Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2018

رسائل موقعة بالدم - نبيل الغيشان

الراي - ما زال الخطر قائما، هذه هي خلاصة الهجوم الإرهابي في الفحيص والسلط، ولا احد يستطيع أن يتوقع متى يضرب الإرهاب الأسود مرة أخرى في بلدنا الذي ما يزال مستهدفا منذ تسعينيات القرن الماضي ومن نفس التيارات الإرهابية التكفيرية.

نعرف أن كل عملية إرهابية لها منفذوها وأسبابها وظروفها ونتائجها، ولا يمكن ربط العمليات بعضها ببعض، لكن مصادرها وفكرها واحد، والملاحظ أن الإرهابيين منذ عملية قلعة الكرك في الأيام الأخيرة من عام 2016 وحتى اليوم استهدفوا بلدنا بست عمليات إرهابية نوعية أوقعت في صفوفنا أكثر من 20 شهيدا.
هل جاءنا الإرهابيون من الخارج؟ هذه سؤال كفانا الإجابة عليه وزير الداخلية، إذ هم مواطنون أردنيون، تربوا في مدارسنا ولعبوا في شوارعنا وصلوا معنا وربما تعلموا في معاهدنا او جامعاتنا وزاملونا في وظائفنا وأعمالنا.
هل فجأة خرج هؤلاء الأوغاد من أوكارهم؟ أيضا تشير صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم ليسوا حديثي العهد بالفكر المتطرف بل نشروا خلال السنوات الماضية أفكارهم علانية معلنين دعمهم بكل صراحة لتنظيم داعش الإرهابي ومروجين للفكر الظلامي وناشرين فتاوى تكفر كل من يخالف معتقداتهم.
ويحق لنا التساؤل عن مدى نجاعة الخطة الوطنية لمواجهة الإرهاب التي أقرت عام 2016 ومدى استطاعتها وضع معالجات فكرية استباقية للفكر المتطرف قبل أن يتحول الى إرهاب قاتل، وهل استطاعت وضع يدها على الأدلة والإشارات لوجود الفكر الإرهابي.
هل حددت الخطة الوطنية مؤشرات ومعايير الخروج عن النظام العام والقانون، لنعرف بعدها من هو المتطرف ومن هو غير المتطرف ونأخذ حذرنا منه. نحمد االله أن أجهزتنا الأمنية قوية وعلى يقظة تامة وهي لا تستكين لمثل هذه الخطط رغم أهميتها، وما هذا العدد من الشهداء إلا دليل على اندفاع نشامى الأجهزة الأمنية في التصدي للإرهاب وعدم خوفهم من الإرهابيين.
لا فرق أيها السادة بين من يستهدف المهرجانات الفنية والثقافية بالمتفجرات وبين من يستهدفها بالدعاية السوداء، فمن حق أي شخص أن يقاطع أية فعالية فنية أو ثقافية أو اجتماعية وأن لا يشارك فيها، لكن ليس من حقه أن يطلق عليها وعلى جمهورها ألفاظا مهينة وجارحة وغير مقبولة.
إذن، وحتى لا نخفي رؤوسنا في الرمال، الأردن ليس ساحة جهاد، والجهاد في العالم العربي واضح وبيّن وعنوانه محدد على أرض فلسطين وضد الاحتلال الصهيوني الذي اغتصب الأرض والعرض ودنس المقدسات، فأين هم قادة الجهاد من هذا العدو الغاصب؟؟
أولا: مطلوب من الدولة رواية متكاملة للهجوم الإرهابي في الفحيص والسلط وتوضيح المخطط كاملا، وقد نجحت أجهزة الدولة إعلاميا هذه المرة في تبديد مخاوف الأردنيين وإعطائهم المعلومة بسرعة مقبولة.
ثانيا: مطلوب من الدولة أن لا تنام لان ضرب التطرف والإرهاب هي مهمة وطنية تتقدم على كل المهمات، ومطلوب من الدولة أن تكون خصما واضحا لكل من تظهر عليه بوادر التطرف وتمنعه من التحول الى الفعل الإجرامي.
فمشكلاتنا في العالم العربي لم يكن سببها الاختلاط أو الغناء أو الرقص الفلكلوري أو التمثيل، بل إن مشكلاتنا سببها الجهل والتجهيل. وتنحصر أزمة العالم العربي في الاستبداد السياسي وتخلف التعليم واستعباد المرأة والفهم السطحي للدين.
يجب على الدولة أن تكون حازمة في تحديد المتطرف، من خلال حماية حق الاختلاف في الدين ليبقى في دائرة الصواب والخطأ في الاجتهاد وليس في دائرة الكفر والإيمان في الاعتقاد.
nabeelghishan@gmail.com