Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2020

إذا الشعب يوماً أراد الحياة*محمد علي مرزوق الزيود

 الراي

«إذا الشعب يوماً أراد الحياة» قالها أبو القاسم الشابي في ثلاثينيات القرن الماضي، ووجدت أن الظرف الذي نمر به من انتشار لوباء الكورونا لا يمكن لنا أن نقف بوجهه دون الشعب؛ فالشعب هو صاحب القرار، هو من يقرر ننجو معاً أو نغرق معاً، وليس منا أي كان في مأمن من هذا الفايروس الذي احتار علماء العالم اجمع متى وأين وكيف له ان يضرب..
 
وكي لا نذهب بعيداً عن العنوان لا بد من القول: إذا الشعب أراد وقرر سينجلي هذا الوباء، وليعلم أن الحياة أمانة، والروح أمانة وسيسأل عنها الإنسان، وأن للحياة معنى كلما أدركنا قيمته المرتبطة بأولادنا وأهلنا ومن نحب كان وجوباً علينا أن نفكر ملياً في هذا الجلل الذي أصبح يحاصر أنفاسنا، وعلينا بالسؤال: إلى متى نستطيع الصمود أمام هذا العدو الخفي؟ وإلى متى سنصمد دون قدرة على عناق أطفالنا وحضن أمهاتنا ومصافحة إخواننا وأخواتنا؟ وإلى متى سيستمر هذا الحال وإلى أين المآل؟ وهل ستستمر أدوات التسلية والترفيه المنزلية دون انقطاع؟ وهل ستستمر القدرة على تواصلنا عبر الهاتف وعبر الأثير؟ وهل سنمضي بأنفسنا إلى حجر انفرادي؟ كل هذه الأسئلة لا يمكن لأحد أن يجيب عليها غير الشعب..
 
وعلينا نحن الشعب الابتعاد عن تحليلات كتاب الانطباع الأولي والتشاؤمي وممتهني الإشاعة وأصحاب الأجندة الخارجية من كورونات الطابور الخامس، والذين لم يدخروا جهداً من محاولات نشر الفوضى ودق الأسافين بين الدولة والشعب، والتصيد في المياه الآسنة.. وأقسم أنني لا أقدح من رأسي، بل أن هنالك نفرا قليلا ولكنه ينشط هذه الأيام، وكأن بينه وبين هذا الشعب وهذه الدولة ثأراً، ولن يهدأ له بال إلا أن يرى هذه الشعب يتخبط في «مستنقع الكورونا»!!.
 
وبعد كل هذا ما هو المطلوب! ولماذا رددنا إذا «الشعب يوماً أراد الحياة ».. المطلوب أن نصل إلى حقيقة وممارسة فعلية بأن هذا الموت موجود ربما في كل مكان، ولا يختار ضحاياه على اللون أو العرق أو الدين أو الثراء، أو بحجم ما تملك من أدوية ومعقمات، ولا ينظر إلى قوتك الجسدية ولا يعير أي اهتمام لشجاعتك.. علينا أن ندرك أننا جميعاً ودون استثناء هدف لهذا العدو المجهول، ومن هنا علينا أن نؤمن أن الحل بعد التوكل على الله هو بيدنا نحن الشعب.. وبما أننا وكلنا ولي الأمر بأمرنا، علينا الاستجابة لما يقرره وبما ينصحنا به، وبما يرشدنا اليه، لأن من يعمل خلف ستارة القرار ليس بشخص واحد بل أن هنالك المئات من الخبراء والمستشارين والثقات من ابناء هذا الوطن الشرفاء..
 
إذا الشعب أراد الحياة وأراد العودة إلى حياته الطبيعية؛ إلى أولاده وزوجته وأمه وأبيه دون خوف ووهم وتحسس وقلق، إلى مسجده وكنيسته إلى أصحابه وسيارته وحديقته وناديه وعمله وتعليمه وجامعته ومدرسته، إلى ثيابه إلى بيته.. فلا بد أن يستجيب لحسن التعامل مع هذا الخطر ولا بد له من أن يلتزم كي لا يطول الخطر والحظر..