Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Apr-2017

في الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني - زيد أبو زيد
 
الراي - بعبقرية القائد ونظرته الثاقبة وتدبره في الواقع الموجود لما كان وما هو كائن وما سيكون لبناء مستقبل زاهر واعد لهذه الأمة الي تتوق لأن تتبوأ مكانتها بين الأمم جائت الورقة النقاشية السابعة لتكون مراجعةً لنظامنا التربوي ومسيرتنا التعليمية في النتائج والافكار التي تناولها المجتمع في الاشهر الماضية، وكي تكون وثيقة عمل يأخذ بها المجتمع أفراداً ومؤسسات وكوادر مؤهلة , وطاقات إبداعية في التخطيط والتنفيذ واضعين نصب أعينهم الإخلاص والإنتماء دون الإلتفات إلى مصالح خاصة أضرت بالوطن وبالجيل في ضوء التغييرات الجامحة التي تجري في العالم عامة وفي ما يدور حولنا خاصة.
 
إن النفوس إذا كانت كباراً تعبت في مرادها الأجسام , هكذا رأينا عظمة القائد وحكمته في متابعة كل صغيرة وكبيرة نابعة عن وعي عميق بمسؤولية قيادته الشابة فكان شعاره الأول منطلقاً ومتوجهاً نحو الشباب « فرسان التغيير», وبناء قدراتهم وتطوير تعليمهم لبناء أمة قادرة تخطط وتعمل وتتعلم وتبني متجاوزة الكسل والخوف من التطوير والتجديد والتغيير, أمة تقيم قدراتها فتصلح الخلل إينما وجد وتعي عظائم الامور فتلفظ من قاموسها كل ما يعيق فتقدر المبدع وتنبذ الخانع المتشائم.
 
لقد تناول المحور الاول في هذه الورقة بناء القدرة البشرية لمجتمعنا , ونص على أن المطلوب تكثيف جهود الجميع شعباً وحكومة ومؤسسات خاصة لتوفير البيئة الحاضنة وتأمين الإحتياجات لبناء قدراتنا البشرية , وهنا لا بدَ لنا أن نقف عند مفهوم القدرة وهي الطاقة الكامنة في الأفراد والجماعات , وهذه القدرة فسرها جلالته بتوفير الجهود للجميع وتوفير البيئة الحاضنة وتأمين الإحتياجات لتطوير هذه القدرة حتى تبلغ قمتها في العطاء والبناء وإفراز المبدعين والقادة القادرين على تبني كلَ ما هو نافع وجاد , ولنا في تجربة أمتنا في الماضي حين أفرزت العلماء والمبدعين فأخذت بأسباب القوة والعلم فلما تخلت عن ذلك سقطت في حبائل الاخذ بالاسباب هانت وسقطت في حبائل عدم الاخذ بالاسباب فتراجعت، كما لدينا عبرة في تجارب الآخرين كالتجربة الألمانية واليابانية وتجارب أخرى كثيرة.
 
إن الإعتراف بالخلل الذي أصاب قدراتنا البشرية كما أوضحه جلالة القائد هو تشخيصٌ لتلافي المرض والقضاء عليه. خصوصاً ونحن نعيش كما جاءَ على لسان القائد: أننا نعيش في عصر تسارعت خطاه , وأننا لا نستطيع أن نواكب تحديات هذا العصر إلا بأدواته المعرفية الجديدة ولا أن نلبي إحتياجاته إلا بوسائله التقنية الجديدة , ومن هنا فهذه القدرات بحاجة إلى الرعاية والتدريب والتعليم لايجاد الحلول المناسبة لمشاكلنا.
 
أما المحور الثاني فقد ركزَ على تطوير التعليم الذي رأى فيه جلالته أننا لا نستطيع أن نتجاوز الواقع المرير الذي أصاب مخرجات التعليم , والتحديات الكبيرة التي أصابت هذا القطاع , بدءاً من الإعتراف بها ومن ثمَ بذل الجهود لتجاوزها بعد تشخصيها وإبتكار الحلول التابعة لها وصولاً إلى نظام تعليمي حديث يشكل مرتكزاً أساسياً في بناء مستقبل مزدهر نسعى إليه , وهنا أشار جلالته إلى أهمية التوصيات التي قدمتها لجنة الموارد البشرية , في العام الماضي وضرورة الاخذ بها.
 
