Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jul-2017

أردوغان.. سنة أولى انقلاب ؟! - محمد كعوش
 
الراي - اذا كان الحكم على الحوادث والمتغيرات بنتائجها ، نستطيع القول ان الرئيس اردوغان هو الذي قاد انقلابا ضد المعارضة في تركيا وليس العكس ، لأن الرئيس التركي هو الذي حصد نتائج هذا الحدث ، فتحت مظلة محاولة الأنقلاب الفاشلة ، مرر برنامجه السياسي وفي مقدمته تعديل الدستور حيث حوّل نظام الحكم الى نظام رئاسي ، انتزع عبر هذه العملية صلاحيات وسلطات كثيرة من السلطتين التشريعية والتنفيذية ، كما فرض حالة الطوارئ في البلاد ، وشن حملة اعتقالات ضد خصومه ومعارضيه هي الأوسع في تاريخ تركيا المعاصرة.
 
وفي ذكرى مرور السنة الأولى على محاولة الإنقلاب الفاشلة تابع اردوغان حملة التطهير التي بداها منذ عام ، فطرد أكثر من 7 آلاف موظف رسمي بينهم افراد وضباط في المؤسسات الأمنية اضافة الى جيش كامل من الموظفين فأحال بعضهم الى التقاعد ، او أمر بانهاء خدماتهم أو اعتقالهم ، واستمرت هذه الحملة على مدار سنة اولى انقلاب. الثابت أن اردوغان ارادها أو كان بانتظارها للتحرك ضد خصومه من حلفاء الامس ، فخرج بعد محاولة الإنقلاب اقوى واصلب واشد بأسا وبطشا ، فاصبح الأقرب الى الحاكم الفردي المستبد.
 
واذا التفتنا الى الخلف قليلا نرى أن اردوغان اليوم اختلف عن البدايات فهو الذي رفع شعار « صفر مشاكل « مع الجيران في بداية عهده ، خصوصا خلال بناء تركيا الحديثة بنهضتها الإقتصادية الكبرى ، ولكنه اليوم غرق في المشاكل الداخلية والخارجية حتى اذنيه ، فلا يوجد مشكلة اقليمية الا ووضع اصبعه فيها ، أو ساهم في تأجيجها ، اضافة الى التغيير المتواصل في مواقفه والتلاعب بالتحالفات والمصالح التي قادت تركيا الى قلب الصراع الاقليمي والدولي.
 
كانت خطوة اردوغان الخطيرة الأولى باتجاه سوريا ، فدخل في مغامرة غير محسوبة حين تورط في دعم التنظيمات المتطرفة الإرهابية العاملة في الشمال ، اضافة الى مشاركته السياسية المعلنة من اجل اسقاط النظام وتفكيك الدولة السورية.
 
ضمن هذا المشروع الإقليمي الدولي العسكري والسياسي الكبير ، تحولت الأراضي التركية الى حاضنة للتنظيمات المسلحة العقائدية المتطرفة ، كما فتح الرئيس التركي حدود بلاده امام هذه التنظيمات للتسلل الى العمق السوري ، اضافة الى التمويل والتسليح والتدريب على التخريب ، وكان اردوغان يعلن ذلك باعتزاز.
 
اما بالنسبة لعلاقاته مع الدول الأوروبية فهي في أسوا حال بسبب تخبط الرئيس في مواقفه السياسية الداخلية والخارجية ، حتى ان علاقاته مع الإدارة الأميركية ليست جيدة رغم المجاملات او الحذر التركي من اتخاذ مواقف معلنة معادية للولايات المتحدة ، واكتفى اردوغان بتمرير عبارات مارقة انتقد فيها الموقف الأميركي باسلوب هو أقرب الى انتقاد الصديق المحب العاتب على « الحلفاء الذين يدعمون اعداء تركيا « ، بعدما شعر بالخطر الذي يهدد بلاده ، لأن الولايات المتحدة تدعم الفصائل الكردية وتعزز قواتها في الشمال السوري بهدف فرض اقليم كردي على الحدود مع تركيا.
 
قبل ايام قليلة سمعت تصريحات للرئيس اردوغان يحذّر فيها من مؤامرة تهدد امن بلاده وتهدف الى تقسيم تركيا ، ولكنه في الوقت ذاته لم يعتذر عن مواقفه ، أو يتراجع عن تصريحاته التي كانت تصب في مشروع تقسيم سوريا.
 
كذلك واصل التصعيد ضد مصر من خلال دعمه السياسي والإعلامي لجماعة « الأخوان « في مصر في الوقت الذي تخوض فيه مصر حربها ضد الإرهاب.
 
وآخر اخطاء الرئيس التركي تمثلت في حشر تركيا وسط الخلافات الخليجية ، حيث اصبحت ، بفضل قرارات اردوغان الفردية ، طرفا في ازمة الخليج ، وهي خطوة غير حكيمة ستؤثر سلبا على علاقاته وتحالفاته في المنطقة ، وبالتالي تلحق الكثير من الأضرار بالمصالح التركية السياسية والإقتصادية... هذه الحصيلة الخاسرة هي نتائج قرارات و» انجازات « الرئيس التركي طيب رجب اردوغان خلال سنة اولى بعد الإنقلاب الفاشل وانفراده بالسلطة.