. يقول الجامعيّ: ولا أنا، لا شيء يعجبني. درست الأركيولوجيا دون أن أجد الهويّة في الحجارة. هل أنا حقا أنا؟ ويقول جنديّ: أنا أيضا. أنا لا شيء يعجبني. أحاصر دائما شبحا يحاصرني. يقول السائق العصبيّ: ها نحن اقتربنا من محطتنا الأخيرة ‘ فاستعدوا للنزول! فيصرخون: نريد ما بعد المحطّة‘. فانطلق. أمّا أنا فأقول: أنزلني هنا. أنا مثلهم لا شيء يعجبني، ولكني تعبت من السّفر. والعالمُ يجمعُ أن أمتنا غدت كغثاء السيل لا وزن لها ولا قيمة؛ فهي في نظره لا شيء حتى وإن كنا قادة الدنيا في التسامح والمحبة والصدق والإنسانية،هكذا بدا المشهد في العالم، نحن لاشيء، وهاهي معاناة الأمة على مد البصر، وها هي الهموم والاحزان والاحباط والألم والرغبة في الاختناق والخروج من التيه إلى تيهٍ تعيش في القصيدة لاشيء يعجبني، وليس درويش وحده من يقرأ الزمن والتيه والضياع، غيرانه ادرك مبكرا تنامي هذا الظلام الذي تقوده قوى بالغطرسة والتطرف وتريدنا ان نكون « لاشيء « مجرد قطيع من بواقي البشرعالة على الدنيا، ومن يقرأ فصول هذا الزمن ويفكر في انقلابات هو تداعياته يرى ابعد من الخيال، ويدرك انّ المتطرفين والظلاميين قد سرقوا ودمروا واستباحوا كل شيء حتى غدونا لاشيء!

 
وتعالوا لتروا معي فصلا اخر أكثر شراسة واحتقارا لإنسانية الانسان حين تقرأه بدقة، وتتأمله بعين باصرة تعرف كم نحن مغفلون! وكم نحن تائهون! وكم دفع العالم من استقراره وعافيته لأجل تلك الشرذمة التي كشف عنها آرون روسو في حواره مع اليكس جونز صاحب فيلم: «امريكا من الحرية الى الفاشية»، كشف عن معلومات صادمة حول احداث الحادي عشرمن سبتمبرعام 2001 لإنشاء حكومة عالمية تديرها مجموعة من البنوك والشخصيات المالية والسياسية، تتحكم بالعالم، تلغي فيه المال و تستبدله بعملة اسمها «ميروا» بحيث يتم توزيع شريحة تزرع فيها كل المعلومات الخاصة بالشخص، وتستطيع تلك المجموعة ان تتحكم بهذه الشريحة وقتما تشاء، وبالتالي فان حاملها لايمكن له ان يعيش دونها، وحينها يستطيعون ان يحكموا العالم كله، ومهندس كل هذه الخطط حسب آرون «روكوفيلير» الذي يتمتع بذكاء كبير كما يؤكد ذلك آرونروسوحين قال: إنروكوفيلير قد اخبره قبل احداث 11 /9 بأحد عشر شهرا ان أحداث اكبرى ستحدث؛ منها غزو أفغانستان للتحكم ببحر قزوين، وغزو العراق، وإعلان الحرب على الارهاب، والتخلص من شافيز، ومراقبة المتطرفين في جحورهم في أفغانستان من دول الخليج و إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج، وتفعيل حقوق المرأة وضرورة منحها الحرية في البلاد العربية والإسلامية؛ انه الشر المختبئ خلف هدف نبيل كما اتضح فيما بعد حينما تمت السيطرة على الاسرة بتفتيتها وتغيير نمط تفكيرها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي تركت الاسرة كلٌّ يغني على ليلاه، وبالتالي تحقيق الهدف الاسمى وهو السيطرة على العالم، كل هذا تحدث عنه روكفيليور قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر بأحد عشرشهراً، والهدف ان تتحكم الحكومة العالمية بالعالم لا يستطيع البشر شراء الطعام الا بموافقة تلك القوى التي تعتمد تلك الشريحة، عندها سيكون كل انسان « لاشيء» وحينها يتحول الانسان الى عبد وخادم، وهذا ما تريده تلك الحكومة العالمية التي استطاعت ان تدمرالبرجين بدقة لاحداث الهلع والخوف في المجتمع الأميركي وانتزاع التعاطف العالمي للوقوف مع الحرب على الارهاب والنتيجة تدمير أفغانستان واحتلال العراق وزرع الجماعات المتطرفة التي سرقت الاستقرار والامان ودمرت البشر والحجر وغدا الضياع واللجوء والدمار في كل مكان وأصبحت المنطقة في مهب الريح وغدى كل شيء في لمح البصر لا شيء.
 
وغدت امتنا بعد كل هذا الدمار لا وزن ولا قيمة ولا شيء. وبعد، لابد ان نقرأ التاريخ بعناية وان نشد الرحال الى أنفسنا نتعلم كيف كنا وكيف أصبحنا والى اين نتجه لكي نكون شيئا له قيمته في نظر العالم بعد أن كنا مثار اعجاب العالم واصحاب حضارة وثقافة في بلاد مابين النهرين وفي بلاد النوبة وفي حاضرة الاسلام مكة والمدينة.