Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Dec-2014

الجامعة الأردنية تَقدّمت*د. نزار قبيلات

العرب اليوم-لأن بعضنا مازال يحترف التشاؤمية ويرغب في أن يَسبق الغراب في توقّع الكارثة، ولأن أحدا لم يعد يؤمن بالأمل ولا بقدرات أبناء بلده، فإن العديدين من كتّاب الصحف لم يقرأوا التصنيف العالمي والتصنيف العربي الجديد للجامعات بالدقة المطلوبة، فسبقوا الجرس ودقّوا ناقوس سلبيتهم، فوفقا للتصنيف العالمي شنغهاي فإن الجامعة الأردنية تحديدا باتت تقف على مسافة قصيرة من تصنيف أفضل مئة جامعة عالمية، بعد أن حققت بعضَ ما طلب منها، وحصلت الأردنيــــــة كذلك الأمـــــر على مرتبة متقدمة عربــــيا تجعلها جامعة أردنية من أفضل عشر جامعات عربيـــــة، إذ إن التقــدم والنهوض لا يتمّان بالقفز نحو القمة فورا بل بالتدرّج، فمتى يدرك أولائك المحبِطون أنّ التصنيف العالمي يرتكز على معايير وعوامل لا تُعنى كثيراً بالأكاديمي والبحثي بقدر ما هي شروط تنافسية باتت تخصّ الدول المتقدمة؛ فمنذ أن تم إنشاء مكتب لضبط الجودة في كل الجامعات الأردنية حرصت جامعاتُنا وبالأخص الجامعــة الأردنية على أن يوثّق الباحثون وأعضاء هيئة التدريس أبحاثَهم على موقع الجامعة لكون التصنيف يتم من خلال الدخول على موقع الجامعة الإلكتروني والتدقيق في مدى النشر العلمي كما ونوعا، وكذلك بحصر عدد الدخولات والاقتباسات العلمية التي تتم من خلال موقع الجامعة الإلكتروني ذاته، وهو ما لا ينفي ابدا شروطا أخرى تخصّ المرافق العلمية والخدمية والمساحات الخضراء والأنشطـــــة والجــــــــوائز، ما يعني أن جانبا كبيـــــرا من الأبحاث والنشاطات والجوائز العلمية تكون باللغة العربية وبالمتناول العربي وهو ما يغيّبها عالميا، وهو ذاته ما يجعل الاهتمام العالمي مُنصبا على كل ما هو مكتوب بالانجليزية وهذا بحد ذاته ظلم للجانب البحثي الإنساني العربي عموما.

يغالي بعضهم فلا يجدون سوى التشاؤمية والنقد، وما إن تخرج التصنيفات العالمية وهي متنوعة وعديدة بشروط وبيانات مختلفة تقريبا حتى ينتقدون ويذمّون، من دون أن يدركوا قيمة كل تصنيف أو معاييره، واليوم تشهد الجامعة الاردنية نشاطا بحثيا كبيرا جعلها محط اهتمام العديد من الدول الشقيقة والغربية، وصار لدى طلبتنا شيء من الوعي أنتج تراجعا ملاحظا لظواهر سلبية مقلقة أبرزها العنف الجامعي.

فلا أعرف لماذا يصرّ بعضهم على غض الطرف عن المنجز الوطني ولو كان بسيطا.