إنَ جلالته وهو القائم على شؤون المجتمع والرعية وهو يطرح رؤيته النافذة بأنه يؤمن كل الإيمان بأن من حق كل أردني أن يأخذ الفرصة التي تمكنه من أن يتعلم ويبدع وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب , فهو يرى بأن التعليم و الإبداع ليس موقوفاً على فرقة دون فرقة أو على طبقة الأغنياء فقط, فالباب مفتوح لكل مواطن أردني للتعليم في المدارس التي تأخذ بمجانية التعليم , والجامعات المفتوحة لكل متفوق يرى في تنمية نفسه ووطنه هدفاً يفتح له الطريق ليبلغ أسمى المراتب في وطن ما عاد يسمح للمحسوبية والفاشلين لعرقلة نهوض الامة, ونظرة القائد في هذا المجال تقوم على الإستثمار في التعليم وفي مستقبل أبنائنا لانها عماد نهضتنا , ولعلَ شعار الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي أطلقه « فلنبن هذا الوطن ولنخدم هذه الامة « ساهم في نهضة الأردن ونهضة الدول المجاورة لنا حين تحدى شبابنا في ذلك الوقت كل ما يحيط بنا فتعلموا وأبدعوا , ولنا في ذلك عبرة فالشباب الأردني هم ثروتنا ونحن قادرون بما نملك من ثروات بشرية وشبابية بدءاً من الإعتراف بها ومن ثم بذل الجهود لتجاوزها وإبتكار الحلول التابعة إلى الوصول إلى نظام تعليمي وافٍ , وإلى صنع التغيير المنشود , مستثمرين التعليم في قطاع التنمية , ومفسحين المجال لكل مبدع سواءَ أكان ذلك على مستوى الشعب أو الحكومة أو المؤسسات العامة والخاصة.
 
وإذا كان من قوانين الطبيعية كما أطرح دائماً أن الماء الراكد آسن وأن الذين يتسمرون عند أفكار خاصة عفى عليها الزمن , فتأخروا وأخروا , وجرَوا الأمة إلى التخلف، فقد جائت ورقة صاحب الجلالة واضحة كل الوضوح حيث قال: لم يعد من المقبول السماح للتردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث بالعلوم أن يهدر ما نملك من طاقات بشرية هائلة , ومن هنا جاء في الورقة: إن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالنهضة التعليمية مهما كانت الظروف والتحديات، ومن هنا رأى جلالته « أن التعليم قطاع استراتيجي وغير مقبول بل وخطير ان يتم الزج بالعملية التعليمية ومستقبل أبنائنا في مناكفات سياسية ومصالح ضيقة « ومن هنا فإننا نأسف لتقوقع بعض الفئات حول نفسها , فيشغلون عملية التطوير في مناكفات سياسية ضيقة خدمة لمصالحهم، فالوطن بحاجة إلى تكاتف الجميع لتحقيق نهضة تعليمية حديثة ترتفع بالتعليم إلى مصاف الدول الحديثة غير آبهين بهؤلاء الذين تعوَدوا على وضع العصي في دواليب المحركات , وإذا ما أخذنا بمقولة جلالته « إنه يتطلع إلى أردن قوي يقدم لأبنائه خير تعليم ويؤهلهم لأن يواجهوا تحديات الحياة وأن يقيموا أعمالاً ناجحة «.
 
إن الأردن وهو يواجه تحديات كثيرة على المستوى الخارجي والداخلي متعلقة بظهور التطرف والتعصب والارهاب باشكاله المتعدده لجدير أن يتخطى هذه التحديات بقدرات أبنائه وسواعد شبابه وأن يطور مناهجه وان يشيع فيها قواعد الحوار وتقبل الآخر ويكرس قواعد الحرية والديمقراطية في عالم متعدد الثقافات والقيم , وأن يرفد مجتمعه بطاقات شابة مبدعة تعمل على التغيير والتطوير والإبداع القائم على التخطيط والتنفيذ بكل إخلاص وتغليب مصلحة الأردن الذي يستحق أن يضحي في سبيله وأن ينهض به, والتحية كل التحية للملك والقائد والرائد الذي لا يكذب أهله .