Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jun-2018

استطلاع: غالبية اليهود الأميركيين ذوو توجهات سلامية غير منتمين إلى إسرائيل

 

برهوم جرايسي
 
الناصرة-الغد-   كشف استطلاع جديد للرأي، نشر أمس على أن الغالبية الساحقة من اليهود الأميركان ذوو توجهات سلامية، ولايشعرون بأي أنتماء  الى اسرائيل، وأن 66  % منهم يرفضون سياسات رئيسهم دونالد ترامب، ويؤيدون حل الدولتين، فيما أظهر الاستطلاع ذاته، عمق التوجهات اليمينية بين اليهود الإسرائيليين، إلى جانب زيادة تشددهم الديني.
وقد أجري الاستطلاع في الآونة الأخيرة، بشريحتين نموذجيتين من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، تضم كل واحدة منهما ألف مستطلع. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، التي نشرت الاستطلاع، إن النتائج أثارت القلق من حيث الفجوات، ولكن كما يبدو أن هذا قلق اليمين الإسرائيلي الحاكم، الذي سعى مع زعيمه بنيامين نتنياهو في السنوات الأخيرة، لإحداث تغييرات في المواقف السياسية بين الأميركان اليهود، إلا أن كل الاستطلاعات والأبحاث التي وردت تباعا، تؤكد أن لا تغيير في المواقف السياسية، بل زاد الابتعاد عن إسرائيل والصهيونية. 
ففي رد على سؤال حول مدى التأييد لسياسات دونالد ترامب، فقد أبدى 77 % من الإسرائيليين تأييدهم لها، مقابل 34 % من الأميركان اليهود، ما يعني أن 66 % يرفضون سياسات ترامب. وفي رد على سؤال، حول مدى تأييدهم لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، فقد كان التأييد بين الإسرائيليين بنسبة 85 %، مقابل 46 % بين الأميركان. وعبّر 59 % من الأميركان اليهود عن تأييدهم لحل الدولتين، بأي شكل من الاشكال، مقابل 44 % بين الإسرائيليين.
وفي الجانب الديني، فقد أيد 80 % من الأميركان اليهود عقود الزواج المدنية، مقابل 55 % بين الإسرائيليين، وهذا سؤال يُعد جوهريا من ناحية الصهاينة والمؤسسة الدينية، لأنه من ناحيتهم، هو تأييد للزواج المختلط مع الأديان الأخرى. وحسب اليهودية، فإن الزواج المختلط هو العامل الأقوى لتراجع أعداد اليهود في العالم بشكل دائم. وفي ذات الإطار، فقد أعرب 73 % من الأميركان اليهود عن تأييدهم للصلاة المختلطة بين الرجال والنساء، مقابل نسبة 42 % لدى الإسرائيليين.
والجانب الثالث الذي أظهره الاستطلاع، هو مدى العلاقة بإسرائيل، فقد بيّن الاستطلاع، أن 12 % فقط من الأميركان اليهود، يعتبرون اليهود الإسرائيليين أخوة لهم، مقابل نسبة 28 % بين الإسرائيليين تجاه الأميركان اليهود.
وهذه نتائج ليس من المفروض أن تكون صادمة لسدة الحُكم الإسرائيلي، ولا لزعامة الحركة الصهيونية، لأنها تثبت واقع حال قائم على مدى السنين. ومعروف أن 70 % من الأميركان اليهود يصوتون للحزب الديمقراطي، مقابل 25 % للحزب الجمهوري، والباقي لتوجهات أخرى. فمثلا عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، ظهرت معطيات تقول إن 50 % من التبرعات التي وصلت إلى الحزب الديمقراطي، كانت من الأثرياء الأميركان اليهود، في حين أن نسبة تبرعات اليهود للحزب الجمهوري 25 %، من اجمالي التبرعات التي وصلت للحزب للانتخابات الرئاسية والتشريعية.  إلا أن غالبية كبار الأثرياء الأميركان اليهود، هم ضمن المجموعات الصهيونية اليمينية، وبشكل خاص في منظمة "إيباك" الصهيونية، التي تلعب دورا بارزا في أروقة الحُكم الأميركي. 
ومن الناحية الاجتماعية، فقط أظهر استطلاع وبحث في خريف العام الماضي، أن أكثر من 50 % من الأميركان اليهود لا ينتمون لدوائر ومؤسسات يهودية، وإنما يكتفون بمجرد التعريف اليهودي العام لهم. وأن هذه النسبة ترتفع أكثر بين الأجيال الشابة. وهذا ليس فقط بين الأميركان اليهود، بين يهود العالم ككل، خارج إسرائيل، فوفق تقارير نشرت في السنوات الأخيرة، فإن من بين أسباب ابتعاد الأجيال الشابة عن اليهودية والمؤسسات الصهيونية، هو ابتعاد الأهالي عن هذه المؤسسات وعدم ارسال ابنائهم اليها. فمثلا في الولايات المتحدة الأميركية 25 % "فقط" من اليهود يرسلون أبناءهم إلى مدارس ومؤسسات يهودية، وترتفع هذه النسبة في فرنسا إلى 40 % وفي بريطانيا 60 %، وتهبط في المانيا إلى 20 %، وفي دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى 15 %.