Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2018

إلى أين نحن ذاهبون!* د.اسمهان ماجد الطاهر
الرأي - 
 
لأن كلام القواميس امتلاء بالأتربة، لأن حروف الروايات اختلطت، نريد الحقيقة بلا كلمات. سئمنا الكلام وما عادت القصص الرتيبة تثير شغفنا. الإشاعات باتت تلتصق بالذاكرة كصداع نصفي. الإحساس بالخوف والريبة سيد الموقف. شباب بعز القوة والعطاء يشدون الرحال الى المجهول للبحث عن أحلامهم الضائعة.
 
اخبار وقصص تهيم في الفضاء الإلكتروني مثل بالون أفلتته يد طفل بالعيد فتعلق بلا هدى وخلف الحزن والألم. فضاء مزدحم بالكلام غير المباح وبالألفاظ الغريبة. ما للحكايات باتت دفاتر مذكرات الغرقى والتائهين!
 
هل تعلمون أن المبالغة في مواساة الحزين قد تزيد حزنه. وهل تدركون أن الشفقة غير المبررة قد تخلق جرحاً. مثقلون بالكلمات الملتهبة مثقلون بأصوات تأتي من المدن البعيدة.
 
قلب كل منا يصرخ توقفوا عن الكلام لقد سئمنا، والمأساة الحقيقية أن تستحيل الأشياء إلى ملل.
 
إلى أين نحن ذاهبون! صوت يهمس بداخل كل منا بقوة وإيمان ويقين صادق نابع من حب الوطن.
 
أين نحن من مطر الليالي العتيقة ولما باتت الأحاديث مطرزة بالقبح. اختلط الجلاد بالضحية والقاتل بالمقتول وبتنا لا ندرك ما هي الحقيقة. حتى الحرية أرسلت الأمنيات إلى السماء بأن لا تختنق!
 
علينا توحيد الرؤيا وتحديد الاهداف والمطالب التي يسعى إليها كل مواطن أردني وعلى رأسها على سبيل المثال لا الحصر قصم ظهر الفساد والقضاء عليه. قمع الفقر ومنع انتشاره. الحد من البطالة وتوفير فرص للشباب اليافع. تشجيع الإستثمار لتقليل المديونية وزيادة النمو، حماية الطبقة المتوسطة من الإنحدار الى خط الفقر ومنع تآكل رؤوس الأمول بسبب غلاء المعيشة.
 
هل الإشاعات والقصص التي تبث من اماكن عديدة تساعد على تحقيق أي من هذه الأهداف في المدى القريب أو البعيد؟
 
سؤال مطروح للنقاش وينتظر الإجابة الوافية.
 
عندما تكون مواطناً حراً لا تريد إلا السلام والخير والطمأنينة لإبنائك وأبناء هذا الوطن وللجيل القادم عليك أن تعبر عن رأيك بحرية من خلال من يمثلك من نواب الوطن. الأجدر أن يقوم نواب الوطن بالدفاع عن حقوق المواطنين وتوصيل صوتهم ومطالبهم وإلا ما هو دور النواب في هذه المرحلة وأين هم في ظل ما يحدث من أحداث ليست سهلة على أحد.
 
لا نريد أن نكون كطاحونة الهواء التي سلمت أذرعها للريح بلا ارادة. لا نريد كلمات بدون أفعال وأدلة وبراهين صادقة تملك القدرة على أن توصلنا إلى بر السلام الحقيقي والطمأنينة. في حقيقة الأمر التجربة تقول أن النوايا الطيبة لا تجتمع مع كثر الهرج والكلام مع احترامي وتقديري لإصحاب النوايا الطيبة والقلوب النقية والكلمات المنتقاة التي تنشد بأسم الوطن.
 
طالما خيوط الشمس الذهبية تنير كل مدينة وريف وقرية في الأردن فنحن ما زلنا بخير ونمتلك الكثير. الأردن مضاء بطاقة نبضات قلوب الأردنيين وهو غني بشعبه الحر الآبي الذي تحمل الكثير من الظروف الاقتصادية الصعبة. الأردنيون سيبقون كحمامة بيضاء واثقة ترفرف مزهوة بثوب الحرية الناصع تحمل رسائل الخير وتنثر البذر لينمو ويكبر ويغدو سنابل خضراء تملأ الأرض ليعم الخير في بلد الخير. حمى الله الأردن.